الأحد 2024-12-15 12:10 ص
 

ثلاث من كن فيه

09:10 ص

كثيراً ما يحصر النبي صلى الله عليه وسلم أفعال الخير في عناوين مختصرة ليسهّل علينا الفعل ويشجع على القيام به، خاصة وهو يوضح النتائج. فيقول صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كّن فيه استوجب الثواب، واستكمل الايمان،( خُلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله تعالى، وحلم يرده عن جهل الجاهل)، انها مواصفات انسانية ترقى فينا الاخلاق ، ولا تجعل من الايمان مجرد دعوى تقال باللسان، فما من أحد اليوم إلا وهو يدعي أنه مؤمن، بل تجد بعض الناس يصف ايمانه لقوله: ( فلان عنده ايمان أكثر من المشايخ) ( وفلان ايمانه يملأ البلد!) وعند النظر الى أفعاله ترى تناقضاً بين مقتضيات الايمان وأفعاله، في حين نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع شواهد للايمان الحق، لا لكي نحاكم بعضاً أو نقايس بعضنا أو ننتقد الآخرين ونكون حكاماً على مستوى إيمانهم ،بل كي نقيس أنفسنا نحن ونحكم على انفسنا نحن.اضافة اعلان

الخصلة الأولى: خُلق يعيش به في الناس، إذ الاخلاق جزءٌ من ذات الدين وليست كماليات في الدين، فالصدق ، والامانة والعفة، وحفظ اللسان. كلها منصوص عليها في القرآن الكريم بنصوص قاطعة كنصوص الصلاة والصيام ، وحرمة الكذب، والغيبة ، والنميمة كلها منصوص عليها أيضاً بنصوص جازمة كنصوص حرمة الخمر، والسرقة! العجيب أن الناس يفرقون في التنفيذ، ويتساهلون في الاداء رغم أن مصدر التشريع واحد، وأن القرآن واحد!
والنظر للأخلاق الاسلامية على أنها أفعال اختيارية من شاء أخذ بها ومن شاء تركها، والتفريق بين أهمية تطبيقها عن أهمية تطبيق الصلاة والزكاة والصيام، تفريق يشوه الصورة الكلية للاسلام ، وينبئ عن عدم فهم حقيقة الاسلام، فالصدق والصلاة لا يفترقان والامانة والزكاة توأمان، وهكذا قل في سائر الاخلاق والعبادات.
الخصلة الثانية: ورع يحجزه عن محارم الله تعالى ، والورع أن تترك شيئاً من الحلال خوفاً من الوقوع في الحرام. وهي من أخلاق من يريد الابتعاد عن الشبهات. وبعض الناس في أيامنا يبحث عن فتوى وأعذار ومبررات ليقع في الحرام ويبيح الحرام ويأكل الحرام تحت ذرائع كثيرة ومسوغات ليست لها قيمة، ثم يدعي كمال الايمان وعند مواجهته بالحقيقة بأن الفعل الفلاني حرام! سارع للقول: المشايخ يعقّدون المسائل ويصعّبون الدين!!
إن الارتداع عن الحرمات خصلة لا يقوى عليها إلا من اكتمل ايمانه ، وصدق تعظيمه لله تعالى.
الخصلة الثالثة: حلم يرده عن جهل الجاهل، والجاهل لا يشترط فيه أن يكون طفلاً صغيراً ، ولا أن يكون مختلاً في عقله بل قد يكون الجاهل في دور مسؤول ذي هيئة ، أو رجل في منزلة ومكانة! وقد يكون الجاهل شخصية اعتبارية فيها مجموعة من الاشخاص سُلبت عقولهم المنطقية منهم لا يهتدون سبيلاً، حتى تجد مطالب الناس في اتجاه وهم في عكسه، وهموم الناس في وادٍ وهم في وادٍ آخر!! قد سُلبوا وسائل الهداية، وطريق الرشاد وعندها تحتاج أن يكتمل فيك الايمان وتتحلى بالحلم الذي يردك عن جهل الجاهل، وتدعو بالهداية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة