تسوّس الأسنان .. في رمضان

الوكيل - نقابة أطباء الأسنان الأردنية
د. معين حداد – رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية - يحتاج الصائم الى عناية خاصة بصحة فمه وأسنانه أكثر من الشخص غير الصائم, لأن بقاء الانسان بلا طعام فترة طويلة يؤدي الى تخمرات لبقايا الطعام إذا لم تنظف الأسناناضافة اعلان

«أحد أهم أسباب تسوس الأسنان في رمضان هو الإفراط بتناول المأكولات الدسمة والمشروبات الغازية الخفيفة التي تحتوي على نسب عالية من المواد السكرية».
تناول تلك المشروبات بعد وجبة الافطار بكثرة يجعل من الفم أكثر حموضة وبالتالي يخفف من كثافة طبقة المينا التي تحمي الأسنان. ويؤدي تناول الحلويات بكثرة بعد وجبة الافطار, إلى السماح للسكاكر بالنفوذ والتموضع في اللويحة الجرثومية.
ثم تتعرض السكاكر للتخمر بفعل الجراثيم وينتج عنها الحموض الضارة التي تقوم بتخريب ميناء السن وإحداث النخر (التسوس).
تؤثر حالة أنسجة وبنية الفم في الحالة البدنية العامة، والقدرة على المخاطبة، والمظهر والعلاقات العامة, وتحافظ الاسنان السليمة على سلامة الجسم, وتحقق الصحة والحيوية أثناء شهر رمضان.
وينصح الخبراء بمضغ العلكة الخالية من السكر بعد الافطار, لانها تعتبر عاملا فعالا لمنع تسوس الأسنان, وخصوصا لدى الاطفال الصائمين. فهناك مكونات في العلكة تساعد على التقليل من البكتيريا الضارة في الفم والتي ترتبط بزيادة التسوس .
وتعتمد صحة الفم والاسنان واللثة خلال الصوم كثيرا على عدد المرات التي يتم فيها تنظيف الأسنان بالفرشاة (او السواك) وتنظيف ما بين الأسنان بالخيط بعد الافطار وخلال الليل وبعد تناول وجبة السحور.
ولا ننسى أهمية تنظيف اللثة والاسنان بعد الافطار والسحور مباشرة باستخدام الفرشاة والمعجون .
واستخدام خيط الاسنان يوميا بعد الافطار لتنظيف ما بين الاسنان حيث ان شعيرات الفرشاة لا يمكن ان تصل الى هذه المناطق.
«تؤدي تخمرات بقايا الطعام الى تولد رائحة مزعجة, ويصاب الشخص بتسوس الاسنان والتهاب اللثة».
من جهة اخرى أثبتت البحوث والدراسات الحديثة أن السواك يقضي على ميكروبات الفم والأسنان المسببة لالتهاب اللثة وتسوس الأسنان, ويستطيع الصائم استخدام السواك قبل الافطار.
وفي هذا الخصوص نؤكد: يحتوي السواك على مادة الفلورايد, كما أنه يزيل الصّبغ والبقع لأنه يحتوي على مادة الكلور, ويحتوي على مادة (السليكاز) التي تبيض الاسنان. ويمنع تكوّن الرواسب الجيرية, ويحمي الأسنان من البكتيريا لاحتوائه على مادة الكبريت، كما أنه يفيد في التئام الجروح، وشقوق اللثة، ويساعد على نموها نموًّا سليمًا.
عدم تنظيف الفم والأسنان واللثة بعناية بعد تناول أول وجبة طعام ،يؤدي في نهاية الأمر قبل موعد النوم وبعد السحور إلى التصاق أعداد كبيرة من البكتيريا بأسنان الصائم طوال النهار. وعندما تتجمع اعداد كبيرة من البكتيريا على جهة معينة من الأسنان، ستشكل صفائح بكتيرية (بلاك). والبلاك عبارة عن غشاء لزج من البكتيريا يهاجم الاسنان، وتتشكل البكتيريا من بقايا الطعام على الاسنان وتؤدي لتآكل سطح ميناء الاسنان ومن ثم لتسوّسها.
وإذا كان الصائم يستخدم طقماً صناعياً ينبغي اخراجه من الفم عقب وجبة الافطار, وغسله جيداً بالماء والصابون باستعمال فرشاة أسنان خشنة حتى يمكن إبعاد كل فضلات الطعام الملتصقة بالطقم الصناعي.
وعند النوم يجب الاحتفاظ بالطقم - عقب غسله - في كوب خاص به بعض الماء العادي وبضع قطرات من إحدى المواد التي تستعمل في مضمضة الفم.
وفي نفس السياق أوصى خبراء تغذية بتناول الزبيب لاحتوائه على مركبات طبيعية تساعد في مكافحة بكتيريا الفم المسببة لتجاويف الأسنان وتسوسها والإصابة بالتهابات اللثة.
وقام أطباء الأسنان بإجراء عدد من التحليلات الكيميائية لتحديد خمسة مركبات نباتية في أنواع الزبيب الخالية من البذور, وهي حمض أولينوليك, ومادة «أولينوليك آلديهايد» ومركب «بيتيولين» وحمض «بيتيولينيك» ومادة «5-هيدركسيميثل فرفورال». ولاحظ الخبراء أن هذه المواد أعاقت نمو سلالتين من بكتيريا الفم المسببة لتجاويف الأسنان, والبكتيريا المسببة لأمراض اللثة وما حول الأسنان, مشيرين إلى أن تلك المركبات كانت فعالة ضد الجراثيم بتراكيز تراوحت بين 200 - 1000 مايكروغرام لكل ملليلتر.
وللمحافظة على صحة الفم والاسنان لابد من الاكثار من السوائل وتناول الاطعمة المتنوعة والمفيدة كالخضار الفواكه وغيرها من الاطعمة التي تمد الجسم باحتياجاته من العناصر الغذائية وتقيه من تسوس الاسنان واضطرابات اللثة التي لا يقتصر ضررها على الاسنان فحسب وانما على الجسم بشكل عام.