.. من المؤكد أن الوزير كيري لم يعد القاهرة والرياض، بأن الإدارة الأميركية ستغيّر شيئاً في توجهها للتعامل مع الأزمتين: السورية والفلسطينية. أو في توجهها لاستيعاب أي تغيير في التعامل مع قضية إيران.. وهي قضية لا علاقة حقيقية لها بالأبحاث النووية إلا من حيث التعامل الإعلامي، فإيران تشكل خطراً بتوسعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. والى حد ما في البحرين.
.. ومع ذلك فلم يقل كيري لوزير الخارجية المصري انه سيعمل على إعادة المعونات العسكرية الأميركية كما كانت، ولكنه أكد أنه مقتنع بأن خارطة الطريق لوصول مصر إلى الديمقراطية مقنعة.. وأنه لا انقلاب عسكري.. والكلام واضح فإن كيري يبقي «العقوبة» - تخفيض المعونة - ويلغي الادانة. الأمر الذي يجعلنا نصدق الصحافة المصرية التي لا تجد ان زيارة كيري جاءت بجديد.. سوى تأكيد شراكة استراتيجية لا برهان على صدقها!
.. في الرياض سمع كيري كلاماً صريحاً وجاداً تركز في قضيتين: الأولى فشل مجلس الأمن في حل قضايا تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين، وأميركا يطولها جزء كبير من هذا الفشل، وخاصة في القضية الفلسطينية.
والثانية: في عدم فهم ان إيران تحتل الآن سوريا، وتقاتل شعبها عن طريق ميليشيات حزب الله اللبنانية، وميليشيات أبو الفضل العباس العراقية، وسبعين ألفاً من الحرس الثوري الإيراني.. وباعتراف برلماني إيراني معروف!
وافق الوزير كيري على عدم شرعية نظام الأسد ووقف عند المقاتلين المتطرفين، لكنه لم يشر الى ان هؤلاء الإرهابيين، هم أيضاً حصّة إيران من الكارثة السورية.
ووافق الوزير كيري على أن علاقات بلاده بالسعودية هي علاقات تحالف استراتيجي تعود إلى سبعين عاماً، لكنه لم يعترف بأن السعودية محقة في استنكافها عن المشاركة في فشل مجلس الأمن باستنكافها عن ملء مقعدها الشاغر فيه.
وبأنها لا تناكف السياسات الأميركية لتحسين مواقعها، وانما هي تختلف معها!
وستستمر جولة كيري الشرق أوسطية في فلسطين وإسرائيل، وسيعيد على الطرفين القصة القديمة عن السلام.. والحلول الشاملة والتزام أميركا بالوصول إلى هذه النتائج، فيما يتناسى اتفاقات أوسلو.. التي وقعت عليها الإدارة الديمقراطية ذاتها، ويصرّ على أن تبدأ من جديد. فنتنياهو يعود إلى التصور القديم للدولة الفلسطينية التي يجب أن تعيش إلى جانب الدولة اليهودية: ليست دولة، وليست أرضاً محتلة! وإنما كيان خاص ضمن منظومة الاستيطان والأمن الإسرائيلي!
لم تكن جولة كيري أكثر من مجرد خداع بصري، فليس في الإدارة الديمقراطية تصوّر واضح لشكل المنطقة، وحدودها، ومصالح أميركا الحقيقية فيها. ولا استعداد عندها لسماع صوت المنطقة الحكيم الواضح.. وتفضل ان تعتبر اصوات المدافع والصواريخ والدبابات والطائرات هي الاصوات المستقرة، والدائمة!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو