الخميس 2024-12-12 02:48 ص
 

باقة ورد لكل سيدات الأردن

01:13 م

رغم الإحباط الذي ينتاب سواد الناس (وأنا بطبيعة الحال جزء منهم)، جراء تلك الارتفاعات في الأسعار، إلا أنني، وبحسب العادة والموقف والقناعة والفكر، لا أستطيع تجاهل أن يوم بعد غد الجمعة يصادف ذكرى طالما كانت عزيزة على قلبي، وطالما احتفلت بها في سنوات سابقة، وقدمت لها ما تستحق من واجب الاحتفال، وهي يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار (مارس) من كل عام.اضافة اعلان


ليس مصادفة أن يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في أوقات عصيبة. وتلك الأوقات تكرر نفسها في كل عام، حتى إن الكلام عن أن القادم أفضل أصبح يبدو كلاما إنشائيا، لا يقدم ولا يؤخر؛ فالعام المقبل قد يكون أسوأ بكثير من الحالي، وهكذا دواليك. وهذا ليس من باب التشاؤم، وإنما من نافذة قراءة واقع بات ظاهرا وواضحا، ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى تغييره.

رغم كل ذاك، فإن من واجبنا أن نقول لكل سيدات العالم- باستثناء أولئك السيدات اللواتي يشجعن على القتل، وأولئك اللواتي يستعمرن ويحتلين أوطان الآخرين- أن نقول لهن في هذا اليوم: كل عام وأنتن بألف خير، وصحة وعافية وعطاء.

ونقول لسيدات الأردن: الطريق طويلة، والنضال لنيل الحقوق في بدايته؛ فلا يخيفكن أولئك المشككون الذين لا يعرفون النظر إلى حقوق المرأة إلا من خلال أفكارهم الضيقة، ونظرتهم المحدودة غير المنصفة للمرأة الاردنية. فالمرأة كالرجل، لا يجوز التعامل معها باعتبارها ناقصة، فالمرأة مواطنة أردنية لها كامل الحقوق والامتيازات. ومن المؤكد أن المرأة ستفشل بعملها المتواصل، وبقدرتها على التغيير كل المحاولات التي تنتقص منها ومن جهودها.

نعم، الطريق طويلة، والحقوق الناقصة كثيرة، وهي بحاجة إلى جهود متواصلة لا تنتهي لتحقيقها، خاصة وأن قوى الشد العكسي ما تزال ترى المرأة في المطبخ. فالمنتمون لهذه القوى هم الذين كبروا على فكرة بابا يقرأ الجريدة، وماما تطبخ؛ فانغرس في عقولهم أن المطبخ مكان المرأة المفضل، وأن الرجل سيد المنزل بلا منازع.

سيدتي المرأة، الطريق طويلة، والأشواك من كل حدب وصوب، والمطبات لا تحصى. ورغم ذلك، فإن مواصلة العمل هو أساس المثابرة. فكل عام وسيدات الأردن بألف ألف خير.

وكل عام وسيدات فلسطين، كل فلسطين، بألف خير، وهن القابضات على جمر الموقف، المدافعات عن وطنهن، المجاهدات المرابطات اللواتي يرفضن المساومة أو المراوغة.

كل عام وسيدات سورية والعراق بألف خير، وهن اللواتي قدمن الشهداء صفا صفا، للحفاظ على أوطانهن من الضياع والتقسيم والتفتيت. وكل عام وسيدات مصر وليبيا واليمن وتونس ولبنان والسودان والجزائر، بألف ألف خير.

رغم الظروف وتهديدات الجراد، والجفاف الحاصل في الحلوق جراء ارتفاع الأسعار، إلا إنني لن أخذل عهدي، وسأواصل القول لكل سيدات بلادي: كل عام وأنتن بألف ألف خير. وباقة ورد لكل سيدة في هذا الوطن الكبير المعطاء.

بالمناسبة، يوم المرأة هذا العام يصادف الجمعة، وهو يوم عطلة، ما يمثل فرصة لكل الصحف التي اعتادت على توكيل سيدة القيام بمهام رئيس التحرير في هذا اليوم تكريما للمرأة، إلى غض النظر عن ذلك. وبصراحة، فإنني أدعو إلى غض النظر عن ذلك سنويا؛ فتكريم المرأة لا يأتي في يوم، وإنما يتأتى من خلال منحها حقوقها، كل حقوقها دون انتقاص.

[email protected]
الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة