في مقال جلالة الملك عبدالله الثاني الذي طالعتنا به الصحف الأردنية صباح يوم الأربعاء الموافق 31/تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي بعنوان "منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟"، قرأت أفكاراً هامة، واستلهمت من قراءاتي أفكاراً تترابط وتتوافق مع ما ورد في المقالة المذكورة.اضافة اعلان
يقدر عدد سكان الأردن في نهاية 2017 بعشرة ملايين حسب ما ذكره مدير دائرة الإحصاءات العامة الدكتور قاسم الزعبي بتاريخ 26/8/2017. وإذا صح الرقم، فإن عدد السكان لن يقل في نهاية العام 2018 عن 10.2 مليون نسمة. ويقدر عدد سكان الأردن ممن هم ما بين سن الخامسة عشرة والرابعة والعشرين بحوالي 2 مليون نسمة، أو ما يساوي 20% من السكان تقريباً.
هذا الجيل المولود بين السنوات 1994 و 2005 ويطلق عليه اسم (الجيل z) أو "الجيل زيد"، وأحياناً يسمى بـ "آي.جين"، اختصاراً لكلمتي "إنترنت جنريشن"، أو جيل الإنترنت. وهذا الجيل وُلِدَ وفي يدِهِ هاتف نقال وتعوّد على الكلام مع زملائه عبر الهاتف، ولديه حالة انفصام مع أهله، ويتعامل مع المنتجات الإلكترونية الحديثة مثل "الآي باد"، وَ "الحاسوب المحمول"، بمنتهى اليسر والسلاسة. ولغته مقتضبة ومختصرة، ولا يعرف الكثير من المجاملات. ويستخدم رموزاً وعبارات مُرَمّزة، وصوراً تجعل رسائلهم الإلكترونية أقرب إلى "حجر رشيد"، الذي كتب بالهيروغليفية، أو اللغة الفرعونية القديمة التي تستخدم الصور والإشارات والرموز بدلاً من الكلمات والأحرف.
ولذلك، فإن هذا الجيل يتواصل عبر الإنترنت تماماً مثلما يتكلم مع صديقه أو أخيه في المنزل، بلا مجاملات، بل ويستخدم ألفاظاً وصوراً يعتبرها الجيل السابق (جيل آبائه وأجداده)، نابية وخارجة عن العرف والمألوف والأدب.
وإذا ذكّره كبير بأن لغته فظة، وغير مجاملة، وأحياناً مهينة، فإنه ينظر إليه نظرة تمزج بين التعجب والتساؤل والغضب. ولنعترف أن (الجيل آي)، وآباءه تفرقهم لغة واحدة، وثقافة مشتركة بتصورات مختلفة، وبسلوك متغاير مع ما يريده الآباء لأبنائهم.
وما لم ندرك أن لهذا الجيل لغة مختلفة ومعايير مختلفة، فإننا لو طبقنا عليهم معاييرنا في الأدب والتواصل، واعتبرنا ما يقولونه تناحراً اجتماعياً، وخلقنا هذه الهوة بيننا وبينهم، فإننا سنخسرهم، وسنجعلهم أكثر غربة وانعزالاً عنا.
وإذا قلنا أن نسبة سكان الأردن الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وأربعة وعشرين عاماً يشكلون 50% من سكان الأردن، فإننا نتحدث عن جيل كامل لم يعرف ملكاً له إلا الملك عبدالله الثاني. فالذي ولد العام 1994 كان بين (4-5) سنوات من العمر لما تقلّد جلالته مقاليد الحكم وأقسم اليمين الدستورية ظهر يوم السابع من شهر شباط (فبراير) العام 1999. أي أن نصف سكان المملكة هم معاصرون للملك عبدالله ذاكرة، وحكماً، وحياة واعية. وهذا الجيل هو الذي سيبدأ في إدارة الحكم والاقتصاد والاجتماع والثقافة في البلد. وفي عشر سنين من الآن سيكون عدد الذين ولدوا تحت حكم الملك عبدالله الثاني أكثر من 75 % من سكان المملكة، والباقون لن يشكلوا سوى 25 % من السكان على الأكثر وسيكون معظمهم متقاعداً.
ولذلك، فإن أولوية الحكم والاهتمام والتشريعات يجب أن توجه لجيل الإنترنت الجديد، والذي ما عاد يفرق كثيراً بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي. ولنا الخيار إما أن نعاملهم بالاحترام والتقدير والحنان الذي يتوقعونه منا، أو أن نقسو عليهم ونمعن في تغريبهم. إنه يلومنا على أننا سنخلّف له أوطاناً عربية مدمرة، مهزومة، ذات ديون عالية سيقوم هو بتسديدها، وسيبحث عن فرص عمل نحن ضيعناها. علينا أن نترك لهم فسحة التعبير ونتفاعل معهم. وهم يحنّون إلى ذلك ويريدونه.
يا سيدي صاحب الجلالة، هؤلاء أبناؤك الذين عاشوا تحت حكمك وفي كنفك هم الذين يحتاجون أن تتفاعل معهم، وإلا فإن قسونا عليهم بالتشريع فسيكونون أكبر ضحاياه....
لقد أظهر صاحب الجلالة من الصبر على الإساءة لأسرته الصغيرة ما تنوء به العصبة أولو القوة، وله منا كل التقدير والاحترام. ولكن الخشية أن ما سنشرعه لتنظيم الإعلام الإلكتروني سينجو منه الكبار، ويتحمل وزره الشباب، علماً أن أسوأ ما يقرأ على الإنترنت يأتي من كبار السن والمتقاعدين. فكيف نفعل هذا؟ ذلك هو تحدي التشريع المزمع وضعه.
يقدر عدد سكان الأردن في نهاية 2017 بعشرة ملايين حسب ما ذكره مدير دائرة الإحصاءات العامة الدكتور قاسم الزعبي بتاريخ 26/8/2017. وإذا صح الرقم، فإن عدد السكان لن يقل في نهاية العام 2018 عن 10.2 مليون نسمة. ويقدر عدد سكان الأردن ممن هم ما بين سن الخامسة عشرة والرابعة والعشرين بحوالي 2 مليون نسمة، أو ما يساوي 20% من السكان تقريباً.
هذا الجيل المولود بين السنوات 1994 و 2005 ويطلق عليه اسم (الجيل z) أو "الجيل زيد"، وأحياناً يسمى بـ "آي.جين"، اختصاراً لكلمتي "إنترنت جنريشن"، أو جيل الإنترنت. وهذا الجيل وُلِدَ وفي يدِهِ هاتف نقال وتعوّد على الكلام مع زملائه عبر الهاتف، ولديه حالة انفصام مع أهله، ويتعامل مع المنتجات الإلكترونية الحديثة مثل "الآي باد"، وَ "الحاسوب المحمول"، بمنتهى اليسر والسلاسة. ولغته مقتضبة ومختصرة، ولا يعرف الكثير من المجاملات. ويستخدم رموزاً وعبارات مُرَمّزة، وصوراً تجعل رسائلهم الإلكترونية أقرب إلى "حجر رشيد"، الذي كتب بالهيروغليفية، أو اللغة الفرعونية القديمة التي تستخدم الصور والإشارات والرموز بدلاً من الكلمات والأحرف.
ولذلك، فإن هذا الجيل يتواصل عبر الإنترنت تماماً مثلما يتكلم مع صديقه أو أخيه في المنزل، بلا مجاملات، بل ويستخدم ألفاظاً وصوراً يعتبرها الجيل السابق (جيل آبائه وأجداده)، نابية وخارجة عن العرف والمألوف والأدب.
وإذا ذكّره كبير بأن لغته فظة، وغير مجاملة، وأحياناً مهينة، فإنه ينظر إليه نظرة تمزج بين التعجب والتساؤل والغضب. ولنعترف أن (الجيل آي)، وآباءه تفرقهم لغة واحدة، وثقافة مشتركة بتصورات مختلفة، وبسلوك متغاير مع ما يريده الآباء لأبنائهم.
وما لم ندرك أن لهذا الجيل لغة مختلفة ومعايير مختلفة، فإننا لو طبقنا عليهم معاييرنا في الأدب والتواصل، واعتبرنا ما يقولونه تناحراً اجتماعياً، وخلقنا هذه الهوة بيننا وبينهم، فإننا سنخسرهم، وسنجعلهم أكثر غربة وانعزالاً عنا.
وإذا قلنا أن نسبة سكان الأردن الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وأربعة وعشرين عاماً يشكلون 50% من سكان الأردن، فإننا نتحدث عن جيل كامل لم يعرف ملكاً له إلا الملك عبدالله الثاني. فالذي ولد العام 1994 كان بين (4-5) سنوات من العمر لما تقلّد جلالته مقاليد الحكم وأقسم اليمين الدستورية ظهر يوم السابع من شهر شباط (فبراير) العام 1999. أي أن نصف سكان المملكة هم معاصرون للملك عبدالله ذاكرة، وحكماً، وحياة واعية. وهذا الجيل هو الذي سيبدأ في إدارة الحكم والاقتصاد والاجتماع والثقافة في البلد. وفي عشر سنين من الآن سيكون عدد الذين ولدوا تحت حكم الملك عبدالله الثاني أكثر من 75 % من سكان المملكة، والباقون لن يشكلوا سوى 25 % من السكان على الأكثر وسيكون معظمهم متقاعداً.
ولذلك، فإن أولوية الحكم والاهتمام والتشريعات يجب أن توجه لجيل الإنترنت الجديد، والذي ما عاد يفرق كثيراً بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي. ولنا الخيار إما أن نعاملهم بالاحترام والتقدير والحنان الذي يتوقعونه منا، أو أن نقسو عليهم ونمعن في تغريبهم. إنه يلومنا على أننا سنخلّف له أوطاناً عربية مدمرة، مهزومة، ذات ديون عالية سيقوم هو بتسديدها، وسيبحث عن فرص عمل نحن ضيعناها. علينا أن نترك لهم فسحة التعبير ونتفاعل معهم. وهم يحنّون إلى ذلك ويريدونه.
يا سيدي صاحب الجلالة، هؤلاء أبناؤك الذين عاشوا تحت حكمك وفي كنفك هم الذين يحتاجون أن تتفاعل معهم، وإلا فإن قسونا عليهم بالتشريع فسيكونون أكبر ضحاياه....
لقد أظهر صاحب الجلالة من الصبر على الإساءة لأسرته الصغيرة ما تنوء به العصبة أولو القوة، وله منا كل التقدير والاحترام. ولكن الخشية أن ما سنشرعه لتنظيم الإعلام الإلكتروني سينجو منه الكبار، ويتحمل وزره الشباب، علماً أن أسوأ ما يقرأ على الإنترنت يأتي من كبار السن والمتقاعدين. فكيف نفعل هذا؟ ذلك هو تحدي التشريع المزمع وضعه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو