بين الشتيمة و المديح

من أكثر الكلمات ارباكاً لي هي كلمة ( صعلوك ) ..فأنا أحبها و أحبّ أن أوصف بها إذا كانت تُخرِج النُّبل و الزهد و مقاومة الاقطاع و الحيتان ..وأحسبها كذلك و أحبها و تحبني على هذا النحو ..بل وأشعر أن بها مديحاً كبيراً يلحقني بعروة بن الورد أمير صعاليك العرب ..وبالشنفرى وتأبط شرّاً وغيرهم ممن ثاروا على فحش الحياة التي أخذت من الفقراء سعادتهم ..!اضافة اعلان

ولكن ..هناك من يعتبر كلمة ( صعلوك ) تساوي كلمة ( هامل وأزعر وبلطجي ) ..يعني من الآخر مسبّة فيها ( تطعيمة ) ..وهذه لا أريدها ولا أحبها ولا تحبني ..!
أنا صعلوك بأخلاق نبيلة ..لا أجور على فقير ..ولا أتنطع إلا لفساد ..ولا أقاوم إلا ما ومن يحرم الفقراء من تفاصيل نومهم ..! صعلوك أتبختر على عالم الفحش هذا ..أرد كيد هذا و أضحك على لعثمة هذا و أستقيم إذا ما جاء الحق فأخرس و أقف تلميذاً عند قدميه..
و الدروب التي تحمل صعاليك هذه الأيام ..تعلم أنها تطوي بين ثناياها قلوباً تجهش بالبكاء أكثر من قسوتها على وجع اللحظة ..لأن دروب الصعاليك لا يسير بها إلا فارس تقدّم قومه وإن أنكروه ..أو نبيل فاز بالأخلاق و إن أوسعوه شتماً وجعجعة ..!
اللهم إني راضٍ بصعلكتي .. وغير راضٍ عن صعاليك مدعين ..ركبوا الدرب والدرب يهزأ بهم ..لأن من شروط الصعلكة رضا الصعلوك والدرب عن بعضهما ..! وسأبقى ألعن الفحش وإن أغرقني بنعيمه ..!