الجمعة 2024-12-13 12:04 م
 

«ام سعيد « تجمَعنا

07:23 ص

بمجرد أن نشمّ في الحارة رائحة « البخّور»،نُدرك جميعا أن الحاجة»ام سعيد» قد حضرت من «الامارات». وعلى الفور تبدأ التحضيرات لزيارتها والقيام بواجب الاطمئنان والسلام عليها من قِبل «الجارات» : «أم زياد» و»ام محمد»،هناك اكثر من جارة اسمها «أم محمد». و» ام جمعة» وطبعا زوجتنا المصون»أم خالد».

اضافة اعلان


يذهبن اليها مبكّرا.. والعلامة انها موجودة «آنية البخور» الصباحية التي تصحو « الحارة» على رائحتها التي يقولون أنها « تطرد الشياطين». ونحن والعالم كله يعاني من هذه المشكلة» كثْرة الشياطين».


ثم تبدأ الزيارات بشكل «فردي» واحيانا «جماعي». والجميع يعلم ان الحاجة «أم سعيد» تصحو مبكّرا جدا. وتنام «مبكّرا».


ومن اهم صفاتها أنها سيدة «كريمة» ورغم أنها تأتي مرة او مرتين في العام،الاّ أنها استطاعت ان تجمع اهل الحارة على مودتها. ولي عندها «احترام كبير»،خاصة بعدما اكتشفتُ «رسولها» واعني» البخّور» الذي يعبّر عن حضورها وسألتُ «حُرّاس العمارات» المجاورة عن مصدر تلك الرائحة الجميلة.


رأيتها مرتين.فهي سيدة وقور ولا تجتمع بالرجال الاّ للضرورة. وقد طلبت مني ان اهديها بعض مؤلفاتي من اجل «بناتها» وقد فعلتُ بكل مودة. وصارت تناديني بالحارة « الصحفي». وكلما ارادت لقاء زوجتي تقول لحارس العمارة « ناديلي زوجة الصحفي».


بطبيعة الحال لا ادري ما يدور في لقاءات نساء الحارة مع الحاجة « ام سعيد». وشعار زوجتي» المجالس اسرار»،فكيف اذا كانت «جلسات نسائية»؟


المشكلة ان زيارات «أم سعيد» الى الحارة لا تطول.. ولهذا يشعر الجميع بغيابها ويفتقدونها دوما وينتظرون عودتها بلهفة،وطبعا» المحبة من الله».


ذات مساء رأتني «أم سعيد» مع «الحارس» بالصّدْفة،وعلى الفور نادته وقالت له» ضيِّف جارنا الصحفي». فجاءت « القهوة» بالهيل،وكنتُ وقتها» اسحب انفاسا على الارجيلة».. فاجتمعت « المُتعتان»: القهوة والارجيلة.
شكرا «ام سعيد» فقد «جمعتِ» ما عجزنا عن فعله في الحارة..


واذا الفيلسوف سُقراط يقول» فتّش عن المرأة».. فإنني اقول « فتّش عن ام سعيد» التي « تسعد» حارتنا ..!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة