ردود الفعل على مجزرة التريمسة التي ارتكبها الاسد وذهب ضحيتها اكثر من 300 سوري كانت واسعة على المستوى الدولي، تصريحات منددة من رؤساء الدول، بيانات شجب واستنكار، دعوات لاتخاذ مواقف دولية اشد حزما ضد النظام. بالمقابل من اللافت ان الردود العربية باهته، مع غياب شبه كامل لردود ذات قيمة من عواصم ثورات الربيع العربي.
ومن اللافت أيضاً ان مجلس التعاون الخليجي هو الذي يبادر ويقود التحرك العربي في مواجهة التطورات في سوريا وقبل ذلك في ليبيا واليمن، بينما مصر بالرئاسة الإخوانية او بمجلسها العسكري منشغلة حتى راسها بالشأن الداخلي.
ونرى مواقف الغنوشي زعيم حزب النهضة في تونس ذات الأغلبية في المجلس التأسيسي والحكومة، الذي سئل عندما زار القاهرة لتهنئة الرئيس محمد مرسي عما اذا كان قد بحث مع الرئيس المصري في التعاون بين الاسلاميين في تونس وفي مصر أجاب: انها علاقات بين نظامين كما كانت في السابق بين نظام بن علي ونظام مبارك، ونسي الغنوشي ان بن علي لم يكن يشارك باي تحرك عربي ولم يحضر القمم العربية وكان جل اهتماماته النظر الى تعاون مع دول شمال المتوسط.
قبل الربيع العربي كان خصوم التيارات الاسلامية يتهمونها بانها لا تعير اهتماما جديا للقضايا ذات الصبغة الوطنية والقومية بحجة الطابع العالمي والإنساني للعقيدة الاسلامية ويضربون الأمثلة بان الشارع العربي لم يتحرك في مظاهرات غضب وتضامن مع العراق ومع الفلسطينيين عندما اجتاحهم شارون لقمع الانتفاضة ولا عندما اجتاح باراك غزة بالاضافة الى ما ارتكب الإسرائيليون من عمليات تدمير شامل للبنان، مع انهم-اي الاسلاميين -كانوا القوة الوحيدة المنظمة في الشارع، لم تخرج مظاهرات ولم ينزعج النظام العربي ولم يجد نفسه مجبرا على دفع اي ثمن نتيجة صمته او تواطئه امام الاحتلالات الاميركية والإسرائيلية التي استباحت الأوطان والشعوب.
بعد انتصارات الاسلاميين والقوى الشعبية في مصر وتونس وليبيا واليمن كانت التوقعات بان الشارع العربي سيشهد صحوة تضامنية على الصعيد القومي ضد الديكتاتوريات بقيادة الدول التي انتصر فيها الربيع العربي، هذا لم يحدث، وهو ما دفع الشعب السوري الى ان يرفع في جمعة سابقة شعار ( اذا كانت الأنظمة لا تفعل شيئا لنصرتنا فأين الشعوب العربية !)، وهذا التساؤل، المحمل بالعتب والاستغراب صادر عن شعب يذبح ويدمر فيما سماء العالم العربي تزدحم باهازيج الزمن الاخر المفترض ان تكون الغلبة فيه للشعوب ولما تظهره من قوة في الميادين.
لقد استمعت الى الخطاب الكامل للدكتور مرسي الذي وجهه للمصريين بعد ساعات من اعلان فوزه وهو لم يذكر فيه كلمة واحدة عن القضية الفلسطينية مع انه لم ينسى التأكيد على التزامه بالحفاظ على المعاهدات، ولم يأت في خطابه باي ذكر للربيع العربي ولا كلمة واحدة عن الثورة السورية، في الوقت الذي اكد فيه عدم التدخل في شوؤن اي دولة ولا نعرف بعد ان كان ذلك يشمل دولة يقتل فيها الحاكم شعبه! وقد دونت بعد ان استمعت الى خطابه العبارة التالية (ثورات الربيع العربي قطرية لا قومية). مع ذلك اشعر بالتفاؤل لسببين: الاول-ان النظام المصري الجديد حتى لو انكفا الى الداخل تحت ضغط أجندته الداخلية لمواجهة أعباء تركة مبارك الثقيلة، فهو على الاقل سيتصرف بكرامة ضد اسرائيل وجرائمها ولن يكون( وسيطا محايدا )كما كان يفعل مبارك بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين، اي بين القاتل والضحية. والثاني-ان قيام أنظمة ديموقراطية تمثل بحق إرادة الشعوب ستقود الامة في المستقبل الى نوع من الاتحاد، لان الديموقراطية ستدفع الى القيادة في الانتخابات من سيحقق المصلحة العليا للشعب، وان من مصلحة كل شعب عربي يعيش في هذا الاقليم الواحد التعاون في اطار كالاتحاد الاوروبي، لان هذا هو الحل الامثل لمشاكل الامة كلها، من السياسة الى الامن والاقتصاد، الى الكرامة والحرية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو