الوكيل الاخباري - أحمد المبيضين – أصبحت سيجارة الحشيش الاصطناعي، أو ما بات بعرف بـ'الجوكر'، حديث الناس في الآونة الأخيرة، خاصة بعد انتشار جرائم القتل، التي ارتكبها متعاطون لهذا المخدر، كان آخرها 'جريمة طبربور' البشعة.
'الجوكر'، هو عبارة عن حشيش صناعي قوي التخدير وسهل التصنيع ورخيص الثمن وسهل الحصول علية كونه يشبه السيجارة، ويتكون من خليط من مادة التبغ ومواد كيماوية خطرة وعالية السمومية، يرفع نسبة وفاة المتعاطي إلى 95% من أول سيجارة. كما يؤدي إلى تسارع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم وتشويش في خلايا الدماغ وتعطيل عملها، إذ تعمل سيجارة الجوكر على عدم تمييز المتعاطي للحجم واللون وقياس المسافة.
التحقيق التالي، الذي أجراه موقع الوكيل الإخباري، يسلط الضوء على تجارب أشخاص أدمنوا هذا الحشيش القاتل ثم تعافوا منه، لينقلوا تجاربهم إلى المجتمع، كرسالة تحذير من هذا الخطر، الذي بات يهدد أفراد المجتمع، وخاصة فئة الشباب.
سيجارة لـ'نسيان الهموم'.. ونهاية مأساوية!
المواطن 'أ. س'، وكنيته (أبو معاذ) يبلغ من العمر 38 عاماً، قال إن تجربته الأولى مع 'الجوكر' كانت بدافع نسيان الهموم المحيطة به بعد فقدانه لعمله في أحد المطاعم الشعبية بالعاصمة عمان.
'وجدت نفسي في عالم آخر'.. هكذا يصف أبو معاذ حالته بعد تعاطيه لسيجارة 'الجوكر'.
ويضيف: 'كنت في دوامة من النسيان لبضع ساعات. استيقظت من جديد واستذكرت همومي، ديون متراكمة، فقدان للعمل، متطلبات حياة أسرتي اليومية المكونة من زوجة وطفلين، عاودت الكرة من جديد، تناولت (الجوكر) وعدت إلى عالمي الخاص'.
ويسرد أبو معاذ تفاصيل بداية معاناته مع 'الجوكر' ويقول إن الجرعة الأولى اقترحها عليه صديقه، وأقنعه بأن تدخينه لسيجارة الجوكر سيمنحه شعورا لم يشعر به من قبل، وإنه مفيد وسيمنحه النشاط والقدرة على التفكير والتركيز بالبحث عن عمل بديل'.
'وجدت نفسي في قبو الإدمان وفي ضياع بلا عودة. حياتي انقلبت رأسا على عقب. بدأت أشعر بتفكك أسرتي'، يكمل أبو معاذ حديثه والحسرة تعلو صوته.
'بدأت في تعاطي الجوكر حتى وصلت إلى مرحلة خسرت فيها عائلتي وأخوتي وأصدقائي'، يتابع 'أ.س'، قائلا: 'صديقي الذي خدعني لم يكن يطلب مني في المرات الأولى أية مبالغ مالية مقابل سجائر الجوكر، لأجده بعد المرة السادسة يطلب مني المال مقابل السيجارة. في تلك الفترة لم أكن أملك ثمن الطعام لأسرتي. ومن هنا بدأت بالبحث عن ثمن السيجارة بالنصب والاحتيال؛ تارة على والدتي وتارة أخرى على أخوتي، حتى وصل بي الأمر إلى التهديد بارتكاب الجرائم أمامهم لاعطائي المال'.
ويتابع في حديثه لـ'الوكيل': 'أول سيجارة منحتني شعورا رائعا'، مشددا على أن 'السعادة التي يشعر بها المدمن بعد تدخينه للجوكر هي سعادة وهمية، تؤدي إلى تدمير حياته، إذ لا يدرك المدمن أنه قد يموت بأي لحظة'، فضلا عن أنه يصبح يتخيل أموراً غير موجودة ويعاني من الأوهام التي تلاحقه باستمرار.
ويشير أبو معاذ إلى أن رحلة علاجه من هذا الوباء القاتل كانت بالصدفة؛ ففي إحدى جلسات التعاطي، لم يكن يعلم أن زوجته تقوم بتصويره بالخفاء.
'رب صدفة خير من ألف ميعاد'، صدق هذا القول بالفعل، يقول أبو معاذ، شارحا أنه وأثناء تصويرها له وهو يتعاطي 'الجوكر'، اقترب منه ولده وطلب منه 10 قروش لشراء البسكويت من البقالة المجاورة لمنزلهم.
ويضيف: 'وجدت نفسي كالغول المفترس. أمسكت برقبة ولدي وكنت على وشك خنق فلذة كبدي من دون وعي ولا إدراك. حالة من الفزع الشديد أصابت زوجت، التي بدات بالصراخ وضربتني بزهرية (مزهرية) على رأسي. فقدت الوعي ووجدت نفسي طريح الأرض مضرجا بالدماء'.
ويتابع أبو معاذ: 'بعد أن استعدت الوعي، وجدت نفسي في المستشفى وحيدا، مقطب الرأس، أعاني من ألم الصداع الذي يكاد ينسف رأسي، ولا أعلم سبب وجودي هنا، وما الذي حدث معي؟ وعندما أتى الطبيب أعلمني أنني كدت أن أقتل ابني وأخنقه بسبب تعاطي للجوكر. شككت بكلام الطبيب ولم أصدقه، إلا عندما أتت زوجتي وشاهدت الفيديو الذي التقطته لي'.
'كدت أخنق ولدي بلا رحمة ولا شفقة لأنه طلب مني 10 قروش'.. تلك كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، لأٌقرر بعدها تلقي العلاج والتعافي فلم استطع أن أنظر إلى عيون ولدي وزوجتي عندما شاهدت نفسي كالوحش، الذي تجرد من مشاعر الأبوة والإنسانية'، يشرح أبو معاذ والحزن يملأ صوته.
ويقول أبو معاذ: 'قررت الخضوع للعلاج في مركز علاج المدمنين التابع لمديرية الأمن العام، والحمدلله تعافيت وبدأت بالبحث عن عمل، حتى وجدت فرصة جيدة، وها أنا الآن إنسان صالح مسؤول عن بيتي وعن أسرتي'، متسائلا: 'ماذا لو لم أخضع للعلاج؟ ماذا لو استمريت بالإدمان على الجوكر؟ كنت سأقتل فلذة كبدي وأقبع خلف القضبان لبقية حياتي'.
ويختم: 'أدعو كل إنسان إلى عدم تدمير حياته بالإدمان؛ فالعلاج في المركز جعلني أعود لأطفالي وزوجتي التي تساندني الآن بكل طاقتها'.
ويعتبر حشيش الجوكر من المخدرات الاصطناعية المصنعة من المواد المحظورة عالميًّا بسبب سميتها العالية، ويدمن عليها الشخص بعد المرة الأولى، وتحتوي على مواد كيماوية كالأسمدة والمبيدات الحشرية ومواد مجهولة، قد تؤدي إلى الموت في كثير من الحالات، ووفقاً للمادة 8 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية تم إدراج الجوكر ضمن المواد المخدرة الممنوعة التي يحاكم مروجوها أمام محكمة أمن الدولة.
ويحفز القانون الأردني المدمن على العلاج، فأي شخص مدمن يقوم بتسليم نفسه طلبا للعلاج، يعفى من المساءلة القانونية والعقوبة، وفقاً للمادة 14 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلي رقم 11 لسنة 1988، التي ننص على: 'لا تقام دعوى الحق العام على من يتعاطى المواد المخدرة والمؤثرات العقلية أو يدمن عليها إذا تقدم، قبل أن يتم ضبطه، من تلقاء نفسه، أو بواسطة أحد أقربائه إلى المراكز المتخصصة للمعالجة التابعة لأي جهة رسمية أو إلى إدارة مكافحة المخدرات أو أي مركز أمني طالبا معالجته'.
الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، المقدم عامر السرطاوي، يؤكد لموقع الوكيل الاخباري أن مركز علاج المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدرات يتعامل مع أي مدمن يقوم بتسليم نفسه ويعفيه من المساءلة القانونية والعقوبة.
ويضيف: 'يوفر مركز علاج الإدمان مختصين من وزارة الصحة وإخصائيين اجتماعيين ونفسيين وأيضاً مرشدين دينيين، لمساعدة المدمنين للوصول إلى حالة التعافي'، موضحا أن 'فترة علاج كل مدمن تختلف عن الآخر، إلا أن المدة الزمنية المتوسطة تمتد من شهر إلى شهرين، وذلك بحسب نوعية المخدر التي يتعاطاها المدمن ومدى سميتها'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو