الأربعاء 2024-12-11 06:40 م
 

« تصحُّر « عاطفي

07:52 ص

«دق الحزن بابي، دمعي فتح له الباب .مني خذ احبابي ما ظل عندي حباب»

.. زارني السيّد الحزن هذا العام كثيرا وألحّ عليّ بأن أستقبله في بيتي .كنتُ مترددا في البداية ورافضا خلال الزيارة الأُولى. لكنه كان أقوى منّي. واستغلّ حساسيتي العالية والتي باتت ماركة مسجّلة باسمي.
كنتُ أراود الحُلُم مرات ومرات. وكنتُ أبحثُ عن فرحي الذي سرقه مني السيّد الحُزن. وكانت النساء تعبر سمائي وأرضي دونما التفات ودونما توقف.

اضافة اعلان


كنّ يحاذرن تناول القهوة معي، ويتركن صباحاتي بلا همسة ولا حتى التفاتة .
ومثل سجين،بقيتُ أعدّ الأيام والليالي علّ العام يجرّ أذياله وخيباته من تحت جلدي.
انشغلتُ بالورق وما قاله المفكرون القدماء.كنتُ أواسي نفسي بأحداث عبرت وحضارات مضت. وكنتُ أُداري سَوْأة روحي بتذكارات المرأة التي تصرّ على غيابها.


أمس،رأيتُ فيما يرى النائم،غُصنا يلوح بفاكهة حمراء. وثمّة غيمة تغازل قلبي من بعيد. لعلها أشفقَتْ عليه من زمن اليباس. صرتُ أعصرُ فرحا،وأستزيد. والغيمة تحاول الإفلات من بين جوانحي. وأنا أتشبّثُ بأردانها.
قلتُ أيها الحزن، متى يحين وداعك ؟.
ظلّ صامتا وكأني أقصد سواه.


جاءت طائرته في موعدها.ورأيتُ تذكرة الرحيل تلوح كما رعشة الفؤاد. صرختُ في منامي ياربّ حرّرني منه فقد سرق مني البهجة. ورأيتُ طواويس و زَرافات و ثعالب و ذئاب تدور حول غرفتي. وثمّة أفعى تُناور للفتك. أمسكتها من فمها، وبقوّة استثنائية،أمسكتُ بقرون الذّئب فصار يعوي. عندها أدركتُ أن السيّد الحزن يجمع أفراد عائلته ويهمّ بالمغادرة.
قلتُ أقبضُ على لحظة الفرح.


شربتُ قهوتي وتلقفتني الشوارع. صارت بيتي،وصرتُ ابنها. هي الشوارع ،حين تبوح لي بأسرارها. هي أُنثى الفراغ، وكتاب التناقضات والناس من مختلف الأمزجة. عادة ما أتلقّفُ نسمة فرح من التفاتة عابرة. أو من شغب طفلة تداعب دميتها في المقعد الخلفي لسيارة والدتها الحسناء. او من ضحكة صغير تعلّقت عيناه بيافطات الوجبات الجاهزة. أبحثُ عن فرحي الخاص. أجدني أقترح لنفسي حكاية حب مع امرأة.. افتراضية .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة