الفساد جرثومة وفيروس قاتل للمجتمعات، إنه الفيروس المدمر لأخلاق الشعوب، وقد بين المولى عز وجل عاقبة المفسدين حين قال: «الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد»
إن الآثار المدمرة والنتائج السلبية لتفشي هذه الظاهرة المقيتة تطال كل مقومات الحياة لعموم أبناء الشعب، فتهدر الأموال والثروات والوقت والطاقات وتعرقل أداء المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات، وبالتالي تشكل منظومة تخريب وإفساد تسبب مزيداً من التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فقط، بل في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي،
في رأي سابق تطرقنا الى موضوع طالما تحدثنا عنه وتحدث عنه كثيرون نظرا لأهميته وشمولية مفهومه وآثاره.. وأعني بذلك طبعا موضوع الفساد, الذي أصبح موضوعا محوريا ترتبط فيه جوانب الحياة كافة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
ان آلية عمل الفاسدين المنظمة ضمن قنوات مرسومة ومعروفة يعمل الفاسدون من خلالها ،تستوجب تكاتف جهود جميع ابناء الوطن لمحاربتهم ، ومن هنا جاءت أولويات اتباع منهج قوي للإصلاح لمواجهة هذاالتيار الفاسد الذي يجد كل الذرائع القانونية وغير القانونية لممارساته, إن كل دعوات محاربة الفساد التي سمعناها ولا زلنا نسمعها لم تستطع لغاية اليوم أن تواجه هذا التيار الفاسد بالقوة ذاتها حيث لاتتوافر لديها الأدوات والخطة المنهجية لمحاربة الفساد الذي يتلون تبعاً للظروف والمتغيرات بما يحفظ مصالحه.
ولكن لكي لايكون الإحباط مصير تلك الجهود, ولكي لا يظن أصحاب هذه الجهود بأن مساعيهم في تطبيق نهج الإصلاح لم تثمر ولم تعط نتائجها نقول لهم: إن بناء الفساد تطلب زمنا طويلا أبطاله كثر ولايمكن القضاء عليه خلال فترة قصيرة, ولكن ما علينا جميعا سوى المقاومة مع مرور الزمن, فالمعركة ضد الفساد طويلة جدا تتضمن القضاء على الفساد ومفاهيمه وإرساء الإصلاح وأسسه .
إن العنصر البشري هو العنصر الأساسي, فالفساد والإصلاح هما من صنع البشر, بناء على ذلك فإنه من المنطقي أن يتصدى الشباب لحمل راية الإصلاح ومحاربة الفساد دون التقليل من أهمية باقي أفراد المجتمع, فالتركيز على عنصر الشباب ينبثق من كون الشباب:
-الفئة الغالبة في المجتمع.
- الدم المتجدد والأسهل تكيفا مع التجديد.
- ذوي الفكر النقي الذي لا يحمل أي رواسب.
- من يقع على عاتقهم حمل راية التقدم والتغيير.
فالشباب ملح الإصلاح فإذا فسد الملح فبماذا يملح, فمسؤولية الإصلاح ومكافحة الفساد تقعان بالدرجة الأولى على الشباب حيث لا يستقيم إصلاح الدولة والمجتمع إلا بهم.
ان الشباب هم القوة الضاغطة لمكافحة الفساد لكونهم أول ضحاياه والأكثر تضررا من نتائج الفساد الذي يعد السبب الرئيسي في إفقار الدولة وهدر مواردها وتخريب المجتمع.وسرقة أحلام ومستقبل أبنائه.
كما أن الشباب هو العنصر الأساسي في بناء مؤسسات وقنوات الإصلاح التي توفر وتضمن احترام الدستور والقيم المجتمعية الصالحة وبناء الديمقراطية فهي ضمان لهم ولمستقبلهم.
إن الصمت والاقتناع بواقع الفساد لأي سبب كان يعد موقفا سلبيا تجاه مسيرة الإصلاح التي يقودها جلالة الملك كنهج لا رجعة عنه ، وهذا النهج يبقى نهجا إن لم يتم تفعيله, ونحن لا ننتظر من تحالف الفاسدين أن يضعوا مسيرة الإصلاح في أولويات عملهم.
إن تفعيل نهج الإصلاح والتطوير والتحديث يعود الى قوى الإصلاح التي من الطبيعي أن تعتمد بالدرجة الأولى على عنصر الشباب.
أخيرا لابد لنا أن نعترف بأن الفاسدين مازالوا يشكلون قوى كبيرة فهم أقوياء بتحالفهم, لذا على قوى الإصلاح أن تجابه وبقوة تلك القوى الفاسدة دون النظر الى ما قد تلحقه من أضرار على الصعيد الشخصي, فالمهم هو المصلحة الكبرى ومصلحة الوطن الذي يستحق منا جميعا أن نضحي من أجله.
خلود ابو طالب
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو