السبت 2024-12-14 06:02 م
 

بقدونس و كزبرة

07:26 ص

قد تتشابه أشياء في الشكل ؛ و تنخدع بها و تأخذ على أُم رأسك و جِدّ ظهرك و عمّ بطنك و خال بطاتك ..ولكنها حتماً ستختلف في المضمون ..وأقرب مثال لديّ دائماً : البقدونس و الكزبرة ..فلغاية اللحظة لا أستطيع التفريق بينهما إلا بالتجريب فقط ..! ولا أريد لأحد أن يتفلسف عليّ و يقول لي : البقدونس ورقته محرشفة و مخرشفة أكثر من ورقة الكزبرة ..أو أنّ عود الكزبرة يميل لليسار أكثر من عود البقدونس ..! أنا لا افرِّق بينهما مثلي مثل الملايين التي على الخديعة تنام و على الخديعة تصحو ..!

اضافة اعلان


ليس هنا المهم ..فالأمر قد يبدو عادياً ..شو يعني الكزبرة مثل البقدونس ..شو يعني ..؟ لااااا ؛ اسمحولي ..الأمر كبير بالنسبة لي ..فأنا أكره الكزبرة ..مهما أحببتموها ..أكرهها ..لا أطيق رائحتها ..ولا طعمها ..وإذا استقرت رائحتها في يدي أشعر أنني كالممسوس أو الملبوس ..وكما يتساءل كثير منكم الآن : في حدا يكره الكزبرة ..؟ فإني دائماً أتساءل : كيف الناس تحب الكزبرة ..؟! بينما البقدونس من الحشائش التي أعشقها و أقدّم لها فروض الولاء و الطاعة ..!


وهنا أعود للُبّ المشكلة عندي ..حينما تتشابه الأشياء في الشكل و تختلف في الجوهر أو على الأدق حينما تتعاكس في المضمون ..فكم لدينا مسؤول يشبه البقدونس وكم لدينا يشبهون الكزبرة ..! هل يوجد لدينا حقيقةً أقلّ من ضمّة بقدونس و (ضُمم) كثيرة من الكزبرة ..؟! وهل صحيح أننا ملبوسون و ممسوسون لأن غالبية عطاء مسؤولينا هو من عطاء كزبرة ..؟!
على كلّ ..غالبيتكم تحبون البقدونس و الكزبرة ..ولا يسعني إلا أن ابارك لكم بحب الاثنين معاً ..أما أنا فلن أحبّ الكزبرة و لن أعيش معها تحت سقفٍ واحد ولو كزبروني بالملايين ..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة