الجمعة 2024-12-13 03:08 م
 

الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن: اختلاف وجهات نظر حول فيلم قد يؤدي الى قطيعة بين ناقدين

12:51 م

الوكيل - يعتبر الناقد السينمائي الاردني ناجح حسن ان بعض النقاد يعجزون عن فهم الفيلم المصري ولذلك لديهم حساسية منه، كما انه يقبل نقد ناقد لناقد بعيدا عن التخوين والشتائم والاساءات. ها هنا لقاء معه:اضافة اعلان

‘ أين درستَ النقد السينمائي؟
‘ كثيراً ما صادفني هذا السؤال من زملاء، ومتابعين لكتاباتي، وكنت عاجزاً عن تفسير ذلك، أو توضيحه، مع أنني إلتحقت بدراسةٍ جامعية بعيدة عن النقد السينمائي، وكنت مواظباً على متابعة عروض النوادي السينمائية، وأفلام المراكز الثقافية، وقراءة كل ما وقعت عليه من مؤلفات، وإصدارات، وترجمات عربية في المكتبة السينمائية، وكان يستهويني جمع الكتب، والدوريات السينمائية الرصينة، وفيها قرأت عن جماليات السينما، والسيرة الذاتية لعددٍ من أقطاب الفن السابع، وشاهدت الكثير من علامات تيارات، ومفاهيم السينما المُغايرة للأنماط السائدة التي تزخر بها نتاجات بلدان أوروبا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وآسيا، ونماذج من السينما الأمريكية المستقلة، بالإضافة إلى العديد من التجارب العربية.
‘ في العادة، يعمد بعض نقاد السينما العرب إلى إجراء حواراتٍ مع ممثلين، ومخرجين، ولكن، لم نتعوّد بأن يتحاور ناقدان، رُبما يتعالى الواحد على الآخر، هل تعتقد بأنّ حواراتٍ كهذه مفيدة للقارئ؟
‘ أعهد فيك الفطنة، والإبتكار، وكلّ ما هو خارج عن النمط السائد، أو التقليدي، ومن حقك توجيه الحوارات نحو ما تبتغيه، سواءً في تقديم قراءةً جديدة، أو تحليل، وتفكيك بعض النواحي التي وردت في الإجابات، ويمكن أن تتحول النتيجة إلى نصٍ جديد، أو فلنقل مستقل بذاته عن الحوار الأصلي.
بالنسبة لي، أعثر فيها على مفاتيح تساعدني على كتابة موضوعاتي التالية، أو بتعبيرٍ آخر، نافذة أطلّ من خلالها على وجهات نظر آخرين تُسعف ذائقتي، وتمنحني رؤى جديدة رُبما غابت عني في فهم هذا الفيلم، أو ذاك، وهكذا تجدني حالياً أضع اللمسات الختامية على كتابٍ في النقد السينمائي، خصصتُ صفحاته لحواراتٍ مع مخرجين، نقاد، ممثلين، ومنتجين عرب، وأجانب، أطلقتُ عليه عنوان (السينما وجهات نظر : حوارات في الفنّ السابع)، لهذا، أرحب بمثل هذا الحوار، وأتمنى بأن يفيدنا معاً، والعديد من قراء هذه السلسلة التي بدأتَ في إستحداثها إلى جوانب إهتماماتك النقدية في الثقافة السينمائية.
‘ رائع، تعكف على وضع اللمسات الختامية لكتابٍ عن النقد السينمائي، وأنا واحدٌ من النقاد، وآخر من يعلم، وبدون هذا الحوار لن أعرف شيئاً عن هذا المشروع إلاّ عندما نلتقي صدفةً في أحد المهرجانات، وتتقدم نحوي بأدبٍ تعوّدناه منكَ، وإبتسامةً طاهرة، وتقدم لي نسخة منه.
‘ قد يكون هذا الغياب بحكم قصور التوزيع، هناك الكثير من المؤلفات السينمائية التي تُطبع، وتظل بعيدة عن متناول النقاد، وغالباً ما يقتني الواحد منهم هذا الكتاب، أو ذاك بحكم مشاركته في ملتقى، أو مهرجان سينمائي، وعلى هامشه، قد تعثر على نسح محدودة من تلك العناوين.
‘ لقد تهربتَ من ملاحظاتي حول كتابك الذي تعكف على وضع لمساته الختامية، أو تصنعتَ عدم فهمها، … حسناً، في فترة ما، عمد البعض من النقاد العرب إلى إنشاء مُدوناتٍ شخصية، ما رأيك بها، وهل حققت أغراضها؟
‘ لجوء البعض إلى إنشاء مدوناتٍ تُعنى بإبراز جهودههم النقدية يكشف عن الكثير من المزايا، فيما يخصني، أفتقد هذا التوّجه لأسبابٍ عديدة خارجة عن إرادتي بحكم عدم ميلي إلى وسائل الإتصال الحديثة (فيس بوك، تويتر، أنترنت، هواتف خلوية، وسواها) إلاّ في حدودٍ ضيقة.
المدونة تحفظ أرشيف الناقد من الضياع عوضاً عن بقاء نتاجاته حبيسة أوراق الصحف، كما تتيح مجالاً رحباً في حرية التعبير قد تضيق بها الصحيفة، أو المجلة التي يكتب فيها موضوعاته.
‘ إنطلاقاً من تجربتي، لا أعتقد بأنّ مقالاً واحداً كتبه ناقدٌ متمرسٌ لا يمكن نشره في وسيلة إعلامية عربية، ولكنني، بالمُقابل، لاحظتُ بأنّ حرية التعبير التي منحتها هذه المدونات (بالإضافة إلى وسائل التواصل المختلفة) تجاوزت كلّ الحدود الإنسانية، الإجتماعية والأخلاقية التي كنا نستهجنها سابقاً، وأردنا تغييرها.
‘ أتفق معكَ، ولكن، هذا إستثناء، وليست قاعدة يمكن الركون إليها بشكلٍ دائم، دعنا ننظر إلى نصف الكأس المُمتلئ.
‘ هل هناك حقيقيّ، ومزيفٌ في النقد السينمائي؟
‘ لماذا لا نترك القارئ يحكم بنفسه …
‘ أجد هناك إزدواجيةً في شخصية الناقد السينمائي العربي، كيف يمكن أن يكون ناقداً، ولا يتقبل النقد؟
‘ من الطبيعيّ أن يتقبل الناقد النقد، وهذا شيء صحي، وسليم، إذا كان في حدود التوجيه، والإرشاد المُدعم بالأسانيد، والأمثلة، ولغة الحوار في نأيٍّ عن مصطلحات الشتم، التخوين، الدعوة إلى البطش، العنف، الإقصاء، الكراهية، التمييز العنصري، الطائفي، أو الإقليمي.
‘ على مهلك يا ناجح، هل قرأتَ السؤال جيداً؟ أسألك عن الناقد الذي لا يتقبل النقد من أحد، ولا أناقش معك قضايا الشرق الأوسط، والعالم، هل تعبت؟
‘ بالفعل، هناك الكثير من النقاد لا يتقبلون نقد أصدقائهم تجاه هذه المسألة، أو تلك، وغالباً ما يتعلق بإختلاف وجهة نظر ناقدين حول فيلم مثير للجدل يؤدي إلى قطيعة بين الزميلين، وكنت شاهداً على هذه السلوكيات في أكثر من مناسبة، وأتعجب من نقاد يرمون أفلام قاماتٍ من المخرجين بسهام مفرداتهم النقدية اللاذعة، ولكن يغيظهم، ويفجر غضبهم وجهة نظر زميل، أو تعليق هادئ من شخص يتناقض مع وجهة نظرهم.
‘ عندما عمد ثلاثة إلى تأسيس ‘إتحاد دوليّ لنقاد السينما العرب’، ظهرت عوائق، وإشكالياتٍ، وإعتراضاتٍ على التسمية نفسها ‘دولي’، ولماذا يتأسّس من طرف نقاد المهجر، والأهمّ، بأن هؤلاء يؤسّسون الإتحاد لأغراضٍ شخصية، ومصالح، ومنفعة، ومن ثمّ توقف المشروع تماماً؟
‘ كلّ محاولات تجميع نقاد السينما العرب التي حدثت على هامش المهرجانات العربية، أو الدولية باءت بالفشل، لأنها إفتقرت إلى التصميم، والجدية، والمتابعة من القائمين على تلك المبادرات،.. وهذا شيء مؤسف يؤشر على العجز، وعدم وعيّ نقاد السينما العرب بمسؤولياتهم التي تتطلب وجود مظلة تدعم رؤاهم، وتعمل على تنشيط دورهم، في الوقت الذي نجح فيه آخرون يعملون في حقل الكتابة الأدبية، الفلسفية، الرياضية، السياحية، الاقتصادية، البيئية، والتكنولوجية.
‘ ماهو تقييمك الصريح للمهرجانات السينمائية العربية، تلك التي تنعقد في الخليج تحديداً ؟
‘ تأسيس أكثر من مهرجان سينمائي في بلدان الخليج، ساهم بشكلٍ، أو بآخر بوضع المنطقة على خريطة السينما العربية، والعالمية، وغدت مهرجانات السينما فيها منصة لكثير من صناع الفن السابع في العالم، بفعل بحبوحة ميزانياتها التي مكنت صناعة الأفلام العربية من القدرة على تسويق نتاجاتها في صالاتٍ عربية، وأوروبية، وأميركية، وقادتها إلى إبتكار معالجاتٍ، وأساليب جديدة مفعمة بمناخاتٍ أثيرة بعيداً عن القوالب التي كان الفيلم العربي محصوراً في داخلها، كما بات العديد من الأفلام التي تُصنع في البلدان العربية، وفي المهجر، تتمّ بدعم وفير من مهرجانات دبي، أبو ظبي، الدوحة، ومهرجان الخليج، الأمر الذي زاد من حدة التنافس على كتابة نصوص أفلام لا تخلو من الجرأة، والمُكاشفة، وإنجازها بسويةٍ جمالية، ودرامية، وتجريبية عالية المستوى بغرض الإشتراك في مسابقاتها الرئيسة التي تمنح جوائز مادية غير مسبوقة في أيّ مهرجانٍ عربي، أو عالمي.
‘ لو كنتَ في لجنة تحكيم، ويتوّجب عليك منح جائزةَ لناقدٍ سينمائيّ عربيّ، من هو، وماهي مبرراتكَ ؟.
‘ بكلّ صراحة، أمنحها إلى واحدٍ من هؤلاء الأربعة حسب الترتيب الهجائي: إبراهيم العريس، سمير فريد، عدنان مدانات، ومحمد رضا.
‘ ماهي تصفيتك النهائية بدون الخوف من غضب الآخرين ؟
‘ أجدها من نصيب ‘عدنان مدانات’.
‘ دعنا نفترض بأنّ أحد المهرجانات العربية إعتمد جائزةً سنويةً لناقدٍ عربي، ماهي المواصفات التي يجب أخذها بعين الإعتبار لمنح هذه الجائزة ؟
‘ أنّ يكتب الناقد بإنتظام، وصاحب مواقف مشهودة في تناول حراك صناعة الأفلام في أرجاء العالم، ويعي مسيرة صناعها، وإتجاهاتهم، ومواظبٌ على كل جديد في السينما، وشديد الإطلاع على أبرز تيارات، ومفاهيم السينما الكلاسيكية، والحديثة، وعلى صلة بمناهج النقد السينمائي، وتحولاته.
‘ ماهو المقصود بكبار النقاد ؟
‘ شخصياً، كنت أنأى عن إستعمال هذه المفردة، بل لا أستسيغها في الكتابة، مع يقيني بأنه لدينا في أكثر من بلدٍ عربي قاماتٍ رفيعة من النقاد، البعض منهم توقف، أو إنتقل إلى العالم الآخر بعد أن وضع بصمته على المشهد السينمائي العربي، والبعض الآخر ما زال يواصل جهوده رغم كلّ العقبات، ومحاولات التهميش.
‘ هذه فرصة كي يتذكر القارئ بعض هذه القامات التي أشرتَ إليها من الذين توقفوا عن الكتابة، أو أولئك الذين رحلوا، ….
‘ دعنا نترك الراحلين يرقدون بسلام، .. أما الذين توقفوا، فيحضرني الكثير من الأسماء :
وليد شميط، وجورج كعدي من لبنان، ماجدة واصف، رؤوف توفيق، وفاروق عبد العزيز من مصر، محمد نور الدين افاية من المغرب، عبد الكريم قابوس، وخميس خياطي من تونس.
‘ في إجاباتكَ السابقة، أشرتَ بأنّ البعض الآخر ما زال يواصل جهوده، رغم كلّ العقبات، ومحاولات التهميش ؟
‘ نعم، هناك العديد من النقاد يواصلون إثراء الثقافة العربية بألوانٍ من الكتابات النقدية المُميزة، لكن الأجواء التي يبدعون فيها لا تساعد على تقديم خلاصة أفكارهم، وجهودههم للمتلقي من ناحية توفير مظلة تعينهم على مواصلة حياتهم المعيشية في مستوى لائق، أو إستثمار خبراتهم في تنويع المشهد الثقافي ببلدانهم، وتطويره بأشكالٍ من الفعاليات، والمهرجانات، والملتقيات السينمائية، وبالتالي، رفد المكتبة العربية بقواميس، وموسوعاتٍ سينمائية تتوازى مع ما يقدمه نظرائهم من النقاد في أماكن أخرى من العالم.
‘ هناك خلافٌ حول الصحفي، والناقد السينمائي، هل يتميّز أحدهما عن الآخر ؟
‘ يمتلك الصحفي ذائقة سينمائية يوظفها في تناول أخبار النشاط السينمائي، والتعبير عنها بمقالة، او حوار من باب تنوير القارئ، ودفعه إلى متابعة هذا الفيلم، أو ذاك، وتسليط الضوء على صانعيه، مخرجين، أو نجوم، وفي مناسبة أخرى، يتوّجه نحو عمل إبداعي آخر مثل التعليق على كتابٍ جديد، أو معرض تشكيلي، أو مهرجان للموسيقى، بينما يضع الناقد السينمائي جلّ طاقاته في إطار العمل السينمائي، ويمنحه إهتمامه بالعودة إلى أعمال مخرجه السابقة، أو موقع العمل وسط محيطه السينمائي في البلد، أو الأقليم، ورصد، ومتابعة تجربة صانعيه، وبصمتهم على خريطة المشهد السينمائي، لكن، كل هذا لا يعني خلافاً جوهرياً بين الناقد، والصحفي، وهي مجرد فروقات في تصنيف، وتوزيع العمل داخل منبر وسيلة التعبير، ويمكن للناقد أن يحمل سمته كناقدٍ حتى إذا قادته الظروف أن يكون بعيداً عن الصحافة، على عكس الصحفي الذي تنتفي سمته بغيابه عن الصحيفة، أو المجلة .
‘ من الأسماء التي رشحتها للحصول على جائزة، إبراهيم العريس′ يكتب (بعمقٍ طبعاً) عن السينما، المسرح، الأدب، الموسيقى، الفنون التشكيلية،…..، ‘سمير فريد’ يكتب عن السينما، والسياسة، والثقافة،….فقط ‘عدنان مدانات’، و’محمد رضا’ يكتبان عن السينما ؟
‘ أجل، هذا صحيح، وأزيدك بأنّ ‘عدنان مدانات’ يكتب في القصة، والنقد التشكيلي، والأدبي أيضاً، ولكن هؤلاء جميعاً لم يكتبوا عن هذه المجالات على حساب النقد السينمائي الذي ظلّ هاجسهم الأساسي، .. وتوجههم إلى خارج النقد السينمائي في بعض الأوقات تلبية لرغبة شخصية في التعبير عن نماذج إبداعية فشلت أقلام نقدية، وصحفية في إيصالها إلى المتلقي.
‘ هناك بعض النقاد العرب لديهم حساسية مُفرطة تجاه السينما المصرية ؟
‘ أبداً، لا أفسرها حساسية، ولكنها عجز عن فكّ لغز قدرة الفيلم المصري، وإستمراريته في التواجد بالسوق السينمائية العربية من المحيط إلى الخليج، على خلاف باقي الأفلام العربية العاجزة عن إثبات وجودها في صالات بلدان عربية أخرى بفعل قواعد، وأحكام وشروط العرض، والتوزيع السائدة.
‘ هناك آخرون يتذمرون من كلّ شيئ، السينما المصرية، والعربية، والنقد السينمائي العربي،..
‘ هذا عائدٌ إلى تأثر هؤلاء بمرجعيةٍ ثقافتهم الشخصية التي تميل إلى الإغتراب عن الواقع، والتي أراها من جهتي ناقصة إذا لم تستوعب كلّ عمل إبداعي يتأسّس على البيئة المحلية، والمعايشة لها.
‘ يُقال بأنكَ أحياناً تدخل إلى صالة سينما، وتشاهد نصف الفيلم، وتخرج، وفي يومٍ آخر، تعود إلى نفس الصالة لمُشاهدة النصف المُتبقي.
وفي المهرجانات الكثيرة التي تتابعها، يلاحظ زملائك بأنك سرعان ما تُصاب بالملل، ويتردد على لسانك كلمة ‘زهقت’، لأنك رُبما لا تُشارك الآخرين ملذاتهم المهرجانية، وتعبّر عن رغبتك بالعودة إلى عمان، وأحياناً تعود فعلاً ؟
‘ صحيح، يُصيبني الملل عندما أشاهد أفلاماً رديئة، وأجد البعض منها لا يلبي ذائقتي الجمالية، أو الفكرية، ‘رغم شغفي بمتابعة كلّ أنواع السينما، ولكن، في طقوسٍ، وظروفٍ مريحة، عندما أخرج من صالة سينما، يكون ذلك بمثابة إحتجاج على فوضى تسود في صالة العرض، سواءً من ناحية إزدحام الحضور، أو سماع أصوات، تعليقات، أحاديث، ورنين الهواتف الخلوية المسموعة، أو بسبب ضعف، وترهل ماكينة العرض، أو توقف شريط الفيلم بين لحظةٍ، وأخرى، وهذه الأمور تحدث كثيراً في بعض مهرجانات السينما.
من جهة أخرى، لا أصاب بالملل مع الإبداعات السينمائية التي يحققها مخرجون مكرسون، فلا زلت أذكر بأنني كنت واحداً من ثلاثة فقط في صالة سينما كانت تعج بالحضور عند عرض فيلم ‘المخدوعون’ للمخرج الراحل ‘توفيق صالح’، وأيضاً مكثت في صالة سينما مع مشاهدين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة خلال عرض الفيلم الروسي البديع ”أندريه روبلوف’ لأندريه تاركوفسكي، ولكن أصارحك بأنني أشعر بالضجر عند مشاهدة أفلاماً عربية، وأجنبية مسلوقة على عجل، وتفتقر إلى أدنى مستويات الحرفة السينمائية، وفي هذه الحالة، أخرج من الصالة، ولا أعود مرة ثانية لمُشاهدة ما فاتني من الفيلم !
بخصوص مشاركتي في المهرجانات، أنت أدرى الناس بي، فقد تواجدنا معاً في مهرجاناتٍ كثيرة من الغرب إلى الشرق، وكنت حريصاً على المتابعة، والإلتقاء مع أصدقاء، وزملاء، إلاّ ‘إذا صادف بأنه يتوّجب علي الذهاب إلى مهرجان آخر لاحق، ويقتضي الأمر بأن أستعجل العودة، وهي حالات إستثنائية، ونادرة، ومع ذلك، كنت أعرف بأن عدداً من الزملاء يوجهون لي هذه الإتهامات من باب الدعابة التي تطغى على جلسات النميمة الليلية بعد عروض الأفلام خلال المهرجانات السينمائية، وفيما بعد، يتداولونها فيما بينهم، وكأنها وقائع حقيقية، وأحياناً يستغلها البعض لأغراض شخصية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة