الخميس 2024-12-12 01:23 ص
 

تباً لك أيها الجنرال

08:52 ص

الانظمة الشمولية تقدح الناس في سمعتهم وحياتهم، وتخترع لهم تهما ثورية، لايسأل احد عن مصدرها، ولا كيفية اطلاقها، فالمهم ان تكون التهمة ثورية تليق بالذي اطلقها، وبذاك الذي تلقاها، ولاتجعل هناك مكانا للعقل، لمجرد التفكير.اضافة اعلان

في الخامس من آذار هذا العام كتبت مقالا بعنوان « لماذا لاتكبر المملكة» معتقدا وجازما ان المملكة سوف تتوسع وتكبر وتضم اراضي من غرب العراق وجنوب سورية ومناطق اخرى، جراء انهيار هذه الدول، فتنطح لي السفير السوري المطرود من عمان، والمعتزل في دارته في سورية العزيزة، بردوده السمجة والباردة، فلم ينس السفير خلفيته الامنية كضابط مخابرات وجنرال في المؤسسة الامنية السورية.
عدت يوم الرابع عشر من شهر حزيران، اي قبل يومين، وكتبت مقالا بعنوان « مملكة عربية جديدة عاصمتها عمان» فتنطح لي السفير العاطل عن العمل، والملقب سابقا بمؤدب الرئيس، لكونه اسهم والحمد لله في تربية الرئيس بشار الاسد، وقدحني بكلام سافل على شاكلة صاحبه، قائلا انني منبهر بإسرائيل، لانني تحدثت بذات فكرة المقال السابق المنشور في آذار، اي انني مع مشروع لتكبير المملكة وحماية عرب سورية والعراق من السنة، ومن القوميات والاديان الاخرى، الذي يتعرضون لاضطهاد بالغ، مبررا وجهة نظري بتفاصيل كثيرة، اقلها ان المنطقة تحت اعادة الصياغة.
عاد السفير كعادته، شاتما اياي قائلا انني منبهر بإسرائيل، ولاتعرف كيف زج بإسرائيل في كل القصة، وماعلاقتي انا بإسرائيل التي خدمها هو وجماعته في كل مكان من لبنان الى فلسطين مرورا بسورية التي هدموها على رأس اهلها، تحت عنوان التصدي والصمود، وهو عنوان اختطف سورية وأهلها عشرات السنين، وحّول سورية اليوم الى مقبرة قومية، يعشش فيها أمثال هذا السفير المذعور من المستقبل.
لايستحق السفير الكثير من الرد والاهتمام، وكل اولئك الذين يطبلون اعجابا بكتاباته هم على شاكلته اساسا، اناس شربوا دم السوريين، ويخافون على انفسهم من ساعة الحساب، ومن يوم سيأتي سينال كل واحد فيهم حصته من كتابة التقارير بأمه واخته وشقيقه وجاره، وحصته ايضا من المسؤولية عن القتل والدم والوشايات الثورية.
اما اسرائيل، فلاعشنا ولا عاشوا اجدادنا حتى ننبهر بها، لكنكم وحدكم الذين وضعتم شعب سورية، وفلسطيني سورية وشعب لبنان ايضا في محنة كبيرة، اوصلت بعضهم الى اعتبار اسرائيل اكثر اخلاقية منكم، برغم موروثها في القتل والاحتلال، وتكفينا صورة العجوز الفلسطيني التي تعيد قناة الجزيرة بثها، اذ يقول العجوز في مخيم اليرموك...»خذونا الى اسرائيل»....فيالها من محنة اخلاقية كنتم انتم صناعها، وخدما في بلاط الصهيونية.
ان كان احد يخدم اسرائيل، وخدمها تاريخيا فهو انتم فقط، بكل هذه الاستباحات لدماء اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، ولو كان نظام دمشق الرسمية مهددا لاسرائيل لما بقي طوال العقود الفائتة، لكنه كان حافظا لامنها، خادما لها.
لعل اهم فرق بيني وبينك شاكلتك..ان عنقي لايحمل خطايا الناس، فيما عنقك ثقيل جدا بآلام السوريين الذين عذبتهم في عملك الامني، وبضياعات السوريين لاحقا في هذه الدنيا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة