الجمعة 2024-12-13 06:44 م
 

المهم هو وقف التدهور!

08:01 ص

سينتخب المصريون رئيسهم، وحسب خارطة الطريق فالخطوة التالية هي انتخاب مجلس الشعب.. وبعدها تبدأ الحياة الطبيعية لبلد عاش ثلاث سنوات في فوضى مطلقة.. سواءً أأسميناها الربيع العربي، او التمكين الاخواني او الانقلاب، الا انها اعادت مصر اقتصاديا، ومالياً ومعاشياً وثقافياً سنوات الى الوراء!!.اضافة اعلان

السؤال الاول بعد انتخاب الرئيس الجديد: هل نحن امام قدرة العهد على احداث التغيير، في مستوى وقف التدهور؟ هل ان الرئيس يملك القدرة على وضع معالم على طريق النهوض الوطني؟
لننس قصة الديمقراطية، فهذه مستدركة لأن الشعب يريد خبزاً على النار، يريد شارعاً وفندقاً واسواقاً وشواطئ آمنة، فمصر تملك اسس نهوض عظيمة على عكس الناعبين الذين يرون في الملايين من المصريين عبئاً على مصر.. بدل ان يستبشروا بها كقوة عاملة منذورة لرخاء مصر.. فهذه الملايين – وكانت قبل مئتي سنة ثلاثة ملايين – هي التي شقت قناة السويس بالمجرفة والقفّة.. وقبلها هي التي اقامت اعجوبة البناء الاهرامات والمعابد في الجنوب، وهي التي بنت مصانع وجامعات ومزارع كانت الافضل في افريقيا!!.
كان للصديق فاروق الباز دعوة لم يسمعها نظام مبارك، لأن سمع الرجل كان ثقيلا: والدعوة سهلة تقوم على شق طرق من نهر النيل في الاتجاهين الغربي والشرقي، فما ينقص الحياة المصرية هو الخروج من الخط الاخضر حول شواطئ النيل الى الصحراء لاستصلاحها وزرع الحياة فيها، ولكي نفهم النظرية البسيطة، على الواحد منا ان يطير من الاسكندرية الى اسوان ليكتشف ان عرض الشريط الاخضر على ضفة النيل لا يتجاوز الخمسة كيلومترات!!.
الديمقراطية مطلوبة لكن ليس لذاتها، وانما لأنها تجعل الحياة اسهل، وتجعل التطور هادئاً وعميقاً وبلا اوجاع!! وها نحن نسمع الآن «فلسفة» انصاف المثقفين وما على الواحد الا متابعة فضائيات الفضائحيات، واذاعة لندن ليكتشف كيف يتمنطع الناس لتفسير انتخابات الرئاسة على انها: خروج على الدستور!! وانها محسومة سلفاً، وان المخرج من الأزمة عودة مرسي الى قصر الاتحادية، وهو كلام لا علاقة له بما يجري، فالذي يعتقد ان الانتخابات هي خروج على الدستور، لم يعترف بهذا الدستور!! وان عودة مرسي تعني عودة الارهابيين الى سيناء والى شوارع القاهرة، وانها محسومة لأن هناك توقاً شعبياً هائلاً للأمن والمحسوم في الامر هو الرجل القوي الذي يقف وراءه الجيش!!.
الفضائيات والاذاعات والصحف تريد مادة لملء الاربع والعشرين ساعة، ولهذا فهي تختلق «الباحثين» و»المعلقين» و»الخبراء» وحين تمل منهم يندفع مذيعوها الى الشوارع وهات يا حشّ!! فالأسوأ هو الكلام عن الحدث وليس الحدث بذاته، وقد صدّقت فضائيات وصدّق مشاهدون ان الاعلام هو الذي صنع الربيع العربي وصارت دول في حجم الذبابة تتصرف وكأنها فيل.. وما درى الجميع ان مخابرات الارض واموالها هي التي كانت الناشطة على السطح، اما الثورة، فحتى حين تصير، ينطبق عليها المثل التاريخي: الثورة يصنعها المفكرون، ويقيمها الشجعان، ويرثها الانتهازيون!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة