السبت 2024-12-14 10:15 م
 

بحبه, ما بحبه ومعنى الوطنية!

06:06 ص

آخر اربعة رؤساء واربع حكومات لم ترفع اسعار المشتقات النفطية, او الغاز, او الكهرباء لكنها مع ذلك لم ترفع شعبيتها عند الاردنيين!! وهذا النوع من تقارير قياس الرأي العام لا يشكل اكثر من الجواب على سؤال واحد: هل تحب الرئيس؟ هل تحب هذه الحكومة؟ وبطبيعة الحال فالناس في الاردن احبوا بعض الرؤساء بعد وفاتهم, لكننا نعرف أنهم لم يحبوا احداً منذ تأسيس الدولة الحديثة!!اضافة اعلان

لقد ورثنا كره الحكومات ورؤسائها منذ العهد العثماني الذي استمر اربعمائة عام. وقبله حكم المماليك, والسلاجقة وبني بويه والتتار. ثم كرهنا بعد العثمانيين الانتداب البريطاني. ولاننا عرب لنا اشواقنا القومية العارمة.. فقد كرهنا الانتداب الفرنسي – الانجليزي – الايطالي في الوطن كله وبكل الحكومات والرؤساء الذين ظهروا خلاله!!
نحن هنا لا ندخل في علم النفس السياسي ولا نحاول دراسة ردود فعل الشعوب في مراحل النضج والتعامل مع الغاز ومعميات العصر الحديث وتحولاته السريعة! نحن نقف أمام اقرب ما يكون الى المزاج الشعبي. والى التخلف المريع في مفهوم الدولة, والحكم والاقتصاد والتعليم والثقافة. فالخطأ الذي ارتكبته الانظمة السياسية هو البقاء عند الشعارات الرومانسية: الوحدة, التحرر, الاشتراكية, الحياة الافضل, الديمقراطية.. ولم تحاول تثقيف المواطن في معنى أن نبني دولة عصرية!
لنأخذ مثلاً: طرح جلالة الملك عبدالله الثاني شعار الاردن اولاً، وبدل أن نفهمه كقيمة نهضوية كبرى, اتهمنا انفسنا بالاقليمية!! مع ان شعار الاردن اولاً يعني: الخروج من الانتماءات العشائرية والدينية والمذهبية الى الولاء الوطني الجامع, ويعني الخروج من السلوك الفردي المدمر الى رحاب المصلحة الوطنية. ويعني ان نبني اردنا قوياً مزدهراً, نفخر بتقديمه لدولة الوحدة العربية, فما فائدة جمع كيانات ضعيفة هزيلة الى كيان يحمل الضعف والهزال ذاته؟! وما هي حصيلة جمع الاصفار!
حين رفع عبدالله ابن الحسين شعار: الاردن اولاً, حسبنا انه مجرد شعار, وبقينا في الازمة السورية نتحزب للنظام الذي يقتل شعبه حتى لا نصل الى النصرة وداعش وغيرها, او نتحزب لثوار لا نعرف عنهم شيئاً الا ما يقولونه من سوريا ديمقراطية تعيش بأمن وسلام مع جيرانها والعالم!!
وبقينا نسترجع تحزبات التاريخ القديم فمنا من الذين لا يزالون من شيعة علي, وشيعة معاوية. ومنا من قتل الحسين الثائر او من طلاب ثاراته. ومنا الخوارج والزيدية والعلويون, والاسماعيليون والدروز. وهم فرق من فرق الصراع الذي مضى عليه مئات السنين. لم نفهم أننا نعيش في وطن اسمه الاردن. وأننا لا نملك غيره. وان نهوضه الحضاري لن يتكفل به الآخرون وانما هو مسؤولية كل واحد فينا. ونسينا المقولة الاساسية: لا تسأل ماذا قدم لي وطني.. ولكن ابدأ بالسؤال: ماذا قدمت للاردن. قبل أن تحكم على رؤساء الحكومات, والحكومات!! فالوطنية هي: انت والاردن!! ولا يحتاج هذا الولاء والحب الى وسيط في الدوار الرابع!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة