الأربعاء 2024-12-11 05:35 م
 

النموذج الأردني

06:48 ص

السؤال الذي تسمعه أينما كنت , كيف استطاع الأردن تحدي ظروفه ولا يصمد فحسب بل ويجتازها نحو آفاق جديدة ؟اضافة اعلان

هذه الديناميكية في التعامل مع التحديات القاسية , لا تحتاج الى صبر وحكمة فقط , هناك معجزة خلفها قدرة على الخلق والابداع.
كنا نقول الأردن يقع بين نارين , القضية الفلسطينية , والأزمة في العراق , وطالما أنهكتاه وأعاقتا طموحاته وإستنزفتا جهوده , لكنه اليوم هو بين نيران أربعة , تهب ألسنتها على أجوائه من كل الاتجاهات , العراق غير المستقر والقضية الفلسطينية وهي تراوح مكانها وسوريا الغارقة في الدم واللجوء ومصر التي إنقطعت إمداداتها من الغاز فرفعت عنه غطاء كان يسد قليل من رمق الطاقة.
كان الرهان دائما على الثروة البشرية حيث لا ثروات , وقد أفلح الهاشميون إذ إختاروا هذا الطريق, وإلا ما هو سر هذه البنية التحتية وهذا المستوى المتقدم من الخدمات وديمومتها.
في الكويت سمعنا كلاما جميلا عن هذا النموذج وحماسا كبيرا للاستفادة منه بمقعد سابع في مجلس التعاون أو حتى بمقعد قريب , فالمهم هو أن يكون جزءا من المنظومة.
في الأردن معجزة إقتصادية , صنعها نظام قارئ ذكي للتحولات , كان يسبقها دائما بخلق تحولات معاكسة , وفي الأردن إنسان مثابر قادر على التكيف مع الظروف , وإن كانت الشكوى سلاحه أحيانا , لكنها لا تبعده عن الطريق الأهم وهو اختراق حاجز العوز الى صناعة الكفاية.
قدر للأردن أن يمضي في حقل ألغام ، غير أن مثل هذه الحالة لم تثنه عن السعي باستمرار لاختراق حاجز النار بالمبادرة والاتزان ما جعله مميزا، لكن وراء كل ميزة ثمن باهظ وقد سدده الأردن وما يزال وكان في كل مرة يخرج من عنق الزجاجة بعنفوان ورصيد هائل من الحكمة والاقتدار. وفي المؤشرات الاقتصادية يتقدم الأردن على كثير من البلدان المصنفة بالناشئة بما فيها تلك التي تمتلك قدرات مادية وبشرية ضخمة وقبل ذلك كله يتربع بلا منازع في تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد أضحى قائدا في المنطقة يشار إلى تجربته في كل المحافل المراجعة التي تبرز اليوم في عناوين كبيرة هي دعوات مشروعة , لكنها لا يجب أن تعني الانقلاب على نهج ساد بقدر تتبع العثرات والتعرف مجددا على العراقيل, فالفهم الموضوعي للمراجعة يجب أن يبتعد ضمان البناء على الإيجابيات والإنجازات التي تمت.
بقي أن نستدعي هنا نموذجين , أنظر الى الكوريتين , ففي الشمالية وجهت قيادتها السياسية كل الثروات المادية والبشرية لخدمة الصراعات , فيما كانت القيادة الجنوبية , تفسح الطريق أمام وئام ومصالحة وطنية , تغلق الباب في وجه رواسب الماضي ودعوات المحاسبة والثارات , لتفتح آفاقا إقتصادية جديدة فغدت جنة للرفاه الاقتصادي بلا منازع.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة