تأجيل فتوح المدارس

انتهى العيد وانتهت معه آلام كثيرة وإن كانت آثارها مستمرة للآن..وبدأنا شوطاً جديداً من الألم (فتوح المدارس)..! تخوزقنا في العيد وأكلنا الخازوق تلو الخازوق وابتسمنا وادعينا الفرح والخوازيق عاملة عمايلها فينا ومع ذلك قمنا بالتمثيل جيداً حفاظاً على هيبة العيد ..! كلّ عيدية اعطيناها كان قلبنا يتفطر..كلّ مشوار ذهبناه تحت غصب العيد من أجل كلمتين: كل عام وأنتم بخير..فعلناه ونحن لسنا بخير..ومع ذلك (جمطناه ) وبلعناه وشربنا وراءه كميّات مهولة من الـ(...)..!اضافة اعلان

أما الآن..وقد صار وجهنا للحيط.. وأيادينا تحلف أيماناً بأننا (كما خلقتني يا رب)..! الآن ..وقد استعدت المدارس لنا..وأطلقت علينا غولها الذي لا يرحم..كيف سنقنع هذا الغول بأننا بعنا الحديدة وما تحت الحديدة؟ كيف سنقنع الزمن بأننا (بح..أبيش)..بأننا (معناش) ..بأننا مستسلمون لقدر الله..!
فتوح المدارس..هو فتح في رأسنا..وفتح في قلبنا..هو سبب رئيسي لأمراض السكري والضغط والجلطات الفجائية والشلل و المغص الذي لا ينتهي لا بفوار ولا بشيح ولا بميرميّة..!
مصاريف ( الفتوح) الآن هي أقوى من الضرائب وأمضى من السيف البتّار وأوجع من زحلقة في البرد فوق شفرات من أعلى قمة جبل حتى قعر الوادي..!
اعتذر منكم جميعاً لقساوة التعابير؛ أعتذر للتذمر والشكوى..أعتذر لكل وجع قد تسببه لكم كلماتي..أعتذر عن سوادي وعن صراخي بهذه الطريقة غير المؤدبة..اعتذر عن كل ما شئتم ولكن: ما الذي يمكن أن يفعله ربّ أُسرة الآن في القرية والمخيم والبادية وهو يصارع ليل نهار كي يستر عيوبه أمام أبنائه فقط..؟ ما الذي يمكن أن يفعله فاقد الشيء لـ(فتوح) تطلب منه كلّ الأشياء..!
يا سادةُ؛ يا أصحاب القرار: هل بإمكانكم تأجيل فتوح المدارس حتى نزول الراتب..؟ أو تقرضونا قرضاً (سيئاً) نغطّي فيه عوراتنا التي بدت في منتصف العيد ولم تتغطَّ بعدها..؟؟!