الجمعة 2024-12-13 10:52 ص
 

بلا شبكة نقل عام

08:39 ص

كنا نتندر على أنظمة السير والأزمات في بعض العواصم العربية , ونعود منها لنحكي قصصا كثيرة عن سلوكيات السواقين وكيف أنهم لا يحترمون الطرق وعن أولئك الذين يعاكسون السير , ونحمد الله إذ نتباهى بما لدينا , أما وقد إنقلبت الأية , فيحق لنا أن نسأل عن الأسباب ونتعجل الحلول.اضافة اعلان

الفاتحة تبدأ بأن توفير وسائط نقل عامة آمنة ومناسبة للتخفيف من أزمة السير والإستهلاك المفرط للوقود اصبح هدفا بعيد المنال , بعد أن عرقلنا كل مشروع قد يقود الى حل ,. وها هو ذا الباص السريع الذي تحول الى أحجية أكبر مثال.
لنكن صرحاء.. في الأردن لا يستثني السائق أيا من حواسه تماما كما لو كان يخوض معركة شرسة ,هذه حقيقة يمكن ملاحظتها برصد سلوكيات السير على الطرق , حيث الفوضى تحل محل النظام , والسبب غياب احترام قواعد السير.
ما الذي يتوجب أن يكون موجودا ونفتقده على الطرق , دعونا نقترح هنا بعض المشاهد :- الحافلات لا تلتزم المسرب الأيمن , لأن مثل هذا المسرب غير موجود ورخصة العمومي متاحة لمن هم دون سن الأربعين , وعدد كبير من السواقين لا يلتزمون أبسط قواعد حسن السيرة والسلوك واللياقة والقيافة ولا حظر للقيادة لمن هم في سن 18 دون مرافقة أحد الأبوين وقوانين السير وأنظمته ليست مواد إلزامية في المدارس وكل زاوية من الطريق هي مواقف خاصة وهي تجمع لسيارات التاكسي والحافلات و أبواق السيارات تطلق بمناسبة وغير مناسبة والشوارع نفتقر إلى تخطيط, ولأية إشارات حتى لو كانت تجميلية والمشاة يتجاهلون الجسور وممرات العبور ويستمتعون بالقفز من على الحواجز.
إنتظرنا كثيرا حتى إستمعنا الى من ينهي اللغط حول مشروع الباص السريع بالحسم « لا توجد أي شبهة فساد في مشروع الباص السريع استنادا لما يتوفر من معلومات «.هذا الملف الذي تعطل وعطل كثيرا لأسباب غير مفهومة قد حسم لصالح إستثنائه , لكن اليات العمل لم تنزل الى الشارع بعد , , فكم من الوقت المهدور قد ذهب هباء وكم من الوقت علينا أن نهدر لاستكمال المشروع الحيوي والهام في عمان التي ملأها صخب السيارات وتفاقم الأزمات.
كنا نستمتع بركوب الحافلات وقطارات الأنفاق وتلك التي تسير فوق الأرض ونعتبرها جزءا من رحلاتنا السياحية الى بعض المدن , ونرتبك إذ يسألوننا عن شبكة النقل في مدننا لنكتشف أن « مدينة بلا شبكة نقل عام جيدة هي مدينة فاشلة»
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة