لا يوجد عند الشعوب ما هو أثمن من الامن والاستقرار لان به تحفظ حياة الناس وأعراضهم وأموالهم وهذه ليست دعاية للاستبداد والطغيان والديكتاتورية لانه ببساطه كل امن واستقرار يوفره هذا النوع من الحكم يقوم على استلاب حرية الناس وكرامتهم وما كان الله ليخلق الناس ليستعبدوا انما ليعيشوا منذ ولادتهم أحراراً .
لقد دفعت الشعوب اثماناً باهظة على مر التاريخ لتصل الى المعادلة الصحيحة وهي ان الامن والاستقرار الذي يوفره النظام الديموقراطي هو الأكثرادامة و ضمانا لتكريس الحرية والعدالة والكرامة في المجتمعات ، بما يحفظ الشعوب والاوطان من الفتن والخراب والدمار ، أما الامن الذي يقوم على الرعب والخوف وزرع الكراهية بين الناس فان غايته حماية الحاكم من المحكومين وليس حماية امن الوطن والمواطنين ، ومثل هذا يكون الاستقرار فيه مؤقتا والبناء والتنمية فيه قائمة على كثبان متحركة من الرمال .
كل هذا الذي يجري في العالم العربي منذ عام 2011 عام الربيع العربي يؤكد عدم الاتفاق بين التيارات السياسية على مفهوم ( الامن والاستقرار ) فالتغيير الذي حلمت به الشعوب عندما ظنت انها سائرة الى رحاب الديموقراطية ضاعت معالم طريقه عند اول خطوة ، وهي مهمة وضع الدساتير وبناء مؤسسات النظام الجديد . في مصر اخطأ الاخوان عندما اعتقدوا ان فوزهم بصناديق الاقتراع يمنحهم حرية بناء نظام لا وزن فيه لمطالب الفئات الأخرى ودفعوا ثمن هذا الخطأ بسقوطهم المروع .
واليوم يكرر خصوم الاخوان نفس الخطأ عن وما يرتكبه النظام الجديد في مصر اليوم له أبعاداً مأساوية.
كنا نظن ان في مصر من العقلاء والحكماء وقبل ذلك من المؤسسات الراسخة ما يؤهلها لتحديد مفهوم الامن والاستقرار القائم على معادلة نظام المواطنة والدولة المدنية ، التي تصهر الناس في مجتمع سياسي يسمح بتعايش وتنافس الآراء والأفكار من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، ويحتويها في إطار معارك انتخابية تبادلية للوصول الى السلطة . وتقودهم الى مجتمع مدني يقوم على احترام المعتقدات الدينية والاختلافات الثقافية في جو من الحرية والكرامة واحترام الآخر .
نقول كنا نظن لكن يبدو ان مصر مثل غيرها ترزح تحت موروث من طبائع متوترة وما تركته من آثار يصعب إزالتها من نفوس الحاكمين والمحكومين حتى أن الناس العاديين باتوا يخشون من أي تغيير لا يجلب الحرية للشعوب ولكنه يمنحها لانصار الديكتاتورية كما انه فرصة للمتربصين من المغامرين والإرهابيين المهووسين باعادة الأمة الى الخلف.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو