الخميس 2024-12-12 12:37 ص
 

بين مشهدين

09:35 ص

البارحة وقفت , على الصراف الالي ...وكانت هناك سيدة تقف أمامي , لم يكن أحد سواي خلفها , وقد وقفت منتظرا أن تنهي عملية السحب حتى يأتي دوري .اضافة اعلان

كانت تضع البطاقة ثم تخرجها , ويبدو عليها الإرتباك والقلق , وبين كل عملية وأخرى تجري مكالمة , مع ياسمين ..وأنا لا أعرف من هي ياسمين ؟ وثمة قسم وعتب ..وحشرجات في الصوت , ويبدو أن الرصيد خال تماما , ولكنها مصرة على إعادة المحاولات , وكان بودي أن اقول لها أن البشر يخطئون ولكن الماكنات لاتخطيء ...
في النهاية صادر الصراف الالي بطاقتها , وتعطل ...ووقفت ع الباب , ويبدو أن دمعة سرقت اللحظة والموقف وسالت على خدها ...
دخلت إلى البنك لاسحب بالطريقة اليدوية , وهي دخلت خلفي بكل حزنها وقلقها واقتربت من موظف (الكاش) , وتجاوزت الدور وسألته عن الدعم ..أعطته هويتها وطلبت منه أن يستفسر .
تبدو أنيقة وجميلة , وأظنها موظفة في القطاع العام ..وفي لحظة ترقب أخبرها الموظف , أن الدعم لم يصل بعد ...وغادرت تحمل حزن الدنيا كله على جبهتها
خفت أن اسألها وأنا غادرت وأتجهت إلى (مول) قريب , وعلى (الكاش ) الخاص بالمول جاءت سيدة تتحدث بلهجة عربية ومعها أطفالها (وعربة) محملة بجميع أنواع الأغذية , ثم تقدمت من (الكاش) وكان ثمن ما اشترته (77) دينارا ...وكل ما فعلته هذه السيدة هو قيامها بإخراج مجموعة من كوبونات اللاجئين والدفع ..ثم المغادرة ....
بين المشهدين احترت ..الأول بنت أردنية , يفوح عطرها وجمالها ..وتبكي في لحظة قلق لأن الراتب نفد والدعم لم يصل بعد , ويبدو أنها محتاجة للمال ..وبين لاجئة عربية ...إشترت كل شيء , بما فيه (نكاشات الأذن) , و ( الأكتيفيا) مهضم الطعام ...ورمت كوبوناتها وغادرت المكان وهي تمضغ العلكه .
نحن نتعب ونشقى كي نحصل على مال من الدولة , بالمقابل اللاجيء حين يأتي فهناك منظمات تتبناه وسفارات تدفع له , وكوبونات تصرف وتأشيرات تمنح ...
بين المشهدين أمس صدقوني أنني احترت , هل وصلنا لمرحلة ننتظر فيها دعم الخبز ...في حين أن الاخر يدفع له من هبات لم يتعب بالحصول عليها ...
جرحتني دموع تلك البنت , ولا أريد أن اعاتب حكومة أو وطنا أو مؤسسات كل ما أريد أن اقوله ....يكفي إلى هنا ويكفي .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة