الوكيل - اربعون دقيقة حاسمة تبدأ عند الساعة الثانية وعشر دقائق بعد ظهر اليوم الجمعة بتوقيت واشنطن (التاسعة وعشر دقائق بتوقيت الاردن) في لقاء القمة الذي يجمع جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الامريكي اوباما في البيت الابيض بحضور كبار مسؤولي البلدين الصديقين.
اللقاء سيكون حصيلة الجهد الملكي من اسبوع شاق أمضاه الملك مع اعضاء في الكونغرس الاميركي ووزراء سيادة ولوبيات مؤثرة كان على مدار الساعة وسط حماس لا مثيل له من الادارة الاميركية للاستماع الى ابرز شخصية عربية واسلامية ناشطة ومؤثرة وعالمة في التشخيص الدقيق للساحة العربية وما يجري عليها من تداعيات للازمات في المنطقة .
الملك حسب مصدر عالي المستوى يحظى بثقة لم يسبق لها مثيل وتقدير بالغ لرؤيته للحل وتوصيفه للمشهد الذي يبدو معقداً هنا في واشنطن ، إذ يضع الملك تصوره المنصف للحالة وخارطة طريق واضحة للخروج من المأزقين السوري والفلسطيني - وإن كان الاخير ليس اولوية لكل الذين التقاهم جلالته.
الرئيس الاميركي سيستمع من جلالته الى تعقيدات المشهد بكل أمانة، فأي خطأ في التقديرات قد يودي بالمنطقة الى كارثة يحذر الملك منها في كل محفل ولقاء عقده على مدى اسبوع امضاه بين غرف مقر اقامته في «فورسيسنز واشنطن» والكونغرس ووزارتي الدفاع والخارجية .. ولعل الاهتمام الذي نشاهده هنا بزيارة الملك والحرص على دعم الاردن بقيادة جلالته غير مسبوق من حيث الاستماع لخبير شرق اوسطي هام وبارز الى ان وصل الحد بأحد الاطراف المهمة ان يقول للملك «نحن مدينون لكم لهذا الدور والتوصيف الدقيق المشبع بالتفاصيل ما خفض المسافات وقربها».
جلالته سيضع حسب المصدر الرفيع الذي كان يتحدث ل الراي ورؤساء تحرير صحف واعلام رسمي محلي صباح الخميس, الرئيس اوباما بصورة اهمية القيادة الاميركية للخطة التي تتركز على عدم التدخل العسكري إطلاقاً في سوريا كي لا تتكرر مأساة اخرى في المنطقة وعدم استخدام الحل العسكري في انهاء معاناة الشعب السوري، مؤكداً الموقف الاردني الثابت ان لا تدخل اردنيا اطلاقاً في الشأن السوري الا من خلال ضمان وحدة الاراضي السورية وحماية الشعب الذي يدفع ثمن مصالح غربية متضاربة على الارض.
جلالة الملك والرئيس اوباما سيسمحان للاعلام الاردني والامريكي حضور جزء من المحادثات بعد اللقاء الثنائي المرتقب بعد ظهر الجمعة ووضعهم في تصورات وسيناريوهات الحل في المنطقة.
لعل ابرز الانطباعات التي خرج بها الوفد المرافق للملك تتركز في الحماس الاميركي من لدن الادارة واعضاء الكونغرس المؤثرين واللوبي الاكثر تغييراً في سياسة الدولة لدعم الاردن وما يمكن ان يتقدموا به خدمة للاعتدال والعقلانية الاردنية ومتابعة الخطة الاصلاحية التي نالت اعجابهم الشديد خلال السنتين الماضيتين في اطار التعديلات الدستورية والاستجابة لمتطلبات الربيع العربي والتعامل الناعم والديمقراطي مع المعارضة خاصة في ظل ظروف الاردن وسط حزام ناري ملتهب وكيفية ادارة الملك للازمة باقتدار وحكمة لا مثيل لها.
اعضاء بارزون في الكونغرس تقدموا بمقترحات عملية للملك كي يحموا المنجز الاردني ودعمه بكل ما يستطيعون من قوة امام الادارة الاميركية التي حرصت لقاء الملك مرتين خلال اقل من شهر، ودعم استقرار الاردن بموازاة تصل دعمها لاسرائيل التي تحظى دوماً بحصة الاسد في كل المفاصل والمراحل.
الملك حسب مصادر رفيعة كان فخوراً بحصول حكومته على الثقة بهذا الرقم المتوازن ما يؤشر الى ديمقراطية ناجعة وصورة مثلى لحكومة حازت على ثقة البرلمان بنسبة تجعل شكل العمل البرلماني زاهياً أمام العالم ما يعكس تغييراً في شكل العلاقة بين النواب والحكومة كسلطتين منفصلتين، وما قد يؤسس لارادة ملكية تنهي في المستقبل اية مشاورات من لدن القصر لتشكيل الحكومة وجعل البيت البرلماني هو الفيصل في مستقبل البلاد وشكل وزاراته.
العنصر الاساس في ملخص حراك الملك على مدى ايام وليالي الاسبوع الواشنطوني الطويلة كان اهتمام الجميع بالملف السوري دون غيره رغم حرص الملك الدائم على وضع الملف الفلسطيني اولاً، الا ان الاحداث وتداعياتها جعلت الساحة السورية هي الاهم والاجندة الابرز في محادثات جلالته هنا منذ لحظة وصولة المبكرة الى عاصمة القرار العالمي.
لعل اطرف ما قاله احد اعضاء الكونغرس من اصل يهودي الى الملك هو ان الملف الفلسطيني سهل الحل فيما اذا تم حل المشكلة السورية ..
الامر الذي يعطي اشارة قوية ان اولوية الرؤيا الاميركية بكل صورها واشكالها تبدأ من دمشق ونهاية النظام، بتوصيف اردني دقيق وتشخيص متمكن بعيدا عن اي تدخل عسكري يمزق الدولة الشقيقة ويحافظ على وحدتها وشعبها، مع الاخذ بعين الاعتبار الى الدعم الخليجي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة اولاً لمنع اي تطرف يقود لحكم اصولي في شمال الاردن ما يؤثر سلباً على المنطقة برمتها واسرائيل واحدة منها.
حديث الملك مع اصحاب القرار في واشنطن تركز على ضرورة دعم الاردن في مسألة اللاجئين السوريين وما تحملته الخزينة من مديونية عالية واقتراض كبير من الداخل والخارج، واسهب في تقاصيل العبء المالي والاقتصادي والامني والاجتماعي على البلاد وسط وقوف عربي ودولي متواضع مع الاردن في تحمله لتبعات الازمة.
الملك حذر مراراً من سرعة اتخاذ قرارات دولية تعود بسوريا الى الوراء او تؤسس الى تقسيم وبروز حركات اصولية كالقاعدة مثلاً تكون اكثر دموية وخطورة من المأساة القائمة الان .. الا ان ذلك لم يمنع الملك من مصارحة الجانب الاميركي لدورها المرهق والمستنزف في التدخل العسكري هنا وهناك، ما يجعل الامر اكثر تعقيداً وسوداوية مما يظن دعاة حقوق الانسان والديمقراطية في غير مكان.
الملك كان حاسماً جدا في مسألة عدم التدخل العسكري على الارض السورية مشددا بذات الوقت ان لا تدخل اردنياً مهما كان في ذلك وان ما يكتب مجرد هراء غير مبني على معلومات او معرفة بطبيعة النظام الهاشمي الذي لم يكن يوما الا مع امته وشعبه العربي والاسلامي.
جلالته اكد خلال حصيلة اللقاءات المكثفة الاخيرة على ان الدور الروسي مهما جدا في الحل وانه لابد من تنسيق اميركي روسي اكبر لانهاء الازمة سلميا ما يجعل اقتراح المنطقة العازلة داخل الاراضي السورية قرارا دوليا لا يعطي فرصة للفيتو الروسي معيقا لتنفيذه وبموافقة الحكومة السورية بعيدا عن الاستمرار في الوقوف كنظّارة على معاناة الاردن واللاجئين السوريين في عمق الاراضي الشمالية التي باتت خطرة في ظل تزايد الاعداد يوما بعد يوم .
رئيس هيئة الاركان الذي التقاه الصحافيون على بوابة الفورسيزنز بعد ظهر الجمعة تركز على دعوة الباشا مشعل الزبن تركيز الاعلام على معاناة ومسؤولية الجيش العربي الاجتماعية والامنية والاقتصادية واللوجستية اليومية لاستضافة الالاف من اللاجئين على الارض الاردنية ما دعاه القول «مشكلتنا ليست في الزعتري انما في تسكين والعناية بالاف اللاجئين ليلياً وتوفير الامن والحماية والصحة والاقامة لهم وسط وضع مأساوي»..
يقول احد ابرز مرافقي الملك انه لاحظ ان لا ذكر في لقاءات جلالته مع كل المسؤولين واصحاب القرار الاميركي هنا ، الا للاردن فقط فلم يذكر اي منهم اي دور لاخرين او ماساة لدول محيطة باستثناء الاردن الذي يتحمل العبء والمسؤولية نيابة عن الامة جمعاء.. مدللاً على اهتمام العالم ومعرفته بما يجري على الساحة المحلية وسط صمت غير مفهوم الا بعد لقاءات الملك وشرحه المسهب للوضع الاردني وتداعيات الازمة على المملكة الهاشمية.
الاردن لا يقوم بدوره بمعزل عن الاشقاء فجلالة الملك كما تقول مصادر ل الراي ينسّق بصورة كاملة مع الاشقاء في السعودية والخليج العربي وإن كانت بعض الدول تعمل باتجاه آخر يلفت انتباه الامريكان كما يلفت انتباه الاردن وطبيعته .. وهنا لابد من الاشارة ان جلالة الملك وامسر قطر الشيخ حمد يقيمان بنفس الفندق بواشنطن وكانا في الكونغرس بوقت واحد وان لم يرشح اية معلومات عن لقاء جمع الزعيمان حتى الان لا في الفندق ولا في ردهات الكونغرس رغم حرص الملك لقاء الامير القطري والتنسيق عربياً معه .
الموقف القطري حسب محللين بارزين هنا غير مفهوم لدى الادارة والكونغرس الاميركي وهو ما ابداه بعضهم علانية خلال لقاءات علنية بواشنطن ما يدعو الى تنسيق عربي واسلامي اوسع في الشأن السوري ضمانة لحل يمنع تقسيم البلاد ويحافظ على سلامة السكان.. وزاد بعضهم القول ان الهيمنة القطرية على دول الربيع العربي لن تكون بالصورة والشكل الذي يراه النظام بقدر ما يمثل الاعتدال العربي الذي تقوده العربية السعودية ودول اخرى هو الحل والمرونة الاكثر عناية عند النخب وصناع القرار .
اللاعب الامريكي يعتقد ان العملية الارهابية الاخيرة التي قادها شابان شيشانيان اعطت رسالة كبيرة وواضحة لموسكو ان الارهاب ودعم صعود حركات اصولية في المنطقة سيؤثر سلباً على الامن والسلم الاهلي والدولي ويجعل المنطقة ملتهبة اكثر مما هي عليه الان ، ما يدعو الرئيس الروسي بوتين ان يفكر اكثر يتنسيق مع الاميكان والاوروبيين لتقديم حل يضمن نظام اكثر اعتدالاً في دمشق في حالة تغيير النظام القائم خاصة ان الحديث في واشنطن خف ضد الاسلام وبدا يؤشر الى الارهاب والتطرف عند اسلاميين وقوى شر برأي محللين.
محاولات ترحيل ملف فلسطين لم تفلح رغم اصرار الملك المتكرر في كل لقاء امام الملف السوري حيث وجد جلالته ان الربط مهم مع ما يجري في المنطقة وضرورة حل الصراع العربي الاسرائيلي ، مع وجود اشارات قوية من الرئيس الاميركي ووزير خارجيته لبدء مفاوضات جادة تجيب وربما تحاسب من يعطل مسيرة السلام .. وجلالته اكد ان المرحلة الحالية هي كتحضير الواجب نهاية في الشأن الفلسطيني الاسرائيلي وان لامفر من حل القضية في ظل التباين في الرؤى بين قيادات حماس والفوضى في غير مكان واهمية تقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس . الرأي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو