بسـام العـوران - الثورة الشعبية التي بدأت من تونس 'البوعزيزي' ومعه الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذه الثورة التي سرعان ما انتقلت الى مصر(25 يناير) ، وانبثقت عنها ثورة الشباب العربي المصري التي انطلقت من ميدان التحرير، وبدأ رتل الشهداء وجرحى الثورة فداء لها ، حاملين راية النهوض العربي من جديد ضد الفساد والتبعية والاستبداد ، ومازالت الدائرة تدور مرة بالاخوان ومرة بالفلول وآخرها بالسيسي .
لقد كسر الشباب العربي حاجز الخوف من القمع والارهاب ؛ فأسقط أنظمة مستبدة وفاسدة ومتآمرة ومتسلطة على رقاب شعوبها ومواطنيها المحرومين من أبسط حقوقهم وحرياتهم وتقييدهم بقوانين الطوارىء لعشرات السنين ، وارتباط تلك الأنظمة بالخارج.
ان وعي شباب الثورة ويقظتهم وعزيمتهم وقدرتهم جعلهم في حالة اليقظة والحذر ضد المهزومين والمتآمرين والاصرار على التغيير وتحفيز الشباب العربي في الدول الأخرى الى التعاون والتكامل مع بعضهم البعض في جميع الاقطار العربية مستقبلا. لقد نجح الشباب العربي في ثوراتهم على اجبار الأنظمة لاختيار الاصلاح أو الرحيل. وقد لمسنا التغيير الذي حصل في مصر وتونس وما يؤمل في دول عربية أخرى.
وشاهدنا احد الذين عاشوا 'جيل هرمنا' ذو الشعر الأشيب ، قد عبر من خلال الشاشة انه كان ينتظر تلك اللحظة ، لحظة انطلاق شرارة الثورة ، على يد ' البوعزيزي ' ضد الديكتاتورية ؛ فأسقط الشباب التونسي النظام الذي نهب وبدد ثروات الشعب وزاد من استفحال الفقر والبطالة عند شعبه. وسواء في تونس أو في مصر أو في دول عربية أخرى ؛ فان الانظمة تحاول ان تمنع الشعوب من القيام بدورها في صنع القرارات والتشريعات ، وهذا مايدفع الشعوب الى الثورة لاستعادة حريتها وكرامتها وممارسة حقها في الديمقراطية في كافة مناحي الحياة وممارسة تداول السلطة عبر الأطر التشريعية والحزبية. أما ابعاد الشعوب عن المشاركة في الحكم سيجعلها تثور وتتحرك وتسقط الأنظمة لتنال حقوقها في الحرية والحياة الكريمة وتحقيق التغيير ، وترسيخ مبدأ منع الأنظمة السياسية من التدخل في حرية الأفراد لممارسة الديمقراطية الحقيقية التي تعمل على فصل السلطات عن بعضها وخاصة استقلالية سلطة القضاء .
لاشك ان ثورة الشعوب في الاقطار العربية تنبع من الحافز الاجتماعي والاقتصادي ويتوائم مع الحافز الوطني والقومي ؛ فنرى كل مكونات الأمة تتقاطر الى ساحات الحرية والتحرير لتعبر عن رفضها للاستبداد والفساد والتبعية ، والمطالبة باسقاط الانظمة التي يعود الفضل فيها الى وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب ؛ فيتفوق 'الفيسبوك' في الحراك الشعبي وينطلق الشباب في ثوراتهم ..ويصنعون ملامح مستقبل جديد برؤى وطاقات شابة.. هذه الثورات التي عززت ثقة الأمة بهم وبقدرتهم على انبعاث بصيص من الأمل لتوحيد الأمة وعقد لقاءات بين الشباب العربي في الدول العربية لتحقيق الهدف الأسمى ألا وهو الوحدة العربية واسترجاع الأراضي السليبة في فلسطين وغيرها من الاقطار العربية.
وشهدنا ومازلنا نشهد كيف ان هذا الشعب العربي المضطهد والمقهور والمسلوب الارادة ، قد انتفض وتمرد على الواقع وعرف الشعب طريقه للخلاص .. ودفع بصورة جديدة للعربي الثائر امام العالم كله ، العربي الذي يصنع الحرية ويعمل على تأسيس الرؤى القادمة والتغيير الحقيقي لصورة الأمة متضمنة البعد القومي بشكله ومضمونه .. حتى يتحقق للانسان العربي الحرية والكرامة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو