الجمعة 2024-12-13 03:39 م
 

بحثًا عن الماء والكلأ و«النّت»

01:09 م

ويُقال ان جدّي» شناعة» الخامس عشر، جاء من بلاد « الواق واق»، بحثا عن الماء والكَلأ و».. والنّت».اضافة اعلان

فكان يحمل جهاز «موبايل» أحدث «موديل»، وانقطع في الصحراء، وبينما هو هائم على وجهه،تخيّل شجرة بدت له مثل سراب، فحثّ الخُطى صوبها. واستراح من قيظ الظهيرة، وأخذته، سِنة من النوم، ورأى فيما يرى النائم أنه نسي» الشّاحن» في مكان قصيّ.
فتساءل كيف سوف اواصل زحفي نحو بلاد الشام، وكان جدّي كثير العِيال، يحترم الحياة الزوجية،ولهذا لم يتزوج سوى «امرأة واحدة» بعد ان توفيت جدّتي.
فكّر في الامر، فقال كيف سوف يعيش ابنائي بل واحفادي اذا ما ضاع مني» الشاحن»، كيف سأتواصل مع باقي «القبيلة»....؟
هذا «سيناريو» افتراضي، بالطبع، خطر ببالي بعد أن التهمتُ «طنجرة ملفوف» / كْرُمب، باللهجة المصرية.
فقد وقعتُ في شرّ اعمالي، حين بالغتُ في العبث بهاتفي النقّال، فضاع» الفيس بوك»، وبتُّ حيرانَ،وكنتُ وحدي بالبيت دون «أهلي» الذين غادروني الى عروس الشمال»إربد» لقضاء الـ «ويك إند» هناك.
لم يكن ثمة أحد من الأبناء يساعدني وينقذني فيما أوقعتني حماقاتي فيه.
وزاد الطين بلّة، اختفاء النّت من البيت. فوقعتُ في «حيص بيص»، اي في حيرة من امري. وتخيلتُ قوافل من الأصدقاء والصديقات يرسلون لي تعليقاتهم وافكارهم، ناهيك، عن الملاحظات التي تعبر عنها «المعجبات» الساذجات، مثل ياي بتجنن .!
حاولتُ الهرب بالنوم، ولم تتكلل جهودي بالنجاح، وبقيت عيوني مفنجلة مثل فناجين قهوة «مشطوفة» للتوّ.
قمتُ بالاتصال ببناتي، فجاء الرد بعد ساعتين: آسفين نِحنا مشغولين بالرحلة وما سمعنا رنّة الموبايل.
ومن باب التصبير، قالت الصغيرة: خليك لما نرجع ع البيت، كلهن يومين.
تذكّرتُ قنديل الكاز ( أبو لمبة قزاز )، الذي كان يؤنس ليالينا في الشتاء والصيف.
وعندما وصلتنا الكهرباء ، زعلنا لما انقطعت مرة عن الحارة.
والآن، يختفي «النّتّ» عن البيت، وأشعر بـ «الغربة والوحدة» وكأني فقدتُ أبرز أسباب حياتي.
الله يرحمك يا جدّي...
مُتت وكان نفسك «توكل» خبّيزة..!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة