السبت 2024-12-14 03:23 م
 

تبرعات استعراضية

04:27 م

مؤتمرات المانحين للشعب السوري والدول التي تحملت اعباء ازمتهم فيها مواقف جادة تستحق الشكر ، لكن فيها تبرعات وأرقام لاتصلح لاغاثة أسر منكوبة او تمويل جمعية خيرية نشيطة وبخاصة عندما تكون هذه التبرعات من دول مقتدرة جدا وبعضها أنفق مواقف سياسية وعسكرية كبيرة ومكلفة لاسقاط النظام ، لكنها عندما يكون الامر متعلقا بكلفة الحرب التي اشعلوها وزودوها بكل انواع المقاتلين بمن فيهم قوى التطرّف نسمع عن ارقام تثير الحزن وربما لا يراها بعضهم كافية لو أراد ان يشتري يختا او قصرا في احدى عواصم العالم الاول.اضافة اعلان

لن نتحدث عن بقية الدول لكن الاْردن بلد يستضيف حوالي مليون ونصف شقيق سوري ، والكل اصبح يعرف ماذا يعني هذا من اعباء على كل شيء في الاْردن ، ونحن لسنا من الدول التي أشعلت النار في سوريا ، ولم تكن حدودنا ولا اموالنا تقدم تسهيلات لادامة سيلان الدم السوري ومعه ملايين المشردين ، ولهذا فالازمة السورية ازمة العالم وبخاصة الدول التي كانت ومازالت شريكا في تلك الحرب بل وفي استيراد التطرّف من كل مكان الى حدودنا ، وواجب العالم وهؤلاء ان يقدموا ما عليهم ليس صدقة على الشعب السوري وعلى الاْردن بل جزء من واجبهم ، ولهذا فازمة من هذا الحجم لايكفي فيها من البعض حملات اغاثة تقدم مواد غذائية وصوبات وبطانيات وصناديق التمر بمبالغ لاتزيد عن عشرات الملايين مع ان هذه المبالغ رمزية امام ما تم دفعه وماهم مستعدين لدفعه ثمنا لاسلحة او تجهيز تنظيمات تقاتل النظام ، ليدفعوا لمن يشاؤون لكن عليهم ان يدفعوا ماعليهم من واجب لتمويل مساعدة الشعب السوري والدول التي تحملت عبء حروبهم ، لكن اللجوء الى التبرعات الاستعراضية والارقام الرمزية قياسا لحجم الاعباء امر يكشف اولا حقيقة المواقف.
كما اشرت هنالك دول تؤدي واجبها وتستحق الشكر لكن هناك دول ترى نفسها مهمة وتخوض الحرب ضد النظام بكرم لكنها مقصرة في اداء واجبها رغم انها تتحمل مع النظام ودوّل عديدة مسؤولية استمرار الدم والتشريد وتزايد اعباء الدول المستضيفة.
اذا كنّا اليوم لا يصلنا الا اقل من 40 % مما يجب فكيف سيكون الحال بعد خمس سنوات ، وربما حتى التمر والصوبات لن تصل للسوريين ولا لغيرهم لأن الحماس سيضعف والملل سيصيب الجميع ولن يبقى الا الاعباء التي نحملها.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة