النواب وخطابات الموازنة

قدمت الحكومة يوم الأحد الماضي مشروع قانون موازنة عام 2014 إلى مجلس النواب وقد أحال النواب مشروع القانون إلى لجنته المالية لدراسته وإعداد التقرير اللازم لتقديمه للمجلس.اضافة اعلان

بعد عدة أيام ستنتهي اللجنة المالية من إعداد التقرير وستقدمه للمجلس وسيبدأ السادة النواب مناقشة المشروع وهنا نود أن نقترح على نوابنا الأفاضل أن يتحدث في جلسات مناقشة الموازنة رؤساء الكتل النيابية بدلا من أن يتحدث كل نائب على حدة لأن المفروض أن يعبر رئيس الكتلة عن وجهة نظر زملائه وموقفهم من الموازنة وهل هم مؤيدون أو معارضون.
وقد يقول أحد النواب بأن خطابات الموازنة التي يلقيها النواب هي فرصة لهم لعرض مطالب مناطقهم وما تحتاجه هذه المناطق لكن الواقع أن هذه الطلبات أصبحت تتكرر كل عام والنواب المحترمون يعرفون مسبقا بأن طلباتهم على كثرتها لا يمكن تلبيتها جميعها فما المانع من أن يلقي رئيس الكتلة خطابا عن رأي كتلته بمشروع الموازنة وأعضاء الكتلة يقدمون طلباتهم الخاصة بمناطقهم مكتوبة في مذكرات تقدم إلى الحكومة.
إن إنشغال النواب والحكومة لعدة أيام في نقاش مشروع الموازنة هو مضيعة للوقت وهدر للجهد وإرهاق لهم ولأعضاء مجلس الوزراء فلو اتفقوا على أن يلقي رؤساء الكتل خطابات الموازنة لانتهى النقاش في يوم واحد وتم التصويت على مشروع القانون وانتهى المجلس من ذلك لكي يتابع ما يعرض عليه من مشاريع القوانين وهي كثيرة وبعضها مستعجل.
إن نقاشات الموازنة التي تجري كل عام وتستمر عدة أيام هي نقاشات ماراثونية لا ضرورة لها ونقلها عبر شاشة التلفزيون يعطل البرامج التلفزيونية ولا نعتقد أن الجمهور الأردني متشوق لمتابعة الخطابات التي سيلقيها السادة النواب والتي يدور معظمها حول الطلبات المناطقية.
الوقت مهم جدا بالنسبة للشعوب المتقدمة ولولا احترامها للوقت لما تقدمت ولما حققت هذه الإنجازات الحضارية العظيمة.
نتمنى على السادة النواب أن يتفقوا على أن يلقي رؤساء الكتل النيابية الخطابات الخاصة بمشروع قانون الموازنة وهذه المبادرة ستكون تعزيزا لهذه الكتل ولدورها كوحدة واحدة وكممثلة حقيقية لأعضائها وبذلك نوفر الوقت والجهد والمال أيضا.