في المقال السابق، تناولنا جوھر فكرة مبادرة 'زمزم' التي تقوم على ا?نعتاق من التفك?ر التنظ?مي الحد?دي، إلى الوعاء الوطني الجامع؛
ومن س?اق الصراع الثنائي-الصفري مع الدولة، إلى ق?مة الشراكة الوطن?ة؛ ومن س?اق العمل الس?اسي، إلى ا?نتاج وا?نخراط في
شبكات تعزز العمل التنموي والتطوعي.
من المفترض أن تؤول أھداف ھذه المبادرة إلى تأس?س إدراك جد?د لمفھوم المواطنة، ?قوم على ع?قة ا?نتاج والعطاء، وتشك?ل إضافة
نوع?ة للعمل العام.
مثل ھذه ا?فكار تمثّل بحد ذاتھا قفزة مھمة وح?و?ة في طب?عة مشروع ا?س?م الس?اسي نفسھ؛ إذ تتجاوز المنطق ا??د?ولوجي-
الصراعي، و'الھاجس الھو?ّاتي' (أي مقولة ا?س?م ھو الحل، في مواجھة العلمان?ة والتغر?ب)، الذي حكم تصور ا?س?م??ن خ?ل
العقود الماض?ة، وجعل الحركات ا?س?م?ة أس?رة للشعارات والعاطفة الج?ّاشة والروح التعبو?ة، بد?ً من التفك?ر الخ?ّق ا?بداعي
وا?نخراط في المجتمع مع الفئات المختلفة.
مثل ھذا التفك?ر المختلف إذا وجد طر?ق النجاح، ا?مر الذي ?عتمد على ذكاء إدارة أصحاب المبادرة، فإنّھ ?مثّل 'نقطة تحوّل' تار?خ?ة،
ل?س في خطاب الحركات ا?س?م?ة فقط، بل حتى في مسار المجتمعات العرب?ة؛ في تطو?ر فھم ا?س?م ودوره في الح?اة العامة
والخاصة، بوصفھ محفّزاً على التنم?ة والنھوض والعمل العام والتغ??ر والمستقبل، وا?نط?ق نحو روح الشر?عة ومقاصد الدعوة، ?
الدوران حول الذات والوقوع (بالتخصص) في 'الشِراك'، والتمسّك بالرسوم والشكل?ات على حساب الجوھر والمعنى!
بالضرورة، فإنّ ھذا الس?اق الجد?د ?طرح سؤال الع?قة مع جماعة ا?خوان المسلم?ن. فبالرغم من تأك?د الق?ادة الحال?ة للجماعة أنّھا لن
تأخذ خطوات حاسمة بحق أفراد 'زمزم'، مثل الفصل، إ?ّ أنّ الع?قة مأزومة ب?ن الجماعة والمبادرة. وفي حال تمّ التصر?ح بتأس?س
حزب س?اسي، فستقوم الجماعة بفصل أعضاء المبادرة فوراً!
إذا كانت 'زمزم' تعكس فشل النخب الق?اد?ة في طيّ خ?فاتھا وتحج?م ا?زمة الداخل?ة، خ?ل السنوات الماض?ة، فإنّ الوجھ ا?خر
للمبادرة ?مكن أن ?مثّل، على النق?ض من ذلك، ح?ّ وأفقاً واسعاً للخروج من ھذه ا?زمة، بل وتطو?ر خطاب الحركة ا?س?م?ة
وممارستھا، با?نتقال من الھرم?ة إلى الشبك?ة، ومن ق?ود التنظ?م إلى شوارع الوطن والمجتمع المحلي، وا?ستفادة من 'الدرس
المصري'.
النقلة النوع?ة التي نتحدث عنھا ھنا، وتشكل تحو?ً بن?و?اً في طب?عة جماعة ا?خوان، تتلخّص في أن تكون الجماعة مظلة روح?ة
ومدرسة فكر?ة عامة، ?بنائھا وأنصارھا، تمثّل مرجع?ة دعو?ة وأدب?ة، لكنّھا في الوقت نفسھ تترك المجال ل?فراد ل?نط?ق في أعمال
تنمو?ة وخدمات?ة وتطوع?ة باستق?ل?ة كاملة عن 'قرار الجماعة'، أو التداخل معھا، ومن ضمن ذلك م?دان العمل الس?اسي وتأس?س
ا?حزاب المختلفة؛ أي الفصل ب?ن الدعوي والس?اسي بصورة واضحة وصر?حة أو?ً، وتحر?ر طاقات أبناء الجماعة للعمل العام
والتطوعي والمدني.
بالطبع، مثل ھذه الفكرة ستكون ثق?لة على قلوب أبناء الجماعة الذ?ن تعوّدوا على دفء العمل التنظ?مي الصلب. لكنّھا تمثّل مفتاحاً
للمستقبل، لتطو?ر الجماعة وأدواتھا وأسال?ب عملھا، بما ?توافق مع المتغ?رات الھائلة التي حدثت خ?ل السنوات الماض?ة. فنجاح أي
فكرة أو مؤسسة، ?كمن في قدرتھا على التطوّر والتك?ّف والتجد?د وا?بداع، فھذا سرّ العبور إلى المستقبل؛ ? التكلّس والتقوقع وا?صرار
على الموجود خوفاً من التغ??ر!
في نھا?ة ال?وم، ?مكن أن تصبح 'زمزم' نقطة تحول في العمل ا?س?مي، مثل حزب العدالة والتنم?ة وحركة فتح ا? كولن في ترك?ا، أو
تصبح نموذجا مستنسخا من انشقاقات فاشلة؛ إذ ?بقى التحدّي البن?وي للفكرة في القدرة على بناء 'خطة عمل' وتنف?ذھا على أرض الواقع،
عبر تصوّر ناضج نظر?اً وواقع?اً!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو