الجمعة 2024-12-13 05:53 ص
 

تفتيت الدول العربية!

06:27 ص

ليس كافياً أن يكون الوطن العربي مقسمأً إلى 22 كياناً سياسياً ، المطلوب الآن تفتيت كل واحد من هذه الكيانات بحيث يتكون الوطن العربي بعد اليوم من جمهوريات موز صغيرة ، يسهل التعامل معها ، وبذلك تستطيع إسرائيل أن تنام قريرة العين وتأمن على مستقبلها ، وتستطيع أميركا واوروبا أن تضمن استمرارية شحنات البترول التي تغذي عروقها.اضافة اعلان

تنفيذ عملية التفتيت يحتاج لقدر من التخطيط وأدوات للتنفيذ ، ولا يمكن أن يتم إلا في جو من الفوضى الخلاقة التي يمكن أن يتم تحت ظل دخانها خلق الظروف المواتية لتنفيذ المخطط المرسوم وتقرير الشكل الذي يأخذه الشرق الأوسط الجديد كجزء من نظرية هندسة الشعوب.
خارطة الطريق المطلوبة لتمرير الخطة المعلنة ، حتى لا نقول المؤامرة ، هي إحداث الفوضى والخلخلة التي أطلق عليها اسم الربيع العربي ، وهي الآن تحت التنفيذ المستعجل على أيدي شباب عربي متحمس تقوده وتحفزه جماعة الإخوان المسلمين وتحت شعارات الديمقراطية ومحاربة الفساد والاحتجاج على ارتفاع الأسعار.
التفتيت هو أحد النتائج الأولية للربيع العربي ، ففي ليبيا مطالب بانفصال برقة وعاصمتها بنغازي وفيها معظم البترول ، وفي اليمن حراك قوي لإعادة فصل جنوب اليمن بدعم مباشر من إيران ، وفي العراق نظام فدرالي وحكم ذاتي تمهيدأ للانفصال الرسمي ، أما في سوريا فقد نشرت نيويورك تايمز خارطة ملونة توضح الكانتونات التي ستؤول إليها سوريا ، واحدة للسنة ، والثانية للعلويين ، وثالثة للأكراد ، ورابعة للدروز إلى آخره ، علمأً بأن صحيفة نيويورك تايمز لا تمزح.
تشكيل الشرق الأوسط الجديد واجه مؤخراً نكسة لم تكن بالحسبان فقد هوت جماعة الإخوان المسلمين بشكل مفاجئ في كل من مصر وتونس والإمارات بصورة ظاهرة ومباشرة وانكمشت وتراجعت في بلدان عربية أخرى وبذلك فقدت خطة الشرق الأوسط الجديد أحد أركانها.
لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه ، ففي هذا الوقت الذي يتعرض فيه الوطن العربي لهجمة مصيرية لا بد أن يبرز رد فعل قومي. وفي هذا المجال يمكن اعتبار ما حدث في مصر ، وهي طليعة الامة العربية ، ترجمة لهذا التوجه بالعودة إلى عصر عبد الناصر ، وما يحدث في مصر اليوم سوف يحدث في العالم العربي غدأً.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة