يُدرك الجميع مدى الاختلال في التوازن الدولي لصالح دولة الاحتلال حتى قبل الدمار الذي ألحقه الربيع العربي بالدولة الوطنية والسلم الأهلي في معظم بلدان التأثير العربي، العراق ومصر وسوريا، وحجم الإدراك نراه جميعا في التبرير لعواصم اكثر متانة اقتصادية من عمان واكثر نفوذا في الاقليم بحكم قدرتها المالية، فكل عواصم النفوذ المالي تجد من يبرر اعمالها وقد بدى ذلك واضحا في موسم التسابق عن اعلان الدور في فتح باحات الحرم المقدسي الشريف، والذي يكشف مدى العلاقة بين تلك العواصم ودولة الاحتلال على افتراض صدقية الدور والتصريحات ومع ذلك لم نسمع عن ادانة للعلاقة مع دولة الاحتلال ولدول تعلن علاقاتها السرية بل على العكس نسمع ادانة علاقة معلنة جرى استثمارها لصالح القضية الفلسطينية في كل المفاصل وليس آخرها فتح باحات الحرم القدسي الشريف.
صحيح ان ثمة تأخر رسمي في اصدار الرواية مما يمنح المتنطحون الاسبقية ولكن التأخر لا يكون على حساب الصدقية وخصوصا عندما تكون الرواية قادمة من المؤسسة العسكرية التي تحظى بموثوقية واحترام الجميع ولم يسبق ان عهدنا عنها تزييف الحقائق او تغيير الصدقية، وهذا استدعى ان يعلن الملك بوضوح ان القوات المسلحة خط احمر في لقاء مع مجموعة اعلامية من الصحف اليومية واجهزة الاعلام الرسمي، فثمة استثمار مريب من بعض رجال السلطة السابقين الذين يسعون الى اشعال الحرائق السياسية لاعادة انتاج دور لهم، وهذا احد نتائج التلكؤ الحكومي وسياسة الرعب التي تحكم المسؤول الضعيف وليس بسبب استلاب الدور والولاية بدليل ان وزير الخارجية خاطب الاعلام الخارجي والسياسة الخارجية بلسان فصيح وطليق ولو كان الامر استلابا للدور او انتقاصا للولاية لكانت تصريحاته ضعيفة وغير متسقة كما التصريحات التي كانت موجهة نحو الاعلام المحلي والشارع الوطني.
الجميع يعرف حجم الاردن والملك في السياسة الدولية وحجم انضباط السلوك الاردني مع ايقاع الناس كما حدث في الاقصى والاعتداء على ابوابه وحرمته، فلم يكن هناك جرأة على دور المقدسيين المرابطين ولم يكن هناك اجتراء على زكيّ دم شهدائهم، بل كان الدور الاردني والجهد الملكي معززا لهذا الصمود البطولي وتعزيزا له دون مزاودة او منّة، رغم تطاول بعض الموتورين على الدور والمكانة الاردنية التي نعرف جميعا انها حامية من اطماع دولة الاحتلال في انهاء ملف القدس بالكامل بالتهويد او اقتصار الدور الاردني على حدود الرعاية للاماكن المقدسة في حدود الـ 144 كم وهي مساحة الحرم المقدسي، والجميع يعلم ان الاردن يتحرك في فضاء عربي مشتبك مع قضاياه الوطنية وخواصره الجغرافية بأكثر من اشتباكه مع القضية الفلسطينية وملفاتها الشائكة ناهيك عن التعقيد الفلسطيني الداخلي جرّاء الانقسام الافقي والعامودي بين الفصائل الفلسطينية، فلماذا الهجوم والانتقاص من الدور الاردني والجهد الملكي وتصديق روايات الموتورين عند بعض الساسة الاردنيين وجزء من الشارع الشعبي ؟ ولا نسأل عن الهجمات المنظمة من القريب العربي ومن دولة الاحتلال ورئيس حكومتها المأزوم.
التلكؤ الرسمي يجب ان ينتهي وثمة ضوء في آخر النفق لنهاية هذه التأتأة الحكومية بانطلاقة مركز الازمات الاعلامي الذي سيستجيب مع الاحداث خلال دقائق، فاللحظة لن تنتظرنا والاكثر تطمينا ان ثمة اذن دولية تستمع الى الرؤى الاردنية وتحديدا في مشاكل الاقليم وليس دليلا اعمق من الاستماع الى نصيحة المناطق الاقل خشونة وتصعيدا فهذه فكرة اردنية من مهدها الى لحدها وهذا سينعكس قريبا على الوضع الداخلي اقتصاديا وسياسيا مع اقتراب فتح المعابر المغلقة سواء مع العراق الشقيق او مع مناطق التهدأة في الحدود الجنوبية مع الشقيقة سوريا، المهم ان نستفيد من التجربة ولا نسمح بتكرير خطأ التأخر الذي لولا قوة الرسالة الملكية في اجتماع مجلس السياسات وزيارته الى بيوت عزاء ضحايا السفارة تحولت الى خطيئة وطنية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو