الجمعة 2024-12-13 07:27 ص
 

تفاؤل دولة الرئيس.. والتجربة الألمانية

10:50 ص
بدا دولة الرئيس عمر الرّزاز متفائلا وهو يتحدث عن أولويات عمل الحكومة للفترة المقبلة، والتي استمدت من كتاب التكليف السامي، وعلق بعضهم على هذا التفاؤل أنه مجرد إبرٍ للتخدير.اضافة اعلان

والحق أنّ على المسؤول أنْ يتحلى بالتفاؤل والأمل، كي يرفع الروح المعنوية للشعب، ولا يزيد من همهم واكتئابهم، لكن بشرط أن يكون واقعيا لا حالما أو مثاليا، وعندها سيكون التفاؤل في مكانه الصحيح.
عندما هزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وقّعت معاهدة (فرساي) التي عُرفت بمعاهدة العار؛ لأنها تسببت في إذلال ألمانيا، حيث حملتها مسؤولية الحرب، وفرضت عليها تعويض الأطراف المتضررة ماليا، ووضعت قيودا قاسية على الآلة العسكرية الألمانية، وكان ذلك في عام 1919م، وقد بلغت الخسائر البشرية الألمانية أرقاما كبيرة، حيث بلغ عدد القتلى (1,7) مليون، والجرحى (4,2) مليون، والأسرى والمفقودين (1و1) مليون. وعلى الرغم من ذلك قال أحد أعضاء الوفد الألماني لوفد الحلفاء: «سنراكم مرة ثانية بعد عشرين عامًا»، هل هذا تفاؤل أم إبرُ تخدير؟
وفي عام 1939م، أي بعد عشرين سنة فقط، وقفت ألمانيا على قدميها وخاضت الحرب العالمية الثانية، وتحقق كلام عضو الوفد الألماني المحترم وخاضت ألمانيا حربا ضروسا لم يشهد لها التاريخ نظيرا، لكنها هزمت مرة ثانية بعد أن وضعت الحرب أوزارها عام 1945م، وكانت خسائرها هائلة، حيث يقدر عدد القتلى بـ (5,3) مليون شخص، بالإضافة إلى تدمير المدن الألمانية، واستهداف البنية التحتية للدولة. لكن ماذا فعل الألمان؟ خرجت الألمانيات إلى الشوارع وكتبن على الجدران عبارة: «المستحيل ليس ألمانيا»، وبدأن العمل على إعمار بلدهنّ، بجانب من تبقى من الرجال، هل هذا تفاؤل أم إبر تخدير؟  
لقد توحدت ألمانيا لتصبح جمهورية اتحادية ديموقراطية عاصمتها برلين، وتحتضن الجمهورية (16) ولاية، وعدد سكانها (82) مليون نسمة، وتعتبر من أقوى دول أوروبا سياسيا واقتصاديا، وعندها أكبر اقتصاد محلي بأوروبا، وتأتي في المركز الرابع بعد الولايات المتحدة والصين واليابان.
نتعلم من التجربة الألمانية أن نتفاءل، وأن نواجه مشاكلنا بكل شجاعة، وألا نحمل بين جنباتنا أنفسا مهزومة، وأرواحا مكسورة، وأن نحذف المستحيل من قاموسنا، كي ننهض ونبني وطننا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة