السبت 2024-12-14 07:27 م
 

انتخب ولا تجامل

07:42 ص

الناخب الجيد ينتج نائبا جيدا يستطيع تمثيل مصالحه والدفاع عن حقوقه .
نذهب اليوم بحماس الى صناديق الاقتراع، حتى نبدأ عملية التغيير الحقيقية في شكل الحكومات واسلوب تأليفها، اليوم لن يكون هناك تركيز سوى على نزاهة عملية الاقتراع والفرز، وحتى نسبة المشاركة فانها ليست اولوية ، فالعالم ينظر الينا اليوم ونحن ننتظر ماذا سنقدم و الجميع يريد شهادة حسن سلوك للهيئة المستقلة للانتخاب وللدولة الاردنية واجهزتها، وحتى حسن سلوك لتصرف الناخب .اضافة اعلان

الدولة بكافة اجهزتها اعادت للانتخابات جزءا من الثقة المفقودة بها بعد ان 'حمّرت عيونها' باتجاه بعض بؤر المال السياسي الذي طغى وعربد في الاسبوعين الماضيين، ولا نستطيع ان نحكم، فالمتهم بريء الى ان تثبت ادانته، لكن ما جرى مهم رغم تأخر اجراءات الضبط والربط الا ان الناس بدأت تعرف ان هناك جدية على مستوى عال.
اليوم ننتظر تصرف الدولة وتصرف الناخب ، فالدولة مطلوب منها ان تكون عيونها مفتوحة على كل شيء، فنزاهة الانتخابات وحسن سيرها لا تقرر في المكاتب وعلى التلفونات ، بل تقرر على الارض، فمواطن بسيط او موظف صغير او شرطي، يمكن ان يؤثر على العملية اذا ما تصرف بعصبية او حماقة، لذا فالحيطة واجبة وسعة الصدر مطلوبة.
أما الناخب فانه امام خيار صعب اليوم، فقراره في صندوق الاقتراع هو من يحدد مستقبله كفرد او اسرة او وطن، فهل نتعلم من اخطائنا ؟ هل ننتبه لخياراتنا ؟ هل ندع القلم يؤشر على اسماء نعرف انها لا تستحق الثقة ؟ من يحاسبنا اذا اخطأنا ؟ من يحاسب نوابنا إذا خانوا الثقة ؟
في كل دول العالم يذهب الناخبون الى صناديق الاقتراع مفعمين بالحرية والامل يحملون اطفالهم على اكتافهم ليتعلموا الديمقراطية، يذهبون للدفاع عن مصالحهم. وفي بلداننا يذهب الناخب العربي 'متابطأ شرا' يذهب باحثا عن المشاكل، ويده على 'شبريته او قنوته' ومستعدا ليسقط اخاه او ابن عمه او جاره من اجل ان 'يكسر خشمه' ولو خسر مليون دينار، فهل الانتخابات فرصة لكسر ارادة الآخرين وسلبهم حقوقهم ؟
البداية تكون لدى الارادة الجيدة للناخب الواعي ومدى تقييمه للامور، فالناخب الجيد ينتج نائبا جيدا، نائبا يستطيع تمثيل مصالحه والدفاع عن حقوقه، ومهمة الناخب يجب ان لا تنتهي في صناديق الاقتراع، بل على الناخبين في اية منطقة كانت ان يتابعوا من اوصلوا الى قبة البرلمان ويتأكدوا من مدى التزامه ببرنامجه وتنفيذه لوعوده ودفاعه عن مصالهم، وبغير ذلك فان عليهم ان يتصدوا لمن يحيد عن الدرب، ويشكلوا 'لوبيات' للتشهير بكل نائب لم يكن على قدر المسؤولية.
لا مصلحة للجميع إلا بإنجاح الانتخابات وفرز نواب حقيقيين قادرين على تمثيل مصالح ناخبيهم ومساعدة الدولة في التشريع والرقابة والسير نحو الاصلاح ودولة المؤسسات وسيادة القانون، لا مصلحة الا بترسيخ دورية الانتخابات وشرعيتها وان لا نعود كل دورة انتخابية نتحدث عن النزاهة والشفافية ، بل يجب ان تكون هذه اسس ثابتة وملازمة لكل عملية انتخابية ، كما يجري اليوم في الدول الديمقراطية.
انتخبوا الاكفأ حتى لا تندموا ! وعندها لن ينفع الندم ! .



 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة