الجمعة 2024-12-13 12:55 م
 

تخفيض أسعار العلكة .. ويا جمل ما يهزك نفط

11:53 ص

يمتاز الجمل -سفينة الصحراء- بقدرته الفائقة على تحمل الجوع والعطش، فيلجأ من أجل ذلك الى الاجترار من مخزون أمعائه الذي أدخره لتلك الظروف الصعبة، حتى أن الطفل الصغير يظن أن الجمل يلوك (علكة) ولكن السؤال الذي يحيرني ما الذي سيفعله الجمل حين يستنفد مخزون أمعائه قبل أن يصل حظيرته؟اضافة اعلان

والاردني جمل منذ ولادته بل ومنذ وقبل تأسيس الامارة.. حمل وتحمل وصبر مع نفسه وعشيرته وأمته.. صبر على نكبات الامة وعلى ظلم ذوي القربى.. صبر على الحدود والتأشيرات المقننة عليه وغير مقننة ومفتوحة على العمالة الاسيوية والغربية من كل حدب وصوب.. وصبر وشكر على المساعدات وتمنن البعض واشتراطات غيرهم.. ووقف وأخلص حارسا لنعم الاخرين وأشترى منهم كما يشتري الغرباء لا كما يشتري أبناء العمومة من عشيرتهم وشركائهم في الدم، وما يفصل بينه وبين بحر النفط غير بحيرة الرمل.. فمن يشرب بحر النفط اذا تناثرت بحيرة الرمل في الهواء؟
وفي الثمانينات وصل الاردن الى ما وصل اليه الان من ضائقة أقتصادية ومالية فوقف المرحوم جلالة الحسين بن طلال في مؤتمر قمة بغداد يشرح الوضع ويحذر من انهيار الاردن قائلا (سيذكرني قومي اذا جد جدهم) فأجابه الشهيد صدام حسين وكان العراق في ضائقة مشابهة قائلا (نحنا ندفع بالقدر للأردن) أي نقدم (القدر) الذي نطبخ فيه طعامنا للأردن اذا لم نجد ما نعطيه.. فمن يدفع اليوم (قدر) طعامه للأردن لا بل من يدفع اليوم من فائض خزائنه المتخمة قبل أن يأتي يوم يقولون فيه (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) ؟
الاردن أيها العرب من المحيط الى الخليج ليس ليبيا على تخوم الصحراء الافريقية، وليس اليمن على شواطئ المحيط وانما الاردن هنا القلب النابض أمام واجهة التوسع الاستيطاني الصهيوني.. الاردن هو الجدار العازل بين الامن والفوضى، ومن يترك ستره وغطاه فليذق طعم الخوف ولسعة العري،، الاردن قلب الامة كما تقول خريطة الوطن العربي وكما يقول العارفون بالسياسة والكياسة وقراءة المستقبل وأستشراف أحداثه.
أما أنت أيها الشعب الاردني الكبير الصبور فما كنت ولن تظل الا قابضا على الجمر، ولن تتخلى عن عقيدتك ومبادئك وصون وحدتك ومؤسساتك وكيانك السياسي.. نغضب نعم.. نحتج هذا حقنا.. ولكننا نظل أسرة واحدة تتكاتف في الملمات وتتقاسم كسرة الخبز اليابس.
وسنضع الموسر منا أمام مسؤولياته عن جاره الفقير،، ونحمل الشيخ والمريض على أكتافنا الى المصحات اذا لم تجد سياراتنا وقودا للسير في الشوارع، واذا لم تجد حكومتنا ما تفعله.. لمواجهة الاشقاء بمسؤولياتهم فسنطالبها بتخفيض أسعار (العلكة) حتى يخال للغريب الشامت أننا نأكل وأن مخزوننا من الكرامة يفوق مخزون جمل الصحراء من الطعام.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة