تبرع

قدم زياد المناصير (5) ملايين دينار لإعمار الأقصى, كان بإمكان زياد المناصير مثلا أن يبني مسجدا, في أطراف عمان ويضع عليه اسم (مسجد زياد المناصير).. ويجهزه بكامل شروط الراحة.. ويقوم بدعوة كبار المسؤولين للصلاة فيه , ومن ثم يحضر التلفزيون ويبث صلاة الجمعة منه.. ويؤكد الخطيب على أهمية إعمار بيوت الله ويوجه شكره للمناصير , لكنه لم يفعل ذلك بل قام بدفع المال مباشرة للمسجد الاقصى , وبدلا من ذلك بنى شركات ومصانع يعمل بها «أردنيون».اضافة اعلان

الأثرياء لدينا سواء كانوا مسيحيين أم مسلمين , لديهم عقلية مختلفة .. فأنت تجد مسجدا عائليا , في عمان وغيرها.. بأسماء أشخاص (منهم أموات ومنهم أحياء).. وكنيسة مكتوب على بابها : تبرع ببنائها السيد فلان.
دور العبادة , يعلو فيها اسم الله فقط ومن الممكن أن نطلق عليها أسماء الشهداء .. وأسماء الرموز المسيحية أو الإسلامية , وأسماء القادة العظماء .. ولكن أن ترتبط بأسماء عائلات ومستثمرين , وتجار .. فهذا أمر لا أجده مستساغا .
حين تذهب أموال المسيحيين , لترميم كنيسة القيامة , ولدعم صمود الراهبات ورجال الدين هناك, سيكون لها جدوى.. وحين تذهب أموال الأثرياء المسلمين , لدفع رواتب المرابطين في الأقصى.. ولترميم كل قطعة فيه سيكون لها جدوى أكبر أيضا.. وحين تذهب تلك الأموال أيضا , لتثبيت المنازل .. في القدس, ولمنع بيعها , أو الإستيلاء عليها بقرارات جائرة.. سيكون لها مردود أكبر .
في عمان تجد الكثير من المساجد التي سميت بأسماء عائلات , وفي المغطس أسماء المتبرعين محفورة بالرخام على جدران الكنائس , والبنادق الإسرائيلية ..في القدس تريد أن تلتهم كل صليب وكل هلال , وتحلم بهدم جدار كل كنيسة وكل مسجد.. وعلينا أن ندرك , في لحظة .. أن دور العبادة التي تبنيها العائلات في عمان .. الأولى أن توجه للأقصى , أولى القبلتين وثالث الحرمين .. فهذا العمل أولى من التسميات العائلية .
زياد المناصير .. ربما التقط المشهد مبكرا.. وأظن سلوكه يجب أن يكون قدوة لاصحاب المال لدينا.. صدقوني , أن كل قرش يدفع لثبيت كنائس ومساجد القدس .. أولى بمليون مرة من بناء مسجد عائلي هنا أو كنيسة هناك.
كنائس القدس والمسجد الأقصى ..ليست دور عبادة فقط , بل هي عروبتنا ووحدتنا وهي روح فلسطين.. وقلبها النابض , لهذا علينا دعمها .. والأقصى ليس للمسلمين وحدهم , بل ما أطلقه بطريرك القدس مؤخرا من نداء مؤلم .. هو رسالة أيضا للمسيحيين , كي يدافعوا عنه وينتصروا له .. ويتبرعوا له وللكنائس هناك .