الأربعاء 2024-12-11 09:28 م
 

تلفازنا الوطني

12:08 م

في حضور هدى , لم يقم تلفازنا الوطني ببث برنامج عن الطبخ ,ولا حتى عن مبطلات الوضوء ..لم يتطرق لكيفية إنتحار الحيتان وجنوحها للشواطيء ..ولم يقم ببث , درس للشيخ محمد متولي الشعراوي ...فقط كل ما فعله هو نقل صورة الدولة بكامل أجهزتها ...اضافة اعلان

وزير البلديات مثلا , لم يقم بالإدلاء بتصريح لأي موقع إخباري ولا حتى صحيفة ظل مواظبا على الظهور على الشاشة أو الحديث عبر الهاتف , وكرر جملة خولنا صلاحيات لرئيس البلدية بإستئجار ..الجرافات .
ووزير الأشغال....كذلك والداخلية أيضا ....في اللحظة الصعبة جدا لجأت الحكومة بكل اذرعها إلى التلفاز , بالمقابل في اللحظات العادية , مقال عابر في صحيفة عادية يهز مؤسسات كاملة , وتصبح الصحيفة تلك مثار حديث وجدل .
في العاصفة الصحف لم تستطع نقل الصورة في معان , رعد عوجان وحده هو الذي ظل يتنقل بين البتراء ومعان والشوبك , وعبيدات هو وحده من غطى ثلوج الشمال ..والزميل مأمون شنيكات ظل على الهواء (4) ساعات متواصلة ...ضاع بريق الصحف الإلكترونية , وضاع بريق المقالات ...وأصبح التلفاز هو الوجهة التي يتوجه إليها المسئولون ...
في النهاية ما فعله التلفزيون هو قيامه بعكس وجهة نظر الدولة وحركتها ...حتى الرئيس أدلى بتصريحين للشاشة , واحد عبر زيارته لوزارة الأشغال , والثاني عبر إتصال هاتفي مع الزميل حازم رحاحله ...
في اليومين الماضيين كان التلفاز هو الوسيلة الوحيدة التي يتوجه لها المواطن مع أن محطات أخرى حاولت المنافسة , إلا أنها لا تملك مثل رعد عوجان ..ولا شنيكات , ومحطات أخرى حاولت ..البث من الشارع لكنها لم تستطع وصول عجلون مثلما فعل التلفاز ...
الأزمة ليست في التلفاز , الأزمة في إعتمادنا للوسيلة الإعلامية , فحين لم تجد الدولة سوى التلفاز الوطني صورة ومنبرا لنقل أخبارها لجأت إليه , وحين تنحسر هدى ...ويذوب الثلج , ستعود المواقع الإخبارية لبريقها , وسيعود المسئولون لرصد المقالات ..وسنعود نحن لإيناس عاهد عبر برنامجها صحتين وعافية .
في الأزمة الأخيرة أبدع التلفاز الأردني وأظن أننا كشعب نثق به كثيرا ونثق بشبابنا العاملين فيه , ولكن الأزمة في الدولة ذاتها ...التي تحب وتعشق مفهوم النخبة وتحترم اراء كبار الكتاب وتقيم الولائم لهم ...
من حقي أن أطالب وزير الإعلام بأن يترك قليلا منطق النخبة فقد تعبنا من قصة دعوة كبار الكتاب , لحوار الرئيس حول المستجدات الأخيرة ...ويظهر خبر في اليوم التالي عن اللقاء ...من حق مأمون شنيكات وحازم الرحاحله ورعد عوجان وعبيدات ...وأبو الغنم , ورولا النجمي ...وكل هؤلاء الذين تفانوا في العمل من حقهم أن يكونوا هم النخبة , وأن يجلسوا مع الرئيس ...
الأزمة ليست في التلفاز الأزمة ..في تعاطي الدولة مع التلفاز .
ملاحظة :- وزير البلديات قال على التلفاز أنه خول رؤساء البلديات بإستئجار جرافات كررها تسع مرات...والوزاره ستدفع , وقبل شهر كتبت في هذه الزاوية عن خبر نشرته الرأي حول تذمر الموظفين العاملين في بلدية من الجنوب من ساعات الإضافي لم تصرف لهم ..حين عملوا في أليكسا , وحول رفض الوزارة الإعتراف بهذه الساعات.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة