.. راهنا وكنا نراهن دائماً على عقل الغنوشي وخلقه وعلى صمود حزب النهضة في خروجه من الحكومة، وبقائه قوة في الحكم والشارع على السواء.
نقرأ تصريحات الغنوشي، ونتابع تفصيلات الوضع المصري أثناء انتخابات الرئاسة وبعدها، ونحاول أن نفهم استيعاب الجماعة الإسلامية التونسية، وتعصب الاخوان في مصر، وفهمهم لحركة التاريخ، واستيعاب المرحلة. ففي الوقت الذي ينسحب فيه الجيش المصري (180 ألفاً) من مراكز الاقتراع وشوارع المدن والقرى المصرية إلى معسكراته وإلى جانب عودة 230 ألف رجل أمن إلى عملهم العادي.. وذلك لحماية الانتخابات الرئاسية من الإرهاب، وعنف الاخوان، واصرارهم على قضية واحدة هي عودة مرسي إلى قصر الاتحادية.. في حين يقول زعيم النهضة: إن تجربة سنتين كشفت لنا أن البناء الوطني لا يزال هشّاً لا تتحمل الصراع المفتوح بينه وبين: سلطة ومعارضة!! وكادت التجربة التونسية تنهار بعدما حدث في مصر ولم ينقذ الوضع إلا خروج النهضة من السلطة إلى حكومة محايدة! قرّرنا أن نضحي بالسلطة من أجل شيء أثمن في تونس، وهو الانتقال الديمقراطي!!.
هذه الهشاشة في البناء الوطني بعد ديكتاتوريات طويلة وعنيفة، لا يمكن حلّها بالتمكين، أو بالقفز على مرحلة تمثل نقابة الشعب وتعافيه من جروحه الغائرة.. بشيء اسمه الانتخابات للقفز على السلطة!!. وإذا كان الناس لا يحبون تذكر التفاصيل، فالأحزاب المصرية كلّها وقفت مع مرسي في الانتخابات الرئاسية، ضد مرشح تصوّر الجميع أنه استمرار لعهد مبارك.. لكن الجميع لم يفهم كيف يتصرف الذي كان محكوماً بالاقصاء في العهد الديكتوري التعيس، يقصي الجميع لأنه يحمل على كتفه «الصندوق»، وكأن هذا الصندوق هو المائدة التي نزلت مع السماء على المرشد وتابعه!!.
الغنوشي يقول بأعلى صوت: خرجنا من الحكومة لانقاذ المرحلة الديمقراطية.. لأن الأحزاب التونسية كانت هشّة، والنهضة قادرة رغم خروجها من الحكومة على البقاء في السلطة وفي الشارع، ريثما تتكامل الأشياء وتختمر التجربة!!.
إن استعجال حماس في غزة، واستعجال الاخوان في مصر، واستعجال الاخوان في ليبيا.. وحتى في سوريا لم يكن في مصلحة التيار الإسلامي السياسي. وكنّا في الأردن نعجب لهذا النمط من الاستعجال، حين تنطّح نائب في المجلس النيابي ليقول للرأي العام: نحن مستعدون لتسلّم الحكم، وذلك بعد نجاح حماس في انتخابات المجلس التشريعي. على اعتبار أن المنطقة المحتلة هي كالأردن تماماً. وعلى اعتبار أن المجلس التشريعي هو سلطة خارج حدود الاحتلال الإسرائيلي. وعلى اعتبار أن ما جرى في فلسطين يجب أن يطابق في نتائجه مع ما يجب أن يجري في الأردن!!. وبهذه العقلية يريد الاخوان صنع معارضة تبني في جسم ديمقراطية خداج وحياة حزبية هشّة كما يقول الغنوشي.
ولعل أحداً لا يريد أن يسأل بعد المصالحة والاتفاق بين حماس والسلطة الوطنية: هل كان على الأردن منذ سبع سنوات أن يضع نفسه في جيب حماس ضد السلطة؟. وهل كان عليه ان يتماهى مع اتفاقات أوسلو، والحكم الذاتي الإداري؟؟.
.. أشرنا إلى أهمية تجربة حزب النهضة التونسي وطريقة تفكير زعيمه. وعلينا أن نضع إلى جانب ذلك إسلاميي المغرب.. وولائهم للشعب والملك في المسيرة الديمقراطية الناشئة. فالمرحلة.. والوطن هما الأهم في عمل الأحزاب، والانتخابات.. والصندوق!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو