جلجلة العنف الجامعي بقلم الاستاذ المحامي محمد ذيب بركة

الوكيل - ان الناظر للعام الحالي 2013 وهو يوشك على الانتهاء سيجد ان الاردن يضع العنف الجامعي كأحدى اهم المفردات التي شكلت له معاناة مزمنة ومتواصلة طوال اشهر العام ، وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال عن العنف الجامعي وأؤكد هنا على ضرورة ان تضع كل جامعة على بابها الخارجي وبشكل كبير ولافت عبارة سيدنا جلالة الملك ' العنف المجتمعي خط أحمر' جميعا يعلم ان الجامعات الاردنية يتفشي بها العنف بشكل متواصل وحين نتأمل جذور هذه الظاهرة وما هي اسباب انتشارها وخطورتها نجد ان بذور هذه المشكلة تبدأ بشكل صغير ومن ثم تكبر خارج اسوار الجامعة بشكل يدعو للاستغراب ، وللريبة ، ومن هنا فانني ادعو العشائر الاردنية لعمل ميثاق شرفي يدعو لانهاء هذه الظاهرة التي تعد دخيلة على مجتمعنا الاردني الأصيل والمعروف بأصالة وعراقة جامعته الحكومية والخاصة . ولم يكن اطلاق الرصاص في جامعة اليرموك صباح يوم الخميس 19/12/ 2013 سوى دليل على ترسيخ وانتشار هذه الظاهرة بشكل فردي خارج عن نسق ما اعتدنا عليه من قيم اصيلة يحملها كل اردني من شتى الاصول والمنابت ، ولذلك فانني ادعو الجامعات الاردنية كافة الخاصة منها والعامة للاستعانة بالمحاميين لتعريف الطلاب بالاضرار التي تقع عليهم جراء تلك الممارسات ، او عمل مساق قانوني خاص لكافة التخصصات حول النتائج القانونية المترتبة من جراء العنف الجامعي ، ولو كان الشباب يعلمون عواقب ذلك العنف لًمَا اقدموا عليه وعلى العكس لاصبح الشباب الاردني بمثابة السفراء للعالم في محاربة العنف الجامعي . ومن هنا فانني ادعو المجلس الاعلى للشباب والمؤسسات التي ترعى القطاع الشبابي وعلى رأسها هيئة شباب كل الاردن لاطلاق مبادرات توعوية قانونية لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت ظاهرةاضافة اعلان


تؤرق المجتمع وتعطى انطباعات سلبية عن القطاع الاستثماري في مجال التعليم لدى الدول الشقيقة والتي ترسل لنا اولادها وبناتها لانها تعلم ان الاردن واحة أمن
وآمان .
كما وأدعو كافة الجامعات الاردنية للالتزام الكامل بالرؤية الملكية التي تدعو للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم المجتمعي والتي تعتبر ان العنف الجامعي خط احمر ويجب مجابهته ومحاربته بأدق وارقى السبل ، وانطلاقا من تلك الرؤية الملكية فانني ادعو الجامعات الاردنية كافة لبلورة رؤية استراتيجية بعيدة المدى لمحاربة هذه الظاهرة وفق اليات تطبيقية على أرض الواقع وبشكل واضح ودقيق. لم ارد في مقالاتي الحديث عن اسباب وانتشار هذه الظاهرة التي اشبعت كتابة وبحثا وانما اردت ان اكون جزءاً من حل هذه الظاهرة ، وان كنت اتفق مع كثير من المقالات التي طالبت بمراجعة المناهج ومتطلبات الحصول على الشهادات الجامعية او تغليظ العقوبات فكل ذلك يقع في اطار الحلول الانية التي لاتشفى الجرح ، ومن هنا يقع على كل اردني حريص على وطنه وقف جلجلة العنف الجامعي وايقاف هذا المسلسل الذي لا يليق به البتة .