الوكيل - بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين، انتهى الجيش السويسري من إزالة الألغام المزروعة في مئات الجسور والأنفاق والطرقات والحقول، ما أثار التعجب لدى عدد كبير من سكان البلاد.
وقال أولريتش بويهلر رئيس بلدية قرية صغيرة تقع على الحدود مع ألمانيا: 'كانت الألغام تنتشر في جسرها القديم الطراز الذي يستقطب السياح، وكنا جميعا نعلم بالمتفجرات، لكننا لم نكن نعرف أنها لا تزال موجودة وقد اكتشفنا هذا الأمر منذ فترة وجيزة فقط'.
ولم يتم اجتياح هذه الدولة المسالمة منذ أكثر من قرنين، لكن المتفجرات كانت منتشرة فيها لتشغيلها في حال حدوث اجتياح أجنبي، وقد تم في نهاية ديسمبر 2014 نزع هذه الألغام بحسب ما أكده دانييل رايفت الناطق باسم الجيش السويسري.
وكان الجسر الخشبي المشيد في القرن الثالث عشر في بلدة شتاين التي تفتخر بتصاميمها المعمارية العائدة للقرون الوسطى، من آخر الهياكل التي نزعت منها المتفجرات. وقد أقر رئيس البلدية لوكالة 'فرانس برس' بأنه تفاجأ كثيرا.
وقد أدرج اسم جسر باد سيكينغن الذي يمتد فوق نهر راين إلى المدينة الألمانية التي تحمل الاسم عينه، في سجل المعالم التاريخية.
وراح الجيش السويسري يزرع الألغام في البنى التحتية العامة عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، بهدف تدمير جميع سبل النقل التي قد تعتمد وقت الاجتياح.
واشتدت هذه الحملة في السبعينيات، عندما أرسيت متفجرات دائمة للدفاع عن هذا البلد الصغير الثري في قلب أوروبا من هجوم محتمل قد تشنه البلدان الشيوعية شرقا.
واعتبارا من الأربعينيات، بات رؤساء الجيش في هذا البلد الدائم الحياد يأمرون الجنود بالانسحاب إلى الجبال في حال اجتيحت الدولة، مع زرع المتفجرات على مسارهم، بحسب ما كشف المؤرخ السويسري بيتر هوغ لوكالة 'فرانس برس'.
وتوسعت هذه الاستراتيجية بعد الحرب لتشمل مئات المواقع. وبلغت ذروتها في الثمانينيات مع زرع الألغام في مواقع يتراوح عددها بين ألفين و3 آلاف خلال تشييد المحطات النووية، في خضم العلاقات المتوترة بين الاتحاد السوفياتي والغرب.
وحتى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، استمرت سويسرا 'في استثمار ملايين الفرنكات السويسرية في هذه الاستراتيجية'.
ولم يقر الجيش السويسري إلا منذ فترة وجيزة بأن هذه الاستراتيجية لم تعد صالحة في أيامنا هذه، ملبيا طلبات الانتقال نحو 'سبل أكثر قابلية للتنقل' لحماية البلاد.
لكن لماذا تطلب الأمر وقتا طويلا للقضاء على مخلفات الحرب الباردة؟.
تحجج الجيش بالعدد القليل من الخبراء المتخصصين في البلاد في نزع الألغام، كما لفت المؤرخ إلى الثقافة السويسرية ونظامها السياسي القائم على الإجماع والاستفتاء الذي يبطئ وتيرة اتخاذ القرارات.
وقال إن السويسريين 'لا يحبذون التغييرات السريعة، فنحن بحاجة إلى الوقت'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو