السبت 2024-12-14 01:01 ص
 

بنات يتجاوزن عمر الطفولة قبل الأوان

01:08 م

الوكيل - انتاب إيمان القلق اتجاه ابنتها البالغة (11 عاما)، التي تتصرف وتتحدث بطريقة لا تليق أبداً بعمرها، ولا بطفولتها، فهي كما تصفها 'امرأة بجسد طفلة'.اضافة اعلان


تسألها ابنتها أسئلة أكبر من عمرها بمراحل، وتتطرق إلى مواضيع تخجل هي نفسها التطرق اليها، ما جعلها تشعر أن هناك أمرا خاطئا، ومن أنها لا تمت للطفولة وبراءتها بصلة، خصوصاً بعد أن تذكرت كيف كانت هي وأخواتها في هذا العمر حيث كان لا يشغل بالهن سوى اللعب.

وتقول:'تبدل الحال كثيراً وباتت ابنتي أفصح من عمرها بكثير لدرجة أنه بات أمرا مزعجا'، متابعة 'أصبحت أخاف عليها من كل هذا التفتح الذي تعيشه هي وزميلاتها ممن هن في مثل عمرها، فما يشغل بالهن هي أمور كانت تشغلنا ونحن في العشرين من عمرنا وليس في سن الطفولة'.

ويعيد مختصون سبب هذا العقل المنفتح لطفلات صغيرات، يفترض أن يكون كل همهن اللعب واكتشاف العالم بعيون بريئة؛ إلى الأهالي الذين يتعمدون اجلاسهن بمجالس الكبار وبكلام لا يفترض سماعه وهن في مثل هذا العمر، فضلا عن العالم التكنولوجي الذي جعل كل شيء في متناول اليد وبدون أية رقابة.

إيناس مسعود تنبهت بعد فوات الأوان لما فعلته مع ابنتها الوحيدة ذات الـ 13 عاما، حيث كانت تصطحبها منذ صغرها إلى كل الزيارات، وتجلسها بين صديقاتها وجاراتها، وكأنها واحدة منهن لتنتبه مع الوقت أن ابنتها باتت طفلة مجردة من كل معاني الطفولة، فتتحدث مثل النساء وتشارك في حوارات مَن هنّ أكبر منها، لدرجة أنّ كثيرا من الأشخاص باتوا يتضايقون منها عندما تدخل نفسها بأمر ما.

وتضيف أنها تلاحظ على كافة بنات جيلها من زميلاتها الأمر ذاته، فهن متفتحات بطريقة كبيرة ويرغبن بعمل كل شيء قبل أوانه، وكأنه ليس لكل عمر متطلباته، إضافة الى أنها أحيانا كثيرة تعطيها هي المعلومات وتصحح لها وكأن الأدوار انقلبت بينهم.

وتقول 'أحزن على طفولتهن التي لم يعشن أجمل لحظاتها فإذا بدأن من الآن معرفة كل تلك الأمور فماذا تركن لشبابهن'.

الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي يرى أن العمر العقلي بات أكبر من العمر الحقيقي، إلى جانب أن التقدم والتكنولوجيا والتواصل الاجتماعي والحرية هذا كله لم يكن موجودا في السابق والآن أصبح موجودا، ما جعل العمر العقلي يتغلب على العمر الحقيقي.

الى جانب أن الاعلام له دور كبير في هذا وأسهم بشكل ملاحظ، مبيناً أنه لضبط الموضوع يجب اعادة دور الأسرة في التربية والتوجيه والارشاد وأن لاتتخلى الأسرة عن دورها.

ويرى أن للأمر إيجابيات وسلبيات، ومن إيجابياته تطوير مهارات الإبداع، إلا أن سلبياته في الدخول في قضايا وقصص قد تكون بعيدة كل البعد عن أعمارهم، والتفتح على مواضيع وأشياء لا تناسب مرحلتهم العمرية بتاتاً خصوصاً الفتيات.

الطفلة رزان محمود (12 عاما) تقول 'أرافق والدتي باستمرار في زياراتها لصديقاتها والجيران والأقارب، وأنا لم أعد استمتع باللعب مع الأطفال فأنا أفضل الجلوس مع الكبار'.

وتضيف رزان 'أغضب أحيانا حينما تطلب منّي أمي أثناء جلوسها مع صديقاتها أن أدخل إلى غرفتي، وهنا يزداد الفضول لدي أن أسمع ما يقلنه، فأقوم بالوقوف على الزاوية لأسمع رغم خوفي من أن تراني أمي'.

اختصاصية طب نفس الأطفال د. حنين جرار ترى أن كل جيل يختلف عن الذي يسبقه، معتبرة أن الانفتاح الذي نعيشه هو السبب، وخصوصاً الفضائيات والانترنت التي جعلت كل شيء مباحا وأي سؤال له اجابة بغض النظر عن المرحلة العمرية، لافتة الى ضرورة عمل رقابة على تلك الأشياء.

وتضيف أن الطفل لا يعرف معنى الشيء أحيانا كثيرة بالتالي فإن جعله ممنوعا عليه يجعل لديه حب الاكتشاف، رائية أنه أحيانا كثيرة يكون السبب هو أن الطفل يقضي أوقاتا كثيرة أحيانا في أماكن خاطئة كجلسات الأمهات مع صديقاتهن وجاراتهن ما يجعل الطفلة تلتقط كل الكلام وتقلده.

وتلفت إلى ضرورة شغل الطفل في نشاطات تهمه وتناسب عمره كالرياضة مثلا التي تعد من أهم الأشياء التي تعزز ثقة الطفل بنفسه.

الاختصاصية الأسرية د.نجوى عارف تجد أن تصرف الطفلة بهذا الأمر 'ليس بالأمر الايجابي على الاطلاق'، فملامح الطفولة والمراهقة في هذا العصر اختلفت تماما عن السابق، مبينة أنه ولأول مرة نجد أن الأبناء هم من يعلمون الآباء، إلى جانب أن الاهتمامات لم تعد واحدة حيث كانت الطموحات محدودة والأهداف كانت مختلفة تماما عن الوقت الحالي.

وتشير الى أن تقلص سلطة الأهل والتنشئة الاجتماعية لها دور مهم في ذلك مع وجود تأثير عامل مهم آخر، وهو الاعلام ينتج هذا النموذج من الأبناء، لافتة إلى أن التأثير السلبي للأمر أكبر بكثير من تأثيره الايجابي.

الغد الأردنية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة