الوكيل - أجرى موقع محيط المصري مقابلة خاصة مع السياسي اللبناني سمير جعجع رئيس حزب الكتائب اللبنانية , وانكر فيها قيامه بمجزرة صبرا وشاتيلا بحق الفلسطينيين وتاليا نص المقابلة .
مع اقتراب موعد الأستحقاق الرئاسي اللبناني في مايو 2014 , تقترب الأنظار إلى رئيس حزب 'القوات اللبنانية' , الدكتور سمير جعجع , ليكون رئيسا قادما , بعد أنتهاء فترة ولايه الرئيس الحالي 'ميشال سليمان' , الذي رفض التمديد, إلا أن 'جعجع' الذي حاورناه في مقر اقامته بـ'معراب',على قمة جبل لبنان , لم يحسم مصير الخوض , على الرغم من الضغوط الممارسة عليه , عبر الأنتخاب بمجلس النواب ,مع تمسكه بأن تكون الأنتخابات الرئاسية حقيقية كما كانت قبل 23 عاما .
- في البداية .. هل أنت مرشح لرئاسة الجمهورية؟
- لا، في الوقت الحاضر لست مرشحا للرئاسة , والأمر في لبنان متروك إلى اللحظات الأخيرة , وقراري لن يكون الأن , ولكن المهم أن هذا الموقع مهمل ومهمش منذ 23 عاما أي منذ انتهاء الحرب اللبنانية، وتبعا للدستور فإن الرئاسة هي المركز الأول في الدولة، وبغض النظر عن أي مرشح، حان الوقت لكي نعيد الإعتبار لهذا الموقع، وسأستمر في الحديث عن الموضوع بغية التوصل الى انتخابات رئاسية جدية.
- كيف تجد مستقبل الوجود المسيحي في الشرق مع تنامي تطرف تيارات الاسلام السياسي خاصه في مصر وسوريا ؟
-وجود المسيحين في الشرق لم يكن سهلا في يوم ما , والأن نفس الأمر ولكن الأفق في المستقبل سار أفضل خلاف أعتقاد البعض .. يتبين أن المجتمع الاسلامي العادي ينحو إلى الاعتدال أكثر بكثير من الأتجاه نحو التطرف , وبالتالي كما ظهر في الاحداث الكثيرة بالدول العربية , ولذلك فعلى مسيحي الشرق أن يتحلو بالصبر وأن يعتمدوا على أنفسهم , وعلينا أن نساعدهم لأن ظروفهم صعبة ,وأهم ما عليهم في الفترة القادمة هو الانخراط في الظروف الاجتماعية والسياسية بدولهم وبلدانهم , وبذلك يقطعوا المرحلة الصعبة ويصلوا إلى شاطئ الأمان , وفي نهاية المطاف المستقبل للدولة المدنية , والمستقبل أيضا للأعتدال وليس للتطرف مع قيام الأعمدة الديمقراطية التي لا محال من مجيئها.
- البعض يرى أن التطرف ليس في حق المسيحين فقط بل في حق المسلمين أيضا مثلما هو واضح في سوريا وذلك يبعد الحديث عن حرب ضد المسيحين ؟
- صحيح ..فهي حرب ليست ضد المسيحين فقط ..وعلى السبيل لا الحصر تدمير تمثال أبو العلاء المعري وتدمير مقام خالد بن الوليد في حمص , ومجموعة تصرفات أخرى تؤكد أن المتطرفين في الشرق ضد المسلمين والمسيحين
- كيف ترى هذه المواجهة مع التيارات الإصولية في الفترة القادمة ؟
- منذ اللحظة الأولى للربيع العربي أعتبرت أن المواجهة أنتقلت لتكون بين المعتدلين في هذا الشرق والمتطرفين, ومازالت قناعتي تترسخ في هذا المجال أكثر فأكثر ويوم بعد يوم حتى تتبين حقيقة هذه الموقعة , ونفس الشئ لما يتعلق اليوم بما يحدث في تونس
- هل ترى أن هناك أزمة من الغرب تجاه مسيحي الشرق ..وأتحدث هنا عن صمت أوروبا وأمريكا عن حرق كنائس مصرية لكونها تحدث على أيدى نظام الإخوان المدعوم من واشنطن ونفس الشئ القيام بمذابح ضد قرى مسيحية بالشام مثل معلولة ؟
- قرأت قريبا حول اتصال جرى بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع الأمريكي فيما يتعلق بالأحداث في مصر وتطرق الأمر الى حرق الكنائس , والأهم من ذلك أن القرن الـ21 لم يعد قرن حمايات مثلما كان في القرون الوسطى بالأضافه الى ضرورة أن يعتمد مسيحي الشرق على أنفسهم وعلى بعضهم البعض وعلى أن يكونا في عيش واقعي وبالتالي فأنه من الأفضل أن نسعى الى تسيس كل المسيحيين المشرقين وجعلهم قوة سياسية مندمجة تحدث توازن وبذلك لن يكونوا في حماية من أحد لا من الداخل أو الخارج , يجب النظر إلى مسيحي الشرق على أنهم مواطنين مثل أقرانهم المسلمين , وعلينا مساعدتهم في الأشتراك بالحياة السياسية , لنرى أن أحدى مشاكل الأنظمة السائدة من قبل أنها جعلت الناس يعتادون على عدم الالمام بالسياسة أو العمل بها , وهذا ما جعل المسيحين على هامش الأحداث والمجتمعات , والحل الأنسب ليس دفاع الغرب عن مسيحيي الشرق , وليس خطئا دفاع كل الناس عن كل الناس ولكن الصواب هو تحفيز المسيحين لهذا الشرق وأن يتحملوا مسئوليتهم ويلعبوا أدوارا سياسية ويعملون على تشكيل ثقل سياسي
- أود التعليق هنا عن أن أتصال وزير الدفاع الأمريكي مع الفريق السيسي حول حرق المتطرفين للكنائس جاء بعد شهرين من هذه التصرفات لدرجة أن هذه الكنائس تم الانتهاء من ترميمها وإعادة بنائها ؟
- أريد هنا الأشادة بالمبادرة الحضارية من الحكومة المصرية بالاسراع في اعادة التشييد والترميم كما كانت وهذا يعطي فكرة واضحة عن طبيعة المجتمع المصري بشكل عام والنظام القائم في الوقت الحاضر الذي سيؤدي الى دستور جديد وانتخابات نيابية ورئاسية في أشهر قليلة , وأتمسك هنا بالاشادة بمقولة البابا تواضروس بأن هذه الكنائس التي حرقت تقدم هدية لمصر وأنه أذا تم حرق كل الكنائس سنصلي في المساجد
- تعرضت للظلم والسجن من أفراد وتيارات هم الان لا يثثقون في أحد غيرك بسبب مواقفك الثابتة التي لا تحمل أقنعة ..كيف تجد هذا التغير ؟
- الفكرة السابقة في لبنان كانت قائمة على الضياع ونظام الوصاية السورية على البلاد , وهذه الوصاية عملت على ذلك ..أتذكر أنني في نهاية الحرب الأهلية أردت التواصل مع الحزب التقدمى الاشتراكي ففوجئت بخطاب بأنهم لا يمانعون ولكن أن يكون اللقاء بعيدا عن الاعلام نظرا للوضع القائم حتى لا تصل الاخبار الى سوريا وهناأردت توضيح ملمح من نظام الوصاية ..أتذكر أول زيارة من جورج حاوي رئيس الحزب الشيوعي اللبناني قال لي أنني جئت لزيارتك وأعلم جيدا أن هذه الزيارة ستكلفني كثيرا وبالفعل كلفته كثيرا حتى لو بعد 10 سنوات وأسشهد بسبب مواقفة الواضحة , كان هناك ظروف تمنع اتمام الاوضاع الطبيعية وأول ما تكشفت هذه الظروف وتلاقى اللبنانيون وأصبح هناك أمكانية للأخذ والرد بين بعضهم البعض وأصبحت على سبيل المثال عناصر تيار المستقبل تثق في سمير جعجع وعناصر القوات اللبنانية تثق في سعد الحريري عادت الأمور إلى نصابها ونفس الأمر يقاس على بقية الفصائل السياسية والحزبية , وصراحة لا أفكر بطريقة الثمن الذي دفعته يناسب ما وصلنا اليه من نتائج أم لا .. ما فعلته تم عن قناعة , ولنسلم جدلا أن لا يبادلني أحد نفس الشعور تجاهي فذلك يكون قاسيا وفأنا مقتنع بما فعلته ولا أنظر لأسترجاع ثمنه من عدمه , أنا راضي جدا عن نفسي ووفي لمبادئي , وسعدت كثيرا من تقدير البعض لهذا الواقع وذلك كان حافز كبير بالنسبة لي ولكن الأساس هو راحة قناعتاتي
- نمر من جدديد بذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا في عام 1981 .. كيف ترى وجود أفراد في الداخل والخارج يروجون لفكرة أنك بطل هذه المجزرة ؟
- الدعاية الاخرى في لبنان والشرق الاوسط مازالت دعاية قوية , وبالاخص الدعاية الاخرى القائمة على حزب الله ووسائله الاعلامية وأدواته الاعلامية ايضا السورية والايرانية في المنطقة مازالت دعاية قوية وهي دعاية موروثة من بعض الدعاية القومجية اليسارية , لذلك نرى بعض الناس حتى الساعة يتهموني باشياء بعيدة كل البعد عن الواقع , على سبيل المثال 'صابرا وشاتيلا' .. هناك العشرات من التقارير الدولية واللبنانية والفلسطينية والاسرائيلية وكلها وليس بعضها واضحة جدا بمن كان موجودا في صبرا وشاتيلا وعلى من تقع مسئولية المجزرة وبالرغم من يصر بعض الافراد ومنهم بعض الافراد للاسف في مصر يرددون ذلك دون معرفة بالواقع , يصرون على زج أسمي بـ'صبرا وشاتيلا'.. للمرة الاخيرة لا علاقة لي من قريب أو بعيد .. لا علاقة جغرافية أو تاريخية بالمذبحة وفي كافة الاحوال الوقائع واضحة جدا , وواضح جدا أن الطريقة التي تروج كذبا لضلوعي بالمذبحة في لبنان هي طريقة الدعاية السورية المنفذه من حزب الله , حتى الاخوة الفلسطينين أكدوا أنني بعيد كل البعد عن المذبحة ومن يروج لذلك من الفلسطينين هو المحور الذي كان في تحالف منذ فترة مع ايران وسوريا وحزب الله , وهذا نابع من تشيكل رأس حربة للمواجهة معي
- ترى ما وجه الاستفادة من تيارات وجهات خارجية تصمم على تصفية سمير جعجع ؟
- علينا سؤالهم .. أساس الاستفادة هو التخلص مني لما اشكله في الملف المسيحي .. فلنفترض فرضا أنهم أستطاعوا النيل مني , وقتها يستطيعون أن يأخذوا مسيحيو لبنان كما هم بعد أن أخذوا مسيحي سوريا بشكل أو بأخر وأستعمالهم كخط دفاع أول عن النظام في سوريا حتى يقولوا للغرب : أنظر فكل مسيحيي سوريا ولبنان معنا وبالتالي فأن نظام بشار ضرورة , وهنا فوجودي يفجر لهم محاولتهم بأظهار حماية النظام السوري للاقليات المسيحية , وفي كافة الاحوال فالمسيحين في المجتمعات العربية ليست في حاجة لحماية من أحد , هذه هي نظريتهم التي للاسف أخذت بعض الاذان في المجتمعات الاوروبية
- هل توصلتم معلوماتيا لمنفذي عمليات الاغتيال السابقة ؟
- لدي تقديري الشخصي وطالما لم استطيع برهانه بالدليل الحسي المباشر فلن أكشف .. لدي المعلومات الاكيدة والوافية والكافية بضلوع جهة معينة في محاولات التخلص مني
- المواطن اللبناني تأثر كثيرا بوجود اللاجئين السوريين وعلى الرغم من أن ذلك عمل إنساني وإخوي الا أن الازمة في أخفاق من جانب الدولة بحماية الوطن والمواطنين ؟
- الحكومة الحالية مخفقة على كل الاصعدة وليس فقط في ملف اللاجئين , ليس معنى أنها حكومة تصريف أعمال أن يكون الوضع كذلك , فحكومات تصريف الاعمال يكون عليها مسئوليات ضخمة , هذا فشل ذريع لدرجة أن الاكثرية في هذه الحكومة تطلق يوميا تصريحات طويلة عريضة عن سوء التعاطي مع ملف اللاجئين .. لا أعلم كيف يكون ذلك وهم الاكثرية المعنيين بالمسئولية , لا استطيع تصور أكثرية حكومية تنتقد ما هو حاصل من قراراتها وبالتالي الحل هو تشكيل حكومة جديدة كما يجب تكون صاحبة قرارها وليست حكومة تعطل بأيدي حزب الله , طالما لن يكون هناك حكومة تشكل لصالح مطلبات المواطن اللبناني وليس لحماية مصالح ايران في المنطقة فسيظل الحال على ما هو عليه من غلاء وعدم توفير الامن
- ماذا عن الاستعدادات للانتخابات القادمة ؟
- أولويتنا الحالية تتمثل بتشكيل الحكومة، ثم إجراء الإنتخابات الرئاسية ثم التوجه فورا الى الانتخابات النيابية وأول خطوة ستكون التئام المجلس النيابي واقرار قانون جديد للانتخابات، كل ما يمكن أن يناقش في قوانين الانتخابات قد نوقش، ما ينقص فحسب هو تحويل الأمر الى الهيئة العامة للمجلس النيابي لدراسته واتخاذ القرار، لكي يختار المجلس القانون الذي ينال الأكثرية النيابية فتجرى الإنتخابات على أساسه .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو