دعيت إلى حفل تكريم الشهيد راشد الزيود في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده، ووقعت في حيرة كبيرة وقلق عميق وأنا أحاول الإجابة عن السؤال الكبير: ما هو السبيل الصحيح لتكريم شهدائنا؟ وما هي الطريقة الفضلى للاحتفاء بهؤلاء الذين قضوا في معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن أوطانهم وشعوبهم وحماية لمستقبل الأجيال القادمة؟
لقد تم الاعتياد على تكريم أبطالنا وشهدائنا بالمهرجانات الخطابية، واحفال الاستقبال، أو بالقصائد والأشعار، وربما أحياناً بإطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين والحدائق العامة، أو على بعض المدارس والقاعات والمدرجات الجامعية، وربما تلجأ بعض الشعوب إلى إقامة النصب والتماثيل في الساحات العامة وأمور أخرى كثيرة، فهذه أمور جيدة ومطلوبة وتستحق التقدير ..لكن التكريم المثالي أكبر من ذلك وأعم وأشمل ..
لقد بحثت عن جوانب أخرى في عملية تكريم شهدائنا تتجاوز الجانب الشكلي والمظهري رغم أهميتها ودورها في تخليد سيرتهم العطرة، فوجدت أن هناك جانباً آخر أكثر أهمية وأفضل تعبيراً عن معاني الوفاء لبطولتهم وتضحياتهم وحسن فعيلهم، وفي الوقت نفسه أعمق أثراً في الحياة وخدمة الأوطان والمصلحة العامة، وأكثر تخليداً لأعمالهم البطولية في وجدان الأجيال المتتابعة؛ يتمثل الوفاء لدماء الشهداء بأن نجعل من أنفسنا جميعاً مشاريع شهداء كل في موقعه وعلى كل مساحات الوطن وفي كل المجالات وعلى جميع المستويات بلا استثناء.
تكريم الشهداء يا سادة يا كرام أن نكون جميعاً في كل مواقعنا وأعمالنا ووظائفنا وطبقاتنا وشرائحنا الاجتماعية والاقتصادية في خندق الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته، وأن نكون جميعاً على أتم الاستعداد للتضحية من أجل عيون الوطن في كل الأوقات وفي كل الظروف، فكل من لم يقم بواجبه العام فهو خائن لدماء الشهداء، وكل الذين سطوا على المال العام فهم غير قادرين على تكريم الشهداء ولن يفقهوا معنى الشهادة وقيمتها ومرتبتها.
في حفل تكريم الشهيد الرائد راشد الزيود، وسائد المعايطة وفراس العجلوني وموفق السلطي ووصفي التل وهزاع المجالي والقافلة الطويلة من سلسلة الأبطال والشهداء من أبناء هذا الوطن .. علينا أن نقوم قومة رجل واحد في امتلاك أوراق القوة والتمكين التي تجعل الشعب الأردني قادراً على حماية وطنه وترابه المقدس وقادراً على رد العدوان من خارج الحدود، وقادراً على الأخذ على أيدي لصوص المال وردع السراق وقطاع الطريق من داخل الحدود الذين لا يعرفون معنى الوطن ولا يدركون معاني الانتماء وليسوا قادرين على إدراك قيمة الشهداء فضلاً عن القيام بواجب الوفاء لدمائهم وتضحياتهم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو