الوكيل - حالة من القلق والترقب الأمني في الأردن لمنع أي تسلل لعمليات مسلحة لتنظيم القاعدة على الساحة الأردنية، لاسيما في حال سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة درعا السورية المحاذية للحدود الأردنية.
ورغم الجهود التي تبذل لضبط الحدود، فإن مسؤولين أمنيين في المناطق الحدودية لا يستبعدون حدوث اختراقات نظرا لطول الحدود بين البلدين.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني إن 'الاردن قلق من التقارير التي تتحدث عن وجود تنظيمات إرهابية في منطقة درعا المحاذية لحدودنا الشمالية'.
وأشار المومني، وفق 'الغد' إلى أن الأردن 'اتخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لمنع محاولات التسلل إلى أراضيه والعبث بأمنه'.
وفي الوقت الذي يقدر مسؤول محلي 'عدد المجاهدين بحوالي 30 ألفا'، يرى القيادي بالتيار السلفي الجهادي في الأردن محمد الشلبي الملقب بـ'ابو سياف' 'أن عدد مقاتلي القاعدة من مختلف تنظيماته على الأراضي السورية يصل الى زهاء 60 ألف مقاتل، معظمهم مدربون على قتال الشوارع والعمليات الانتحارية، ويتواجدون في مختلف الأراضي السورية وتحديدا مدينتي درعا وحلب'.
وأكد 'ابو سياف' 'التزام التيار بمبدأ سلمية الدعوة على الساحة الأردنية'، بيد أن المراقبين للملف السوري يؤكدون مخاوف الدولة من انتقال عدوى القاعدة بعملها المسلح إلى الساحة الأردنية، خاصة بالنسبة للعائدين من القتال في سورية وهم يحملون أجندة القاعدة.
وبين القيادي الشلبي أن هناك 60 شخصا من منتسبي التيار من الذين عادوا من القتال في سورية هم في السجون الآن، 'ما بين موقوفين ومحكومين او معتقلين لدى الأجهزة الأمنية، بالرغم من أنهم لم يخططوا لأي عمل مسلح على الساحة الأردنية'.
الزميل الكاتب الصحفي فهد الخيطان أشار في مقالته يوم الثلاثاء الماضي في 'الغد' بعنوان 'أوجاع الدولة'، إلى أن 'هناك أدلة وقرائن باليد على أن تنظيم القاعدة سيؤسس له فرعا بالأردن، وأن لديهم محاولات لا تنتهي لاختراق الحدود الأردنية'.
ويؤيده بذلك الباحث في الحركات الإسلامية وتحديدا السلفية الجهادية حسن أبو هنية، بقوله، إن 'الأردن لديه مخاوف حقيقية من سيطرة التنظيمات الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة على مدينة درعا المحاذية للحدود الأردنية من مدينة الرمثا والمفرق، وهنا سيكون الأمر سهلا لتنتقل العمليات المسلحة للقاعدة إلى الساحة الأردنية'.
وحسب القيادي 'أبو سياف'، فإن المقاتلين من منتسبي التيار في العالم يتوجهون إلى سورية بغية القتال ضد قوات النظام السوري، مشيرا إلى أن التيار في الأردن لديه 1000 شخص من منتسبيه يقاتلون في مختلف المحافظات السورية.
وكشف 'التيار' عن وصول مقاتلين، وإن كانوا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وفقا له، لكنهم من أصول اميركية وبريطانية وفرنسية، ومن بينهم من قتل ودفن في الأراضي السورية، وهناك كتيبة أخرى معظمها من المقاتلين الشيشان الذين قاتلوا ضد القوات الروسية في حرب الشيشان.
وعودة للمخاوف الرسمية من تسلل مشروع القاعدة المسلح إلى الاردن، يقول أبو هنية، هناك مخاوف رسمية حقيقية من انتقال تنظيم القاعدة إلى العمل المسلح في الأردن، وعلى سبيل المثال فإن تنظيم العراق والشام (داعش) يعني بالشام (سورية، فلسطين، الأردن ولبنان)، 'وبالتالي سيكون الأردن جزءا من مجال عمله المسلح، وفي دائرة أهدافه'.
وأضاف، أن تنظيم القاعدة يتحدث بلغة ولسان القتيل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي بمجرد استشعاره لقوته استهدف الأردن بثلاث تفجيرات ورابع في العقبة.
ويرى أبو هنية أن 'تنفيذ العمليات المسلحة لتنظيم القاعدة ضد الأردن سيكون بعد سيطرتها الكاملة على مدينة درعا'، مشيرا إلى أن إعلان التيار السلفي بالتزامه بسلمية الدعوة أمر لا يسلم به، 'فهناك تيار ينادي بسلمية الدعوة، وآخر ينادي بالقتال المسلح داخل السلفية الجهادية في الأردن'.
الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية محمد أبو رمان تحدث عن عدة مخاوف رسمية، فهناك قلق رسمي من تنظيم القاعدة من أنه أعد مشروعا لاستهداف الأردن في الفترة المقبلة، وهناك أيضا قلق من وجود جبهة نصرة أهل الشام بالقرب من الحدود الشمالية بخاصة في درعا، وهناك الخوف من عودة المقاتلين الأردنيين من سورية وتأثرهم بأجندة القاعدة، 'وإمكانية ان يمثلوا حالة أمنية شبيهة بما حدث للعائدين من أفغانستان والعراق'.
يذكر أن معظم المقاتلين من التيار السلفي الذين عادوا من سورية والعراق أحيلوا إلى محكمة أمن الدولة على خلفية اشتراكهم بتنظيمات إرهابية مسلحة خططت لتنفيذ عمليات على الساحة الأردنية. لكن أبو رمان خالف ما ذهب إليه أبو هنية والخيطان في مقالته، مرجحا أن 'الأردن لن يكون على أولويات تنظيم القاعدة في المرحلة المقبلة، فالأولوية للساحة السورية والعراقية ثم اللبنانية'.
وفيما يتعلق بمخاوف وقلق أمني بالنسبة لمقاتلي التيار العائدين إلى الأردن، أشار أبو رمان إلى أن معظم هؤلاء هم تحت المراقبة الأمنية، بالإضافة إلى أن هناك توجها أعلن عنه بوضوح من التيار السلفي خلال العام 2011 باستخدام مبدأ سلمية الدعوة، وهذا التوجه الذي يقوده المقدسي ينزع أي مشروعية لأي عملية مسلحة لأحد أفراد التيار.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو