الأربعاء 2024-12-11 03:45 م
 

" حال المواطن .. دراما عجيبه "

02:12 م

تلك الوجوه التى شبعت جورا وظلما, تقف على حياد بلسان حال الظلم نفسه, لا يثني تلك الوجوه عن الشحوب والاصفرار امرا فكل عوامل الوصول الى هذه النتيجة السهلة قد تحققت وما بقيت إلا أدوات التنفيذ, انه حال أناس من الدنيا أتعبتهم الحياة وما تعبت منهمـ فأخذت تكيل عليهم من ويلاتها المتتالية ماحقة مرة وساحقة مره أخرى. اضافة اعلان


لربمــا وحيثمـــا تواجد الفقر, تواجدت معه شتى العاهات وكثيرا من الأزمات في ارض كانت وما تزال ارض التجارب البشرية , ليبقى الفقر شامخــا وباقيا في مرتعه الأبدي , حيث لا خلاص ولا بادرة أمل.

إذا هو أمر متأصل وباقٍ وقابل للانفجــــار مادام الحال على ما هو عليه وما دامت البيوت العتيقة ذاتها والأزقة الكئيبة بلونها الرمادي , والهواء المُشبع بروائح الرطوبة والعفونة , أيضا شاخصة ومتمترسة بعمق في أحشاء الطيف وفي ذاكرة العقول دون تغيير ....

أرى تلك الكراديس بل الآلاف من الناس تحلم أحلاما هامشية بسيطة وترضى بأدنى ادني حقوقها , تحلم بكسرة خبز دائمة , وفي بيت صغير ينشلها من كوة الغضب , وفي عمل يوفر لها راتبا شهريا لكي ينعم أطفالها بالدراسة بدل العمل المبكر والبقاء في الشارع ومن ثم الضياع والجريمة.

واهٍ كم اشُبعت تلك الجدران شعارات وملصقات تتغنى بحرية الإنسان وبحقوق الإنسان, حتى الجدران المتعبة تعبت وتداعت من ثقل الشعارات وما من تطبيق!!

وبقيت تلك (الكروش) متربعة على عرش النعــــيم , ملتصقة بلاصق عجيب وتكيل من الذهب والفضة وتكتنز الأموال , يغريك منطقها ويعجبك فعلها, تناقض وهوة عميقة بين من شبع حد التخمة وبين من جاع حد الموت!, ولا وسطية في ذلك , ويوما بعد أخرى تزداد تلك الهوة انجرافا واتساعا.. بين أكابر القوم وبين بسطائهم , ولا يشفع في ذلك شفاعة الشافعين ولا قول المتحدثين , فأصحاب(الكروش والبذلات السوداء) يحتكرون الصوت الصادق بل يحجزوه ويطلقون العنان لما دون ذلك , فتكون الأرض والسماء , لهم وحدهم.. والبقية لا تأتي!!

وتظل التتمة عقيمة مهما حاولنا تخصيبها ,, فلا شاردة ولا ورادة يمكن إحصائها, ما دام السياف منتظرا خلف الباب, والموت بدون ذريعة حق لمن يتفلسف دون طائل مثلي...

بقلم : محمد احمد الفناطسة

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة