لو أن المستعجلين، والذين يمارسون السياسة بالغضب أخذوا عليها، وصبروا يوماً أو يومين لاكتشفوا أن المتاجرة باطلاق نار الاتهامات على السلطة الوطنية، وعلى عباس بسبب مذبحة غزة ليست عاقلة، وليس لها علاقة بالحرص على غزة وشعبها وفلسطين وقضيتها.. فها هو الوفد الفلسطيني المتكامل: فتح وحماس والجهاد والجبهة والديمقراطية يصل الى القاهرة ويضع خطة عمل لتدارسها مع المسؤولين المصريين!!.. ولاكتشفوا ذاتهم أن مصر لم تبع غزة، ولا تتآمر مع العدوان الإسرائيلي، وأن موضوع الاخوان مع السلطة المنتخبة لا علاقة له بالموقف المصري من قضية فلسطين. فلأول مرة نعرف من الرئيس السيسي أن مصر فقدت من جنودها مائة ألف.. من أجل فلسطين، وأن دور مصر العربي والإقليمي لا يمكن أن يتقلص لا لمصلحة تركيا ولا إيران.. ولا حتى قطر!!.
ونعود إلى المبادرة المصرية التي ندد بها المستعجلون والذين يمارسون السياسة بالغضب .. قبل ان يطلعوا عليها، فنقول: لقد حاولت واشنطن ان تقفز عنها، ودعت إلى مؤتمر في باريس جمعت فيه وزير خارجيتها ووزير خارجية فرنسا وتركيا وقطر لوضع مبادرة بديلة.. فقد استثنت مصر والأردن وفلسطين والسعودية من هذه الدعوة، وحين «عصلج» بنيامين نتنياهو، وفشلت أطراف المبادرة في تقديم مبادرة حقيقية لها وزنها،.. عادت الآن إلى الفلسطينيين ومصر!!.
بالحسابات، فقد كسب الفلسطينيون وحدتهم وكسبت مصر رزانتها السياسية بالاصرار على مباردتها.. والتي أعلن محمود عباس بصراحة: انها مبادرة فلسطينية وهذه المكاسب هي الثقل الذي لا يستطيع نتنياهو تجاهله.. والذهاب منفرداً إلى الحائط.. فهو يعرف نتيجة انفراد شارون عام 1982 بالهجوم على لبنان.. ويعرف الثمن الذي دفعه .. بفشل معلن في هجومه العسكري على بيروت وتوسيع الدمار الذي اشاعه في لبنان، مع أن أميركا وأوروبا والاتحاد السوفياتي كانت كلها مستعدة لهدف إسرائيل السياسي: وهو اخراج منظمة التحرير المسلّحة من لبنان!!.
تماسك الفلسطينيين، ودخولهم المرحلة من البوابة المصرية هما ثقل أساسي لا بد وان يكون مؤثراً في السيناريو القادم:
- الانسحاب.
- إنهاء الحصار واستبدال مدلوله الأمني بأمن المعابر.
- وتفصيلات وقف الاغتيال، واطلاق سراح الذين اعادت إسرائيل اعتقالهم من المشمولين بصفقة الأسير الإسرائيلي شاليط وغيرهم!!.
من المؤكد أن بنيامين نتنياهو صار أقوى داخلياً، وأنه قادر على خوض انتخابات دون ابتزاز المستوطنين والأحزاب الدينية، لكن اتجاه الرأي العام الإسرائيلي قابل للتغيّر. فاليمين أخذ فرصته، لكن الناس العاديين غير مطمئنين للتطرف، والبلطجة السياسية باسم أمن أرض إسرائيل، فهناك عزوف عن السكن في القدس لهيمنة الارثوذكس المتشددين عليها، وهناك عزوف عن العيش في المستوطنات البعيدة لأنه أشبه بالعيش داخل معسكر.. وهناك في تل أبيب من لم يذهب ولو مرّة إلى الضفة الغربية.. طيلة الاحتلال!!.
لقد عاش اليهود قروناً في الصندوق الطوطمي الحديدي.. ودفعوا ثمناً فاحشاً. لكن الصهيونية لم تعد تملك قوة التلمود.. وتعصبها لم يعد كافياً إلى الحد الذي تتحوّل فيه إسرائيل من دولة الشفقة إلى .. دولة الإرهاب!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو