الأربعاء 2024-12-11 10:23 ص
 

جسور المشاة (سابقا)

10:02 ص

أجدُ متعة في السير على «جسور المشاة»، وذلك لعدة أسباب. منها أنني ربما كنتُ (الوحيد) في الاردن الذي يستخدمها.مع أنها ذات جودة عالية ومصممة بطريقة متينة. كما أنها ( شِرْحة) ومفتوحة على الأجناب والاتجاهات، ويمكن للمرء أن يستمتع بمنظر المطر وهو يعانق الأرض.اضافة اعلان


كذلك، أجدُ متعة ـ لاحظوا المتع التي أحصل عليها لمجرد استخدام أي منها ـ ،في قراءة الشعارات والشتائم» السياسية» و» الرياضية» التي عادة ما تكون على جدران هذه الجسور.

كما لاحظتُ أن هناك من تجرأ وهذه تُحسب لصاحبها وكتب اسمه الصريح داعيا الى « حراك» معيّن. وهناك العشاق» الساذجون» ولعلهم « من الصّبْية المراهقين» الذين يجدون في « جسور المشاة» مساحة للتعبير عن عواطفهم» المكبوتة « و»المُعْلنة «، وبخاصة وأن طبيعة جدران « الجسور» الملساء وذات اللون الابيض والفاتح تسمح بإبراز» المواهب» و « الطاقات».

هناك من يستخدم « جسور المشاة» كـ»أماكن لقضاء الحاجة»، فلا أحد يحول دون ذلك ، ونادرا ما يمر احد، وبالتالي يكون المجال متاحا تماما لإراحة المعدة، وكما قلتُ في جوّ مُريح.

أسير كل يوم مساء وأمرّ على ثلاثة جسور يُفترض أنها للمشاة في طريقي.ولا ألمح « كائنا أو كائنة» تصعد الى « الجسر». حتى في عزّ ازمة المرور، تجد الناس تدير ظهرها لهذه « الممرات الصلبة»، مفضلة ـ أقصد الكائنات ـ ، عبور الشوارع مهما كان الثمن.

وحتى « الأنفاق» التي اعتبرناها ـ أيام الدكتور ممدوح العبادي عندما كان أمينا لعمّان ـ ، إنجازا « وطنيا»، نادرا ما يستخدمها أحد باستثناء بعض طالبات الجامعة الهاربات من معاكسات «كونتريلية الباصات».

طبعا ، ليست لديّ إجابة حول لماذا لا يستخدم المواطن الاردني جسور المشاة، رغم أنه قد تحمّس لها في البداية. وحتى لو أخرجنا الاخ « فرويد»/ عالم النَفْس الشهير من قبره ، ل « تعقّد»مما نفعل ولاحتار في عدم استخدامنا لجسور المشاة.

مع أنها كما قلت» فضاءات جميلة وممتعة» تتيح المجال لحرية التعبير وأغلبها بلا شبابيك، أي أنها مفتوحة على كل الاحتمالات وكل الاتجاهات السياسية والعاطفية.

وإذا ما « انزنق» أحدكم، فإن المجال ايضا مهيّأ للراحة.

شو بدكم أحسن من هيك!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة