ما كان قيد التخطيط والعمل السِريّ، بات مكشوفاً واتضحت طبيعة المخطط الشيطاني الذي عكفت عليه الدوائر السياسية والاستخبارية التركية، منذ اندلاع الحرب على سوريا وفيها.عندما تحوّلت تركيا'معبَراً'لجماعات الارهاب والتخريب والتكفير ومنظمات الإجرام الدولية، التي ليست سوى بنادق للإيجارفي خدمة من يَدفَع.بعيداًعن اي قيم او مبادئ اخلاقية او دينية او انسانية.
تبدّى ذلك ايضا في'الجيوش'والمنظمات التي استولدتها الدوائر الاستخبارية الغربية وبعض العربية ودائماً التركية، كي تُبقي على الحريق السوري، وكي تشقّ الطريق لترجمة الاطماع التي داعبَت حكام انقرة، الذين لم يتردّدوا في الكشف عن اهدافهم باستعادة امجاد اجدادهم العثمانيين والسلاجقة، وخصوصا رغبتهم الجامحة بتعديل اتفاقية لوزان (عُقدَت في 24/7/1923) والتي رغم تلبيتها رغبات مصطفى كمال اتاتورك، (الرافض معاهدة سيفر في العام 1920)عبر ضم مناطق سورية واسعة لجمهوريته الوليدة، مثل مرسين وطرسوس وأضنة وعنتاب وكلّس واورفة وديار بكر (دع عنك لواء الاسكندرون)، الا ان زعيم حزب العدالة والتنمية يرى ان حدود تركيا الحالية ليست 'عادلة'، وان حدودها يجب ان تصل الى خط (حمص – الموصل)،وهو طموح عدواني لم يتخلّ عنه اردوغان ويدعو لتحقيقه بأي وسيلة اواسلوب. وجاءَت الازمة السورية فرصة لتحويل الحلم لحقيقة، ولهذا انخرط وبلاده في مشروع تدمير سوريا وإسقاط دولتها ودورها وموقعها الجيوسياسي بحماسة، فاقت الحماسة المَرضِيّة التي ابداها بعض العرب.
كانت'حلب'المدينة والتاريخ والحضارة والموقع الاستراتيجي، هي الجائزة الاولى وربما الكبرى التي سعى اردوغان للفوز بها. ومخابراته هي التي اوجدت الجيب الإرهابي الخطير في شرقِها، لكن الشهباء بدت عصية على المشروع التركي وتحرّرت حلب قبل عام ونصف. لهذا انتقل الاتراك الى'الخطة ب'ووجدوا ذريعة في القوة المفاجِئة التي ظهرت عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بأغلبيتها الكردية، التي لقيت احتضانا ودعما اميركيا مفتوحا، وراحت انقرة تناور في كل الاتجاهات وتُجرَّد حملات عسكرية ذات عناوين وتسميات مُضلِّلة من قبيل'درع الفرات'و'غصن الزيتون',متكئة على تفاهمات استانا وصيغة الدول الضامنة الثلاث، التي انبثق عنها مفهوم مناطق'خفض التصعيد', لتُسفِر اجتياحاتها ليس فقط عن احتلال مناطق شاسعة من الشمال السوري وآخرها مدينة عفرين واريافها، بل ووضع يدها بالتعاون مع هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على كامل محافظة إدلب، ولم تقم بتنفيذ المهام التي اوكلت اليها بتنظيف المحافظة من الارهابيين، بل عمّقَت تعاونها معهم وابقت عليهم ذخراً استراتيجياً، لما كانت تخفيه سِراً وهو مشروع'تتريك شامل'لإدلب المدينة والارياف، وهو ما يتجلّى في عملية عزل المحافظة عبر الجدران الاسمنتية الجارية باندفاع هذه الايام وبالتعاون مع هيئة تحرير الشام. بهدف قطع الطريق على الجيش السوري الذي لا يُخفي خطته الرامية لتحرير ادلب بعد الانتهاء من تنظيف محافظتي درعا والقنيطرة من دنس ورجس الارهابيين.
وكالات الأنباء وخصوصاً المرتبطة بالارهابيين، نشرت صوراً لـ(360) شاحنة تركية بمقطوراتها تحمل كل منها ثلاثة قواطع لجدران اسمنتية، اقتربت الاثنين الماضي من الضفة التي تقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة من معبر (العيس – الحاضر) في طريقها الى نقطتي المراقبة التركية في ريفي ادلب الشرقي والجنوبي، لبناء جدران عازلة تفصلهما عن مناطق سيطرة الجيش السوري. وثمة مؤشرات ميدانية ولوجستية تشي بأن الهدف من تسيير هذا الاسطول الضخم من الشاحنات والمقطورات، ليس بناء جدران عازلة حول نقاط المراقبة التركية (عددها 12) بل 'بناء جدار عازل يُحيط بكامل محافظة إدلب، تمهيداً من انقرة لـ(ضَمّ) إدلب لولاياتها او حمايتها من عملية مرتقَبة للجيش السوري لطرد الارهابيين منها'وفق صحيفة الوطن السورية.
تركيا اردوغان لم تُبدِ منذ وصل حزب العدالة والتنمية للسلطة قبل ستة عشر عاماً حتى الان,حماسة لبناء جسور الصداقة وحسن الجوار مع احد، بقدر ما سعت للهيمنة. واذا ما اعيتها الحيلة فإنها تُسارِع لبناء الجدران وتتمتّرَس في خنادق الاستعلاء. ولعل تلويح الرئيس التركي في مكالمته الهاتفية الاخيرة مع الرئيس الروسي: بان'هجوم الجيش السوري على ادلب، سيُسهِم في تدمير (جوهر) اتفاق استانا'، يكشف حجم وخطورة المشروع التركي في الشمال السوري. وهو ما تجلّى ايضاً في رفض انقرة الحاسم لسيناريو'المُصالَحات'في إدلب.
لكنهم (الأتراك).. عبثاً يحاولون, ولن يحصدوا غير الفشل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو