أن تحلم هو حق مشروع, و أن تعمل على تحقيق حلمك هو اشارة واضحة أنك تستحق الاحترام من الجميع... فكلنا نحلم بتغيير واقعنا للأفضل و كلنا نحمل خططا خاصة لتحقيقها, لكن النتيجة لا تكون دائما بأن يتحقق الحلم, و السبب الأول هو طبيعة و مستوى الحلم الذي بدأناه, لاذات أن بعضها لا تكون منطقية و لا تتوافق و قدراتنا الفعلية, و هنا يكون اسم الحلم ليس حلما.. و إنما وهم يستحيل تحقيقه و الوصول إليه.
فمن البداية يجب اختيار أحلامنا بناء على دراسة الواقع الذي نعيش فيه و بنفس الوقت ضرورة وجود توافق مبدئي و منطقي بين قدراتنا من جهة و أحلامنا من جهة أخرى, و هذا حتى نصل لنتيجة مرضية في النهاية, لا أن تضيع أوقاتنا و جهودنا و أموالنا و الأهم ضياع أعمارنا سدى.
مقدمتي هذه فيها اشارة بالتحديد لما يحدث في الشارع الأردني, حيث كثر الحالمون و كثرت الخطط و كثرت الطرق لتنفيذها, و أنا كمتابع لهذه ( الأحلام ) و مؤمن بمشروعية وجودها إلا أني أؤمن أيضا أن بعضها من النوع الوهمي الذي يستحيل تطبيقه, على الأقل في هذه الفترة من الزمن, التغيير للأفضل و المطالبة بالاصلاح و محاكمة الفاسدين و رفع الحصانة عنهم هي مطالب مشروعة 100% و منطقية و لا يستطيع أن ينكرها أحد مهما بلغ من الجهل و الجبن.
في الواقع قد تتشابه الحراكات بطريقتها و لكنها قد تختلف نسبيا بأهدافها و مطالبها و سقوفها, فليس كل من ينتمي لها مطلبه اسقاط النظام بالكامل من أعلى الهرم لأسفله, و هذا على الأقل مرفوض لي بتاتا.
أيضا قد تجد بعضا ممن يؤمنون بالحراك كوسيلة للتعبير و ايصال الصوت ينتقدون آخرين متواجدين بنفس المسيرة, أي أن مسمى الحراك يكون قد جمعهم, و لكن فرقتهم الأهداف و سقف الهتافات.
عزيزي يا من تطالب باسقاط رأس النظام:
نحن نعترف بوجود خلل و ثغرات في أدوات النظام تحتاج للإصلاح, و أنا أقول و أزيد أنه حتى اصلاح ما فسد فقط هو غير كافي, بل نتطلع أيضا إلى المحافظة على ما لم يفسد بل و تطويره حتى تستمر المسيرة للأمام.
فبالرغم من كل الحجج و النظريات التي نسمعهامن مؤيدي هذا المطلب, إلا أنه الذي أعتقد أن هناك الكثيري ممن يتفقون معي أن هذا مجرد حلم ارتقى لمستوى الوهم الذي يستحيل تحقيقه في هذا الزمن تحديدا, و هذا ليس تسحيجا... فالتسحيج هو شيء آخر و معروف.
كنت في حوار قبل يومين مع احد الاصدقاء عن ما يحدث على الساحة عن عناوين المطالب و سقوفها التي تخطى بعضها ما لم نعتاد على سماعه, و قلت له أنه بغض النظر عما يحصل يبقى جلالة الملك هو صمام الأمان لهذا البلد, فأجابني: لكن الصمام خربان و بنفس..!!.. فقلت له سأفترض جدلا أني أوافقك, لكن وجود هذا الصمام ( اللي بنفس ) أفضل من عدم وجوده نهائيا حيث أن باقي الصمامات المفترض وجودها حاليا لن تتحمل ضغطا و عملا ليوم واحد و ينقصها الكثير من عمليا إعادة التصميم و التشطيب حتى تكون صالحة للإستخدام, و هذا يتطلب الكثير من الوقت و الجهد الذي قد يستغرق في حالتنا هذه مدة جيلين متتاليين ( على اعتبار أن عمر الجيل الواحد 30 عاما ), فلا أحد يستطيع أن يبدأ ببناء عمارة من الأعلى للأسفل إلا على الورق, أيضا لا يمكن اعتبار من ينادون بهذا السقف بأن لديهم جرأة كبيرة تفوق بقية الناس, و انما ما لديهم معروف بمصطلح ( ثقة زائدة بغير مكانها ) قد تؤدي بصاحبها للهلاك, لأنها جرأة غير محسوبة... و هذا النوع من الثقة لا نريده و غير مرغوب به نهائيا.
مع ايماني بنفس الوقت بأن الحراكات الشعبية ضمن مستويات معينة هي حالة صحية و ايجابية بشرط أن تكون دائما محسوبة لأن الدواء اذا تم اعطاؤه دفعة واحدة يكون قاتلا.... أخيرا و ليس آخرا, مطلب بهذا السقف يجب أن يكون مدعوما بشعب مؤمن بالتعددية الحزبية و ممارس لها, و أن تكون الغالبية العطمى من الناس قد انخرطوا فعلا بأحزاب صلبة تشكل على الأقل ثلاث اتجاهات.
رحم الله ارءا عرف حده فوقف عنده
و دمتم
أسامة الخزاعلة
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو