الخميس 2024-12-12 12:41 ص
 

انقسام كأي انقسام آخر !

02:48 م

لم يبقَ حزب في هذه المنطقة إلا وانقسم على نفسه وتشظّى لعنف الزلازل السياسية العربية: حزب البعث، والقوميون العرب، والشيوعيون، والسوريون القوميون. وانقسمت المنظمات المسلحة الفلسطينية: فتح، والشعبية، والديمقراطية!!. ولعل الاخوان المسلمين وحدهم حافظوا على وحدة حركتهم لاسباب كثيرة منها طبيعة التنظيم الحديدية، واكتفاء الذين لم يجدوا فيها ما كانوا يتوقعون بالانكفاء الفردي والخروج منها.اضافة اعلان

ويبدو ان المناخ الأردني، والحريات السياسية النسبية فيه، ساعد على اول انقسام اخواني وهذا طبيعي: فحين يكون التنظيم ملاحقا ويخضع لعملية قمع، يدافع عن نفسه بالتماسك التنظيمي. وإذا كان، كما في الأردن، مرتاح ومرحرح فإنه يمارس حريته الداخلية. فالأحزاب العربية تطالب الأنظمة بالحرية لكنها في الداخل تحرّمها. وتعتبر الفكر او التوجه المختلف، خروجاً على المبادئ، ومؤامرة على الحزب، وقد يكون الاتهام أقسى فيصبح عمالة للنظام ومؤسساته الأمنية!
ودون الانحياز لأي طرف من الطرفين نقول: إن ما يسمى بجناح الصقور في الجماعة ذهب بعيداً في علاقته بالدولة، وفي ارتباطاته خارج حدودها. فاخوان غزة بعد أن استردوا ولاءاتهم من اخوان مصر، وقبلوا الولاء الوطني الفلسطيني. حاولوا نتيجة تمركزهم القيادي في عمان إلحاق الاخوان الأردنيين بهم. وحين قرر الأردن اخراج قيادة حماس غضب الذين التحقوا فعلياً باخوان فلسطين.. فصار اسمهم «الصقور» وهيمنوا على التنظيم الاخواني بمناورات ابرز ما فيها الاستعانة بما يسمونه بـ»الحمائم» في كل مرحلة من مراحل الهيمنة.. تماماً كما يجري بين الأحزاب والنظام السياسي.
لم يفهم «الصقور» طبيعة النظام الأردني، فاختاروا المناكفة. وحين دهمتنا موجة الربيع العربي، حسب هؤلاء انهم يستطيعون استبدال المناكفة بالصدام لكنهم هذه المرة لم يفهموا ماذا يجري في مصر وتونس.. فوقعوا على أنوفهم، ذلك أن خلق صدام مع النظام لا يمكن أن يبقى يأخذ شكل «عراضة» يوم الجمعة، و«البك اب» الزرقاء، والمطالبة بمحاربة الفساد، وبالاصلاح.. في الوقت الذي يرفضون فيه الحوار، والانتخابات، والمشاركة في العملية السياسية!
انقسام الاخوان يمكن ان يكون المخرج الطبيعي لتشبث الجماعة المهيمنة على التنظيم، بالتراجع عن مواقعها الى عناصر معتدلة تبدأ بمحاورة الذنيبات وتكتل زمزم. فهؤلاء بدأوا بداية ديمقراطية فتقدموا بطلب ترخيص حسب قانون الاحزاب. والاهم من الترخيص انفكاك الجماعة من هيمنة اخوان مصر.. وهي رأس التنظيم الدولي، وانفكاك من حماس وارتباطاتها المترجرجة بين طهران، وقطر والسعودية!. فالأردن هو وطن الاردنيين، ووطن احزابهم، وينطبق هذا على الاخوان، وعلى الاحزاب التي خرجت من بيض المنظمات الفلسطينية المسلحة.. سابقاً!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة