الوكيل - دعا نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن زكي بني ارشيد النظام الأردني والقوى السياسية إلى المصالحة الوطنية الشاملة للخروج من الأزمة الحالية في الأردن وقال ' الفرصة في الأردن متاحة لنا وعلينا أن نغتنم الفرصة وأن نعقد تصالحاً وطنياً نجمع الناس والقوى السياسية نتحاور حول مستقبل الأردن ومصالح الأردن وتكون هناك خطة طريق يرسمها الجميع ، مستقبلنا قابل للإصلاح فلنختصر على حالنا الطريق ونصنع المرحلة مع بعضنا ، والشعب الأردني واع ومثقف ومعتدل المزاج وليس متطرفاً وليس انقلابياً ' .
وأكد في محاضرة نظّمها حزب جبهة العمل الإسلامي فرع جرش مساء أمس الاثنين حول الحراك الإصلاحي في ظل تطورات الربيع العربي ' يُخطئ من يظن أنّ حالةَ الحراك الإصلاحي والربيع العربي حالةٌ لمجموعةٍ من الناس وبالتحديد هناك محاولات ليست بريئة في حصر المسألة في الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين ونلاحظ أنّ الناطقين الإعلاميين باسم الأنظمة التي زالت أو في طريقها إلى الزوال جميعهم يتحدّثون عن الإخوان المسلمين ' متابعاً ' الربيع العربي جاء للتعبير عن حالة وجدانية عانى منها الشعب ووصل فيها السيل الزبى وبلغ الظلم والقهر والكبت والحرمان والمعاناة إلى حد لا يمكن تحمّله بعد أن وصلت حالة الأمة العربية إلى حالة من الارتهان والتبعية والتخلف والشقاء ، والحكام الذين حكموا واستحوذوا على كل شيء استخدموا النفوذ والسلطة والأموال والجاه وأصبحت كل الدولة وموارد الدولة ملكاً لهم ' .
وفي تعريف الحالة التي يمرّ بها الربيع العربي قال ' الحراك العربي جاء للتعبير عن حالة رفضوية ناقمة متمردة على البؤس والشقاء التي عانى منها المواطن العربي طوال عقود من الزمان ، وحالة الرفض هي حالة طبيعية جداً فعندما تفسد المجتمعات وتأسن الحياة فلا يعد يصلح معها عطّار واحد فإذا ما زاد فساد القائمين على الأمر فترة طويلة من الزمان ولم يعد يصلح عطار واحد كان لا بد من حالة تمرّد ، فالذي حدث هو حالة تمرّد عربية تعيد ترتيب أوراق العالم العربي من جديد وتعيد ترتيب الأولويات وتعيد ترتيب موازين القوى والصلاحيات والسلطات وعندها اندلعت شرارة الربيع العربي والضغط لا يولّد إلا الانفجار ' .
وحول طبيعة الأمة العربية وهويتها قال بني ارشيد ' لا نستطيع أن نغفل لحظةً واحدةً أنّ هوية الأمة وعقيدتها هي الإسلام ، ويخطئ مرة أخرى من يحاول أن يسلخ هذه الأمة عن الإسلام ، ( لا إكراه في الدين ) والدين هو أكبر من ضمن الحرّيات فقد ضمن حرية العقيدة والاعتقاد وحرية السلوك وحرية التعبّد ، ولكن أن يأتي نفر أو مجموعة ليحاول أن يصبغ هذه الأمة بغير صبغة الإسلام ليفتعل معارك ويصنع حروباً طاحنة بين الإسلام ذاته وبين القوى الوافدة الجديدة فهذه خطيئة كبيرة جداً ، فما يجري اليوم في مصر اليوم هو حرب على الإسلام وليس على الإخوان وإلا فما معنى أن تُغلق المساجد وأن يُحارب الحجاب وان تُحارب الصلوات وأن يُعلن بعض الناس بأشرطة مسجّلة قالوا فيها إنّ مصر ليست إسلامية إنما مصر علمانية فهذه مغامرة كبرى ترتّبت على مغالطة ، حتى غير المسلمين من المسيحيين يلتقوا معنا في التعريف الحضاري للإسلام ولا ينكرون ذلك ولا ينكرون أن تكون الشريعة مرجعية لهذه الأمة لأنّ من أحكام الشريعة الإسلامية أن يحتكم الناس وفقاً لشرائعهم لكن أن تسلخ الأمة من هويتها الإسلامية فهذه مغالطة كبيرة فطبيعة هذه الأمة إسلامية ' .
وبيّن أسباب الحراك الشعبي الإصلاحي والربيع العربي وقال ' الأمة عبّرت عن نفسها في الحراك الشعبي وتريد تصويب الاختلالات التي أصابت الأمة والتشوهات التي أصابت أنظمة الحكم والسلطة والتحكّم بحيث الحاكم أصبح ينظر للمحكوم تابعاً له كعمّال السخرة ، وفي الأردن أصبحت أُسر كثيرة تحكمنا ، ونتحدّث عن حالة نتجت من رحم المعاناة وولدت الربيع العربي ، فحالة الحراك العربي من ليبيا إلى اليمن إلى مصر إلى سوريا إلى الأردن كلها كانت تطالب بمطلب واحد هو إعادة توزيع السلطات ، والقواعد التي حكمت الشعوب العربية باعتبار الشعوب توابع للحاكم هذه مرفوضة ولم تعد تنفع ولا بد من تغييرها ولذا طالبت الشعوب بتغييرها الإصلاحي في ظل الأنظمة وأن يمنحها الحاكم ( 10 % ) من صلاحياته في حين كان الحكام يقولون أنّ الشعب مصدر السلطات ، وخرج علينا بعض الحكّام من يقول لنا : من أنتم ، وبعض الشعوب في نظر بعضهم كانوا جراثيم وفي نظر حاكم آخر كانوا ( مهولوسين ) ' متابعاً ' المشكلة أنهم يتعاملون مع الشعوب بنفس المنطق الذي تتعامل فيه أمريكا مع الحكّام ، ولا تظنّوا أنّ أمريكا تحترم هؤلاء في القاموس السياسي الأمريكي فهؤلاء ليسوا حلفاء أو شركاء لكنهم عملاء والعميل ل
ا يصلح أن يقول : لا ولذلك استغرب الحكام عندما سمعوا كلمة لا من الشعوب ، ولا تستغربوا عجزنا وفشلنا وهزائمنا المتكررة فهم يسمّونها مرّة نكبة ومرّة يسمونها نكسة لأنه لا يوجد حرية إنما عبارة عن مجتمع رق سياسي ، وحالة العبودية هذه هي التي تكسر النفس فلا يمكن أن ينتصر عبد على حر ولا يمكن أن تُحسم المعركة في الواقع والميدان ما لم تُحسم في النفوس ، هذه الحالة التي خرجت الشعوب العربية للمطالبة بها وهي أننا شركاء وليس أتباعاً ، ولو أنّ الحكام قبلوا بمبدأ الشراكة السياسية لكنهم لم يدركوا حجم التغيير ومشكلة حكّامنا أنهم عندهم عسر في الفهم فتفوت عليهم الفرص ، الآن حصل التغيير في عدة دول عربية وواجه معاندة ومؤامرة دولية وكونية عميقة جداً وليس المتضرر الحاكم فقط فهو وكيل أما المتضرّر الأكبر فهي دول الاستعمار التي امتصت دماء الشعوب وخيرات الشعوب وأرادت أن تبقى هذه الدول متخلّفة فتجد بعضاً من دولنا يتباهون بأكبر منسف وأكبر صحن كبسة وأكبر حبة فلافل ، ونتيجة هذه التآمر أصبح هناك إعاقات حقيقية لمسار الثورات أو الربيع العربي أو الحراك الإصلاحي ' .
وطالب بإصلاحات حقيقية في الدولة الأردنية وقال ' الشعوب تريد الحد الأدنى من الإصلاح تريد أن تعيش تحت الشمس كبقية الشعوب مثل بقية الشعوب تريد أن تعيش بحرية وكرامة ، يكذب علينا من يقول أنّ الأردن بلد فقير ، الأردن غني ، الغنى في الأردن هو المواطن الأردني ، نفتخر أنّ في الأردن أكثر من 95 % من شعبنا معلّم ومثقف والغريب أنّ الذين يصفون الشعب الأردني من المسؤولين بأنه متعلم ومثقف نجدهم في الجهة الثانية عندما تصل الأمور عند الصلاحيات يقولون أنّ الشعب الأردني غير مؤهل للديمقراطية ويحتاج إلى 30 أو 40 سنة حتى يكون مؤهلاً ، نحن أجدادنا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانوا يمارسون انتخابات بلدية ، نحن نريد إصلاح النظام وهذه خصوصية للأردن مع العلم أنّ الشعوب العربية كان تريد إصلاح النظام وقامت لتطالب بالإصلاح لكنها عندما قوبلت بالحديد والنار انفجرت وطالبت بإسقاط الأنظمة ، ما الذي يُضير أن يتم تعديل المواد الدستورية 34 و35 و36 ، المشكلة بصراحة يوجد مجموعة من اللصوص والحرامية سرقوا البلد ونهبوا خيرات البلد وباعوا مقدّرات البلد وأثروا على حساب المواطنين الفقراء ورفعوا الأسعار ويوجد مجموعة من هؤلاء استأثروا بن
فوذ وسلطات ليست لهم وليسوا مخوّلين ، وهل يوجد مسؤول انتخبه الشعب الأردني ؟!! لا يوجد مسؤول واحد معبّر عن الشعب الأردني ، وهؤلاء المستفيدون من هذه الحالة يختبئون وراء عباءة الملك ويقولون : أنتم تريدون سحب صلاحيات الملك ، فهل صحيح أنه كل شيء خطأ ننتظر حتى يصلحه الملك ؟ ! فلقد زار الملك مستشفى البشير مرتين المرة الأولى وجد مصعداً معطلاً فقال لهم : أصلحوه ثم عاد مرة ثانية في وقت آخر ووجد المصعد معطلاً وقال لهم : أصلحوه ، من الذي يعزّز حالة الثقة والاستقرار ؟ هل تريد شعباً يتحمّل مسؤولية ويدفع ضرائب دون أن يكون له صلاحيات ودون أن يكون شريكاً في صناعة القرار ؟! يوجد مجموعة لصوص وقطّاع طرق وأشباح لا يظهرون على المسرح هؤلاء هم الذين يحاربون الإصلاح ' .
وحول مجلس النواب الأردني قال بني ارشيد ' أصبح مجلس النواب عاجزاً عن القيام بدوره في التشريع والرقابة ، لقد قالوا : سيكون تداول سلمي للسلطة وستكون كتل برلمانية وأغلبية والحكومة تتشكل من الأغلبية وخرجت الحكومة مشوّهةً كما ترونها ، لا يوجد حكومة الديمقراطية لأنّ قاعدة الانتخاب وهي قانون الانتخاب مكسورة فضلا عن التزوير ، وهل من المعقول أن يُعطي مجلس نواب سابق 111 ثقة للحكومة ثمّ يُحل المجلس بعد أيام ؟! إنه يوجد اختلالات وتشوهات ضخمة جداً ' مضيفاً ' مجلس النواب تتحكّم فيه به القوى الأمنية والحكومة ، فمثلاً اتخذ مجلس النواب قراراً بطرد السفير الإسرائيلي بالإجماع ، فأين صار هذه القرار ، لقد وضعوه في الدرج ولم يحترموا قرارهم ، بعض النواب كتب استجواباً أو سؤالاً للحكومة وبعد ربع ساعة من تقديمه للمذكرة اتصل به أحد مديري المخابرات وهو تحت قبة البرلمان وطلب منه أن يسحب المذكرة لأنها تتعلق بالأمن الأردني ، فعندما نتكلم عن إصلاح حقيقي نريد أن يكون مجلس النواب الأردني له اعتباره واحترامه وتمثيله للشعب الأردني فالنائب ممثّل للشعب الأردني وهو سلطة رقابية وهو سيد للحكومة ولا يستجدي الحكومة ' .
وعلّق بني ارشيد على الدور الأمريكي في المنطقة العربية وقال ' أمريكا تتعامل مع الناس كأتباع ولما وجدت مصلحتها مع إيران ضربت العرب جميعاً فهم قديماً تخلّوا عن الشاه وعن مبارك وعن غيرهم ، وأغرب تصريح عندما قال وزير الخارجية الأمريكي كيري عن الإخوان : لقد سرق الإخوان الثورة المصرية ، ومن هذا الذي يتكلم ؟! الأمريكان هم لصوص العالم كله والذين سحقوا الهنود الحمر ، هم إرهابيون رقم واحد في العالم وهذه هيروشيما وناجازاكي تشهد عليهم ولقد ارتكبوا مجازر في باغرام في أفغانستان وفي أبو غريب وغوانتانامو إنهم مجرمو العصر وسفاحون ويتّهمون الشرفاء بالسرقة ' .
وبيّن أنّ الحراك الإصلاحي هو مصلحة عامة وقال ' الربيع العربي والحراك الإصلاحي هو مصلحة الجميع ، مَن يريد أن يحيا ويعيش ويريد أن يكون شريكاً سيجد له متسعاً وفسحةً وربيعاً حقيقياً وحياةً كما وصفها الله ' يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ' فحياة السعادة والرغد ليست بحرمان الناس والاعتداء على أرزاق الناس ، لا يجوز ولا يمكن بحال من الأحوال أن يموت الناس من الجوع وأن تموت طبقة أخرى من التخمة ، في عمّان تجد الناس في قصور لا يوجد مثلها في أوروبا وفي أمريكا وفي عمّان نفسها تجد ناساً يلتقطون طعامهم من القمامة ، هذه الاختلافات يشير إلى أن ّحق الله الذي فرضه للعباد قد ضاع ' .
وعن الحالة الأردنية للإصلاح قال بني ارشيد ' عندما نتحدّث عن الحالة الأردنية من الإصلاح فهي حالة راشدة معتدلة تُطالب بالحد الأدنى ينقصها الإرادة الرسمية لتلتقي مع الإرادة الشعبية ويحدث الإصلاح ، وشرعية الإرادة الرسمية غائبة عن الإصلاح واستقوت بالأمريكان وأخذوا الضوء الأخضر من أمريكا ودول الخليج واستقووا بالحالة العربية في مصر ووظّفوا الحالة السورية بقسوتها والمغالطة الكبيرة في الأردن هو تخيير الشعب الأردني هو أن يبقى الفساد وإما أن تأتي حالة الاحتراب الأردني والعنف وسفك الدماء ونحن نقول يوجد حالات أخرى في الإصلاح مثل المملكة المغربية دون خلافات وصدامات ، ولا يمكن أن نثق بكل الوعود والمبادرات ، وقالوا يوجد لجنة شفافية ونزاهة لكن أقول ضع تلك المبادرات كلها في الخُرج لأن الخُرج تعبّأ من المبادرات السابقة فأين الأجندة الوطنية وأين لجنة الحوار الوطني الذي وقف وقال الملك أنا ضامن لنتائجها وأين مبادرة الأردن أولا وكلنا الأردن وأولو العزم والميثاق الوطني ؟؟!! كلها مبادرات لم تجد لها أي طريق أو أي مصداقية ، فعندما نجد أنّ الحكومة التي وقّعت اتفاقية لتحضر أبو قتادة من لندن فهي إذن تستطيع أن توقّع اتفاقية ثانية وتحضر ال
كردي وهو يعيش في بريطانيا أيضاً ، عندما نرى الحيتان والقطط السمان الذين تعاقبوا على الفساد أرجعوا أموال الأردنيين ، وبدلا من أن تسرق الذي بجيبي وتأخذها غصباً عني وتقهرني قهراً اذهب واسترجع أموال الدولة وأموال الخزينة المنهوبة ' متابعاً ' يوجد حالة جديدة وهي أنّ الشعوب في العالم العربي أرادت أن تغيّر وكسرت حاجز الخوف فلا بد من التعامل مع هذه الحالة الجديدة فالأدوات القديمة لا يمكن أن تنفع ولا أن تجدي نفعاً ، والتغيير والإصلاح قادم لا محالة وقد تكون الكلفة والفاتورة باهظة وهذا ممكن ولكن لا يمكن لعقارب الساعة أن تعود للوراء ، ولكن إذا بقيت حالتنا هذه مرتهنة إلى الاعتبارات الخارجية والدولية والإقليمية سيتأخر عنا الإصلاح ، ومن غرّهم أنّ الحراك الإصلاحي في الشارع الأردني قد تراجع فهذا مؤشر لوعي المجتمع الأردني والشعب الأردني لأن الشعب الأردني يعطي فرصة للحكومات الأردنية وهو سلمي وحضاري حتى النهاية ، الإصلاح ليس قطفاً للورود ولكنه اقتلاع للأشواك لأنّ البديل هو حكم بالإعدام البطيء للشعب الأردني ، هدف الإصلاح هو إنتاج الدولة الأردنية القوية الصالحة والمصلحة التي تخلو من الفساد وتخلو من الاستبداد وتخلو من التزوير ' .
السبيل
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو