الأربعاء 2024-12-11 01:39 م
 

جيش الوطن وحده!

08:01 ص

كتب : طارق مصاروة

تهليل رئيس الوزراء العراقي لانتصارات الرمادي، ويقينه بعام تحرير الموصل وطرد داعش من العراق كله، لا يلغي معرفة المراقب العربي بان الرمادي سقطت في عهده، وان الموصل سقطت في رئاسة سلفه نوري المالكي.

اضافة اعلان


ونصر الرمادي لم يتحقق على يد حزب الدعوة او الحشد الشعبي الشيعي، وإنما تحقق على يد جيش العراق وعلى مشاركة فاعلة لعشائر الأنبار.. وهم ذاتهم «الصحوات» التي هزمت الزرقاوي سلف البغدادي والقاعدة الأم الحقيقية لداعش. فالمعادلة الطائفية هي التي تلبّست الحكم في عهده الأميركي أو بعد ذلك في عهده الإيراني.


لقد شارك الحشد الشعبي في معارك صلاح الدين وكركوك وبيجي. وكان النصر للباشمركة، لان الحشد تلهى بطرح سُنّة المنطقة. ومثلما يجري الآن من توافقات النظام السوري مع داعش «مبادلة» جرحى ونساء وأطفال الزبداني (السُنّة) بجرحى وأطفال ونساء بلدتي الفوعا وكفريا (شيعة) في ريف ادلب. وذلك عبر تركيا ولبنان. فالهاجس الآن في دول الصراع الطائفي هو التبادل الديمغرافي لحل مقبل يبدأ بسوريا ويمر الى العراق، فتصبح الدولتان العربيتان تجمعات طائفية ومذهبية وعرقية تحكمها توازنات «بالريموت» الخارجي الدولي!.


تحمل الصحف اللبنانية صورا، ومقابلات لمئات القادمين من الزبداني وبقيّن عبر الحدود بحافلاتهم «وامبولنساتهم» وسياراتهم تتحرك الى مطار بيروت، تنقلهم طائرات تركية الى انطاكية، وكلهم يأملون بالعودة الى «الوطن» في يوم قريب، ولكن لا احد ينقل صورة عن شيعة الفوعا وكفريا القادمين الى سوريا عبر لبنان، وقد لا تختلف كثيراً عن حال مرحلي الزبداني، فالكل سوريون تلعب بهم خطط المنتصرين في بغداد ودمشق.


الجيش العراقي هو المؤتمن على تحرير العراق من الارهاب، لا الحشد الشيعي، ولا الحشد السُنّي، والشرط ان يعود الجيش العراق الى عقيدته التي صاحبت قيامه منذ البداية، والجيش السوري هو القادر على تحرير سوريا من الارهاب، شرط ان يكون جيشاً سورياً لا جيش الاكراد، الذي بدأ باللواء عطفه وحسني الزعيم، واستمر بجيش الدروز، وعبدالكريم زهر الدين وشوكت شقير، وانتهى بجيش العلويين. ففي سوريا بالذات كانت السلطة بيد الجيش، وكانت قيادات الجيش طائفية.. ولذا لم يكن السُنّة الأغلبية تجد لها مكاناً في الجيش - الحكم.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة