في بيوت كثيرة في المدن والقرى التي يسكنها ابناء ذات الطبقة مشهد كان وربما ما زال لصوبة الكاز التي كانت طويلة وذات لون اقرب الى الرمادي واسمها الحركي «صوبة علاء الدين»، او الصوبة الحمراء «الفوجيكا» وتحت الصوبة بأنواعها والوانها تضع سيدة البيت بطانية خضراء او ذات لون بني، وهذه الالوان حصرية لانها بطانيات كان منتسبو القوات المسلحة يتسلمونها وكانت مهمة في توفير الدفء للعائلة، واذا كانت السيدة (معدلة) فانها تقوم بخياطة قماش على جوانب البطانية لمزيد من الحماية لها، والقماش ليس أكثر من بقايا (وجه مخدة) او بنطلون او (برداية قديمة) او قميص خارج الخدمة، واحيانا يكون قماش (الفانيلات القديمة) افضل لكونه أكثر سماكة وقوة.
هذه البطانية لها مهمات عديدة فهي اولا تعطي منظرا جماليا للصوبة، كما انها تحمي السجادة الموجودة في الغرفة او تحمي (الحصيرة البلاستيكية)، لان الصوبة لها استعمالات عديدة غير صناعة الدفء، فعليها دائما ابريق الشاي او (طنجرة) لتسخين الماء، واحيانا يتم استخدام «علب سمنة الغزالين» او التي كانت تسمى شعبيا «سمنة الكنز»، ويتم عليها سلق الفاصوليا وربما طبخ المجدرة او شوربة العدس، وعند نقل العلبة او الطنجرة او الابريق قد يتسرب منه ماء او شاي..، وهذا يشكل خطرا على «الحصيرة» او السجادة، كما ان تسخين الخبز على الصوبة قد يخلف بقايا من الخبز (المقحمش) الذي يتناثر على الحصيرة او السجادة وبالتالي فان البطانية تستقبل كل هذا وتمتصه بكل «جرأة»، فالمهم هو الحصير والسجادة، اما البطانية فليس مطلوبا منها أكثر من (فترة رئاسية واحدة) هي اشهر الشتوية وبعد ذلك قد تتحول الى مكان اخر مثل وضعها تحت الباب لمنع تسرب الهواء او الماء او تقطيعها الى قطع لاستخدامات اخرى.
وخلال اشهر الشتاء يتم استغلال ايام الشمس حيث توضع البطانية في الشمس لتتخلص ولو جزئيا من الماء والشاي وكل ما لحق بها من سوائل، ويتم نفضها او (كتها) مما هو عليها من مخلفات، ورغم كل ما تتحمله هذه البطانية من (اعباء) وما تسمعه من «مديح»، لكنه مديح على قدرتها على تحمل كل مخلفات عمل الصوبة.
وعندما يكون هناك ضيف غريب فان البطانية تختفي من تحت الصوبة ليحل محلها «مشمع» زاهي الالوان او تظهر السجادة الجميلة، فالبطانية بكل بقعها من زيت وماء صلصة حمراء لا تصلح للمرحلة الجديدة التي فيها ضيوف، ويتم رميها في ركن في المطبخ الى حين مغادرة الضيوف لتعود لاستقبال بقع اضافية.
اليوم في زمن التدفئة المركزية وصوبات الكهرباء والغاز لم نعد نرى البطانيات ولم نعد نرى الحصيرة بل ان البطانيات الخضراء والبنية لم تعد موجودة، لكن البقع ما زالت موجودة في اماكن عديدة في البيت وهناك اشياء اخرى تقوم بذات مهمة البطانية الخضراء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو